الأحد، 26 مايو 2013

[140] (( وصيَّة [يَـعْـرُب بن قحطان] لأبنائه..وهي تحتوي على كلام هامّ ومفيد ))

 (( وصيَّة [يَـعْـرُب بن قحطان] لأبنائه.. 
وهي تحتوي على كلام هامّ ومفيد ))
توجيهات نبوية تتعلّق بإلتماس
<(*!*)> وأبدأ بنسب "يَـعْـرُب"..
==> فهو إبن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن النبي نوح عليه السلام..
==> ويقال بأنّ "يَـعْـرُب" كان قد أخذ هذه الوصيَّة الهامّة عن أبيه "قحطان" فحفظها وعمل بها ثمّ وصَّى أولاده بها.. (وللعلم فإني تركتُ ذكر بعضها خشية الإطالة ومنها رقم 10)..
<(*!!*)> حيث قال في وصيتّهِ لأبنائه: يا بَـنـِيَّ إحفظوا مني "خصالاً عشرة" تكون لكم ذِكراً وذُخراً.. 

يا بَـنـِيَّ :
[(1)] تعلّموا العلم وإعملوا به.
 
[(2)] وأتركوا الحسد عنكم ولا تلتفتوا إليه، فإنه داعية القطيعة فيما بينكم،  
[(3)] وتجنـّبوا الشرّ وأهله، فإنّ الشرّ لا يجلب عليكم خيراً.  
[(4)] وأنصفوا الناس من أنفسكم لينصفوكم من أنفسهم.  
[(5)] وإيّاكم والكِبر فإنه يُبعد قلوب الرجال عنكم.. وعليكم بالتواضع، فإنه يقرِّبكم من الناس ويحبـِّبكم إليهم.  
[(6)] واصفحوا عن المُسيء إليكم، فإنّ الصفح عن المُسيء يُجنـِّبكم العداء، ويزيد مع السؤدد (وهو المجد والشرف والقدر الرفيع) سؤدداً، ومع الفضل فضلاً.  
[(7)] وآثروا الجار الدخيل على أنفسكم، فإنّ جماله جمالكم. ولأن يسوء حال أحدكم خير له من أن يسوء حال جاره، لأنّ تفقـّد الناس للمقتدي أكثر من تفقدِّهم للمقتدى به. 
[(8)] وإذا إستشاركم مُستشير فأشيروا عليه بمثل ما تشيرون به على أنفسكم في مثل ما إستشاركم فيه، فإنها أمانة ألقاها في أعناقكم، والأمانة ما قد علمتم.  
[(9)] وتمسّكوا بإصطناع الرِجال أجدر أن تسودوا به عليهم، وأحرى أن يزيدكم ذلك شرفاً وفخراً إلى آخر الدهر.
------------------------------------------

ثم أنشأ يقول: 

ــ أذيعوا العلمَ ثمَّ تعلّموه <> فما ذو العِلم كالطِفل البليدِ ،
ــ ولا تصغوا إلى حسدٍ فتغوُوا <> غوايةَ كلِّ مختلٍّ حسودِ ،
ــ وذُودوا الشرَّ عنكُمْ ما استطعتم <> فليسَ الشرُّ من خُلُقِ الرشيد ،
ــ وكونُوا منصفينَ لكلِّ دانٍ <> لينصفكُمْ مع القاصي البعيدِ ،
ــ وبابُ الكِبرْ عنكمْ فأتركُوهُ <> فإنَّ الكِبرَ من شِيَمِ العنيدِ ،
ــ عليكمْ بالتواضُع لا تزيدوا <> على فضلِ التواضُع من مزيدِ ،
ــ وإنَّ الصَّفح أفضلُ ما إبتغيتمْ <> به شرفاً مع المُلكِ العتيدِ ،
ــ وحقُّ الجارِ لا تنسوه فيكمْ <> فإنَّ الجارَ ذو الحقِّ الوكيدِ ،
ــ عليكمْ بإصطناعِ الخيرِ حتَّى <> تنالوا كُلَّ مكرمةٍ وجودِ.
 
توجيهات نبوية تتعلّق بإلتماس
وتقبّلوا جميل تحياتي ،، المستشار محمد الأسعد

[139] ((إضاءات هامّة على رؤوس النِعم مع أقوال مفيدة ورائعة لعلاّمة كبير من صدر الإسلام))

 ((إضاءات هامّة على  رؤوس النِعم مع أقوال مفيدة ورائعة 
لعلاّمة كبير من صدر الإسلام))
توجيهات نبوية تتعلّق بإلتماس

 ==> قال‏ العلاّمة الكبير"وهب بن مُنبه" رحمه الله:‏ 
ــ قال"ذو القرنين" لبعض الملوك‏:‏ ((ما بال "مِلّتِكم واحدة"، و"طريقتكم مستقيمة"‏))؟؟‏
ــ فقال‏ له:‏ ((من قِبل "أنـّا لا نخادع (أحداً)، ولا يغتاب بعضنا بعضاً‏")). ‏
(و"ذو القرنين" هو ملك الملوك في زمانه ، وقد حكم المشرق والمغرب.. وكان عبداً صالحاً لله تعالى،وقد عاش في أواخر زمن رسول الله[إبرِاهيم الخليل]عليه السلام ).
==> وقال‏ وهب:‏ ((رؤوس النعم ثلاثة‏)):‏
ــ إحـداها‏:‏ "نعمة الإسلام" التي لا تتم نعمة إلاّ بها‏.‏
ــ والثانية‏: "نعمة العافية" التي لا تطيب الحياة إلاّ بها‏.‏
ــ والثالثة‏:"نعمة الغِنى" (وهي غِنى النفس) التي لا يتم العيش (السعيد) إلاّ بها‏.‏ 

 ==> وقال‏:‏
ــ طوبى لمن نظر في عيبه عن عيب غيره،
ــ وطوبى لمن تواضع لله من غير مسكنة،
ــ ورحم أهل الذل والمسكنة،
ــ وتصدّق من مال جمعه من غير معصية،
ــ وجالس أهل العلم والحلم وال
حِكمة. 
 ==> وقال‏:‏
ــ المؤمن يخالط ليعلم، ويسكت ليسلم، ويتكلّم ليفقه،ويخلو ليقيم‏.‏
ــ والمؤمن مُفكِّر مُذّكِر مُدَّخِر،
ــ تذكّر فغلبته السكينة، وسكن فتواضع فلم يُتهم،
ــ (وأنه) رفض الشهوات فصار حرّاً،
ــ وألقى عنه الحسد فظهرت له المحبّة،
ــ وزهد في كل "فان" فإستكمل العقل،
ــ ورغب في كل "باقٍ" فعقل المعرفة،
ــ (وإنّ) قلبه متعلَّق بهمّه، وهمّه موكل بمعاده.
==> وقال‏:‏
ــ من عُرِِف بالكذب لم يجز صدقه،
ــ ومن عُرِف بالصدق ائتمن على حديثه،
ــ ومن أكثر الغيبة والبغضاء لم يوثق منه بالنصيحة،
ــ ومن عُرِف بالفجور والخديعة لم يؤمن إليه في المحنة،
ــ ومن انتحل فوق قدره جُحِد قدره،
ــ ولا تستحسن فيك ما تستقبح في غيرك‏. 

==> وقال: 
 ثلاث من كنّ فيه أصاب البرّ‏ ، ‏(وهي):
 1ــ سخاوة النفس،
 2ــ والصبر على الأذى،
 3ــ وطيب الكلام‏.‏    
توجيهات نبوية تتعلّق بإلتماس
وتقبّلوا جميل تحياتي ،، المستشار محمد الأسعد

السبت، 25 مايو 2013

[136] (( وصِيَّة هامّة لعلاّمة من صدر الإسلام الى إبنه ))

(( وصِيَّة هامّة لعلاّمة من صدر الإسلام الى إبنه ))

<(!*!)> نقل الطبراني‏ عن العلاّمة وهب بن مُنبِه رحمه الله أنه قال‏ لإبنه:‏
** (( يا بُنيّ ‏!‏!
<><> أخلص طاعة الله بسريرة ناصحة يصدق بها فعلك في العلانية،
==> فإنّ من فعل خيراً ثم أسَرّه إلى الله ، فقد أصاب مواضعه ، وأبلغه قراره ، ووضعه عند حافظه ..
==> وإنّ من أسرّ عملاً صالحاً لم يطّلع عليه إلا الله ، فقد اطّلع عليه من هو حسبه ، وإستحفظه وإستودعه حفيظاً لا يضيع أجره‏ ..‏
** فلا تخافنّ يا بُنيّ على من عمل صالحاً أسرّه إلى الله عزّ وجل ضياعاً ..
** ولا تخافنّ ظلمة ولا هضمة ..
** ولا تظننّ أنّ العلانية هي أنجح من السريرة..
 فإن مثل [العلانية] مع [السريرة] كمثل ورق الشجر مع عِرْقها..
 ==>
[العلانية] ورقها ،
 ==>
و[السريرة] أصلها،،
 ==> إن يحرق العِرْق هلكت الشجرة كلها..
 ==> وإن صلح الأصل صلحت الشجرة ثمرها وورقها ..  
==> والورق يأتي عليه حين يجفّ ويصير هباء تذروه الرياح،
==> بخلاف العرق، فإنه لا يزال ما ظهر من الشجرة في خير وعافية ما كان عرقها مستخفياً لا يُرى منه شيء‏.‏
<><> كذلك "الدين
" و"العلم" و"العمل"، لا يزال صالحاً ما كان له سريرة صالحة،، يصدق الله بها علانية العبد،،
 ** فإن
[العلانية] تنفع مع [السريرة الصالحة
 ** ولا تنفع
[العلانية] مع [السريرة الفاسدة]..
 
==> وكما ينفع عرق الشجرة صلاح فرعها وإن كان حياته من قبل عرقها، فإنّ فرعها زينتها وجمالها..
** وإن كانت "السريرة" هي ملاك الدين، فإنّ "العلانية" معها تزيِّن الدين وتجمله إذا عملها مؤمن لا يريد بها إلاّ رضاء ربه عز وجل‏.‏
<(!*!)> وقال وهب بن مُنبِه:قرأتُ في الحكمة‏ بأن الكُفر 
أربعة أركان‏:‏
**   ركن منه الغضبة،
** و ركن منه الشهوة،
** و ركن  منه الطمع،
** و ركن  منه الخوف،
<(!*!)> وقال :
 ثلاث من كُنّ فيه أصاب البـِرّ‏،، وهي:‏
*1*  سخاوة النفس،
*2*  والصبر على الأذى،
*3*  وطيب الكلام‏.‏


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

([132]) ((إضاءة على منشَأ البَشَر وخواتيمهم))

 ((إضاءة على منشَأ البَشَر وخواتيمهم))    
                    
 <(!*!)> ذكرالعلاّمة والمؤرِّخ الكبير ابن جرير الطبري رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال:
 ==> [( إذا وقعت "النُطفة" في "الأرحام" ، طارت في الجسد [أربعين يومًا] ثم تكون "علقة" [أربعين يومًا] ثم تكون "مضغة" [أربعين يومًا]..
<><> فإذا بلغ أن تُخلق بعث الله ملكًا يصورها،،
 ==> فيأتي الملك بـ ((تراب)) بين أصبعيه ،
ــ فـ (*يخلطه في المُضغة*) ..
ــ ثم (*يعجنه بها*) ..
ــ ثم (*يُصوّرها كما يُؤمر(من الله تبارك وتعالى*) ))..
<><> حتى إذا جاء أجلها ماتت ، فدُفِنت في ذلك (المكان الذي أُخذ منه التراب عند بدأ خلقه ، والذي كان قد تمّ خلطه بالمُضغة).
 ==> ثم تلا "الشعبي" قول الله تعالى في هذه الآية:‏ {{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ‏}}‏)].. سورى الحج‏.‏
 \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
<[!**!]> نعم إنّ الإنسان أصله من تـُراب الأرض التي نعيش عليها.. فمنها خلقنا الله تعالى، وإليها سنعود بعد رحيلنا من هذه الحياة العابرة..
==> ثم ترجع [(أجسامنا)] تـُرابا ، أمّا [(أرواحنا)] فستبقى بجوار ذلك التـُراب المُتحلِّل في جوف الأرض الى يوم الحساب ،
==> وفي هذه الفترة فإنّ "روح المؤمن الصالح" تُكرّم وتكون في غاية المُتعة والسعادة.. وسيُفتح لهذا [الضيف الحبيب] <(نافِذة مُستمرّة)> إلى الجنّة ، ليصله من ملذّاتها ونعيمها الذي لا يوصف !!
<><> وسيشعر ذلك [الراحل الى بيته الصحيح عند خالقه سبحانه وتعالى] وكأنه في الجنّة، وذلك منذ خروج روحه من جسده (اي موته) إلى يوم البعث والنشور (وهو يوم القيامة والحساب)، حيث انه في ذلك اليوم فإنّ الروح ستعود الى جسم صاحبها كما كانت قبل إفتراقهما.. وسيتم ذلك من بعد ترميم الجسد وتخليقه..
  فسُبحان الخالق العظيم في عظمته !!!

=================== 
أخيراً فإنّا نسأل الله عزّ وجل بأن نكون وإيّاكم من المرحومين والمُكرّمين بعفوه ورحمته ،
ومن الفائزين بجنّات النعيم . اللهمّ آمين 

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الجمعة، 24 مايو 2013

[(131)] (( وقفات مع نبيِّنا [محمد] عليه الصلاة والسلام في صباه، وقصتّه مع "الراهب الشامي"))

[(131)] إضاءات تاريخيّة على بـِعـثـة خاتِم الأنبياء والمُرسلين النبيّ "مُحمّد" صلّى الله عليه وسلم.
((وقفات مع نبيِّنا [محمد]عليه الصلاة والسلام في صباه، 
 وقصتّه مع "الراهب الشامي"))
  


<(!*!)> كان عبد الله بن [عبد المطلب ] قد توّفي قبل ولادة ولده [حبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلّم] بعدة أشهر.. ثم وبعد ولادته أعطته أمّه [آمنة بن وهب] إلى "حليمة السعدية" لترضعه..
(1) ==> فبقي لفترة <(عامَيْن)> عند [حليمة السعدية] خارج مكة في بني سعد .. ثم أعادته الى أمِّه في مكّة ورجتها في أن يبقى <(سنتين)> جديدتين معها.. فوافقت والدته على ذلك..

(2) ==> وأخذته معها مرّة ثانية فبقي
<(عامَيْن)> في بني سعد.. ثم أعادته الى أمّه..
(3) ==> فبقي
<(عامَيْن)> مع أمِّه [آمنة بن وهب] ثم تـُوفـِّيت..
(4) ==> فكفله جدّه [عبد المطلب] الذي كان"سيّد مكة وعظيمها"..
فبقي <(عامَيْن)> عنده ثم تـُوفـِّيَ هذا الجدّ الحكيم الذي كان يحبّه أكثر من أولاده،،
وكان يعلم بأنّ هذا اليتيم الحبيب هو حبيب الله وخاتم الأنبياء والمُرسلين ..
وعند وفاته أوصى به عمّه [أبو طالب] وطلب بأن يكفله ويهتمّ به كإهتمامه بأولاده..
(5) ==> وبعد وفاة جدِّه كفله عمّه [أبو طالب]..
وكان عمر حبيبنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم يومئذ 8 سنين.
<(!*!)> قال المؤرِّخ محمد بن سعد: ((عطف (أبو طالب) على (النبي) محمد (عليه الصلاة والسلام)، فكان لا يُسافر سفراً إلاّ كان معه فيه.. وأنه توجّه نحو الشام فنزل منزلاً فأتاه فيه راهب،
==> فقال: ((إنّ فيكم رجلاً صالحاَ)).
<(!*!)> وكان عمّه [أبو طالب] يحفظه ويحوطه وينصره ويعضده حتى مات ولكن دون أن يُسلِم.
<(!*!)>
قال المؤرِّخ إبن إسحاق: ثم إنّ أبا طالب خرج في ركب (قافلة) تاجراً إلى (بلاد) الشام.. فلمّا تهيّأ للرحيل رقّ قلبه لرسول الله صلّى الله عليه وسلم..
ــ
فقال: (( والله لأخرُجنّ به معي ولا أفارقه ولا يفارقني أبداً ))..
فخرج به.. فلما نزَل الرَكب (القافلة)"بُصري" من أرض الشام، وبها راهب يقال له: [بُحيرى] في صومعة له.. وكان إليه علم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب فيها إليه يصير علمهم عن كتاب فيما يزعمون، يتوارثونه كابراً عن كابر.
==> فلما نزلوا ذلك العام بـ (بحيرى)، وكانوا كثيرا ما يمرّون به فلا يكلِّمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام فلمّا نزلوا قريباً من صومعته، صنع لهم طعاماً كثيراً، وذلك فيما يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركب حتى أقبل وغمامة تظلِّله من بين القوم.
==> ثم أقبلوا فنزلوا في ظلِّ شجرة قريباّ منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلّت الشجرة، وتهصرّت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إستظل تحتها..
==> فلمّا رأى ذلك [بُحيرى] نزل من صومعته، وقد أمر بطعام فصُنِع..
==> ثم أرسل إليهم فقال: ((إني صنعتُ لكم طعاماً يا معشر قريش، فأنا أحب أن تحضروا كُلكم، كبيركم وصغيركم، وعبدكم وحُرّكم)).
ــ فقال له رجل منهم: ((والله يا بحيرى إنّ لك لشأناً اليوم ما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمرّ بك كثيرا فما شأنك اليوم))؟
==> قال له بحيرى: ((صدقت، قد كان ما تقول ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلون منه كلكم))..
ــ فإجتمعوا إليه، وتخلّف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة.
==> فلما رآهم [بحيرى] لم يرَ الصفة التي يعرف ويجده عنده،
ــ
قال: ((يا معشر قريش لا يتخلفنّ أحد منكم عن طعامي)).
ــ قالوا: ((يا [بحيرى] ما تخلّف أحد ينبغي له أن يأتيك إلاّ غلام، وهو أحدثنا سنـّاً فتخلّف في رحالنا
)).
ــ
قال: ((لا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم)).
ــ
قال: ((فقال رجل من قريش مع القوم واللات والعزى إن كان للؤم بنا أن يتخلف محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا)).. ثم قام إليه فإحتضنه وأجلسه مع القوم.
==> فلما رأى [بحيرى] جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته..
ــ حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرّقوا، قام إليه [بحيرى]
==> وقال له يا غلام: ((أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عمّا أسألك عنه))؟؟
وإنما قال له بحيرى ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما..
<(**)> فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[لا تسألني باللاّت والعزّى شيئا، فوالله ما أبغضتّ ُ شيئاً قط بُغضهما]].ت
==> فقال له بحيرى: ((فبالله ألا ما أخبرتني عمّا أسألك عنه))؟
<(**)> فقال له: [[سلني عمّا بدا لك]]..

 ==> فجعل يسأله عن أشياء من حاله من نومه، وهيئته، وأموره؟؟
<(**)>
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره..
==> فوافق ذلك ما عند [بحيرى] من صفته.
==> ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه، موضعه من صفته التي عنده،
==> فلما فرغ أقبل على عمِّه [أبي طالب]،
==> فقال له: ((ما هذا الغلام منك))؟
ــ
قال: ((إبني)).
==> قال بحيرى: ((ما هو بإبنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيّاً))!!
ــ
قال: ((فإنه إبن أخي)).
==> قال: ((فما فعل أبوه))؟
ــ
قال: ((مات وأمّه حبلى به)).
==> قال: ((صدقتَ.. إرجع بإبن أخيك إلى بلده وإحذر عليه اليهود..
فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفتُ ليبغنه شرّاً..
فإنه كائن لإبن أخيك هذا شأن عظيم..
فأسرع به إلى بلاده))
.
<><> فخرج به عمّه أبو طالب سريعاً حتى أقدمه مكّة حين فرغ من تجارته بالشام.
<(!*!)> وحكى السهيلي عن بعضهم أنه كان عمره عليه الصلاة والسلام إذ ذاك 9 سنين.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى مُتابعة هذه الإضاءات المُباركة بإذن الله.

   

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الأربعاء، 22 مايو 2013

<[130]ٍ> [(قصّة [الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز] مع الغلام العابد الزاهد)]

    ((قصّة [الخليفة عمر بن عبد العزيز] مع الغلام العابد الزاهد))
<(*!*)> ذكر العلاّمة الكبير إبن كثير في كتابه البداية والنهاية بأنّ التابعي الصالح العابد / محمد بن كعب القرظي (ت 108 هـ) قال :
<(*!*)> كتب له (الخليفة الزاهد) [عمر بن عبد العزيز] (رحمه الله) يسأله أن يبيعه غلامه ((سالم)).. وكان هذا الغلام عابداً خيِّراً زاهداً.. 

 <(*!*)> فكتب (محمد بن كعب القرظي) لعمر :
ــ إنه (وبالنسبة لغلامي سالم) قد دبـَّرْتـُه (والتَّدْبِيرُ هو أَن يُعتق الرجل عبده بعد موته، فيقول له: "أَنت حر بعد موتي")..
ــ قال (الخليفة): ((فأزدد فيه (أي يمكنك أن تزيد في ثمن عتقه) ))..
ــ ... ثم أتاه (ذلك الغلام) سالم ..
ــ فقال عمر (لذلك الغلام):
==> ((إني قد إبتليتُ بما ترى (إي أنّ الله تعالى إبتلاني بهذه "الخلافة" دون أن أرغبها)..
==> وأنا والله أتخوّف أن لا أنجو (من
الله تعالى بسبب تقصيري وعدم مقدرتي على حمل هذه الأمانة العظيمة) ))..
ــ فقال له سالم: ((إن كنتََ كما تقول ==> فهذا نجاتك، ==> وإلاّ فهو الأمر الذي يـُخاف (منه) )).
ــ فقال (الخليفة لذلك الغلام): ((يا سالم عِظني))..
ــ قال له: (( إنّ [آدم] عليه السلام "أخطأ خطيئة واحدة" خرج بها من الجنـّة،، وأنتم مع عمل الخطايا ترجون دخول الجنـّة)>!! ثم سكت )).
---------------------------------------
<(*!*)> فعلّق محمد بن كعب القرظي على ذلك بقوله: ((والأمر كما قيل في بعض الكتب: 

"تزرعون السيِّئات" و"ترجون الحسنات"،
لا يُجتنى من الشوك العنب !!)).

   
وتقبّلوا جميل تحياتي
،، المستشار محمد الأسعد

الأحد، 19 مايو 2013

[(129)] ((الصُحبة الصالحة وأدب التعامل مع عباد الله تعالى))


   ((الصُحبة الصالحة وأدب التعامل مع عباد الله تعالى))

*** عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:
 [[ لا تصاحب إلاّ مؤمناً،، ولا يأكل طعامك إلاّ تقي ]].. صحّحه المُحدَّث الألباني..
ورواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وإبن حبـّان والبيهقي والدارمي والحاكم وغيرهم.

<(*!!*)>  وقد سُئِل أحد السَلَف عن "الصُحبة الصالحة"؟؟  
ــ فقال: (( هــي :
==>  مع [ الله تعالى ] <><> بـالأدب،،،
==> و
مع [ الرسول ] صلّى الله عليه وسلم <><> بـملازمة العلم وإتباع السُنة،،،
==>
ومع [ العُلماء ] <><> بـالإحترام والخِدمة،،،
==>
ومع [ الإخوان ] : <><> بـالبِـِشر والإنبساط، وترك وجوه الإنكار عليهم ما لم يكن خرق شريعة، أو هتك حرمة،،،
==>
ومع [ الجهّال ] : <><> بـالنظر إليهم بعَيْن الرحمة، ورؤية نعمة الله عليك إذ 
 لم يجعلك مثلهم، والدُعاء لله بأن يعافيك من بلاء الجهل )). 
 
..........................................
 

<(*!!*)> وما أجمل ما ذكره "الربيع إبن خيثم" رحمه الله حيث قال: ((
[ الناس رجلان ] :
(1) "مؤمن" فلا تؤذه ..
(2) و"جاهلٌ" فلا تُجاهله (وذلك
بإستيعابه والترفـُّع عمّا يصدر منه من جهل ، وتجنّب مصادقته أو مناقشته أو مشاركته قدر المُستطاع ) )).

   
وتقبّلوا جميل تحياتي
،، المستشار محمد الأسعد