(( إضاءات هامّة على النبي نوح عليه السلام
وقصة الســفينة والطوفان ))
<(!*!)> كان زمن
النبيّ [ادريسٍ] عليه السلام (الذي كان ملكا على مناطق صعيد مصر)، زمن
تطوّر وحضارة ورُقيّ.. حيث انتشرت العلوم والفنون والصناعات والزراعة وعلم
الحساب والفلك والطبّ واللغات الكثيرة والتفنّن ببناء القصور وأماكن
العبادة.. كما وُجدت الإختراعات العامّة لتسهّل المعيشة لبني البشر.. فعاش
الناس في راحة وسعادة وإستقرار..
<><> ولكنهم وللأسف لم يشكروا الله تعالى على ما أعطاهم من
خيراته العظيمة، بل تركوا عبادة الخالق سبحانه وتعالى وقاموا يعبدون
الأصنام لتقرّبهم الى الله على حسب زعمهم..
<(!*!)> وبعد وفاة النبيّ [ادريسٍ]عليه السلام بدأ الناس يشتغلون بتعلّم السحر والطلاسم، والإهتمام بكل ما يقرّبهم من طُريق الشيطان.. وقام إبليس عدوّهم وعدوّ جدّهم [آدم] يُغري ضعاف النفوس منهم ، ويجنّدهم للخروج على دين الفطرة وعن تعاليم أنبيائهم عليهم السلام..
<(!*!)> وفي
هذا الجوّ المشحون بالسموم الوثنية التضليليّة والمكائد الشيطانية
التشكيكيّة ==>أرسل الله النبيّ "نوح"عليه السلام، حفيد النبيّ والملك الحكيم
"إدريس"..
<(!*!)> روى الإمام البُخاري في الأدب المُفرد عن إبن عبّاس انه قال : (("ود" و"سواع" و"يغوث" و"يعوق" و"نسر" أسماء قوم صالحين من قوم [نوح]..
فلمّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن ينصبوا في مجالسهم أنصابًا (اي
أصناما) ، وسمّوها بأسمائهم (اي بأسماء الصالحين المذكورين) ، ففعلوا..
فلم تُعبد حتى هلك أولائك (القوم) ، ونُسخ العلم ،، فعُبدت (الأصنام) ،
وصارت تلك الأوثان في العرب بعدئذ ))..
<(!*!)> وقال المؤرخ الكبير العلاّمة إبن جرير الطبري: (( انّ الناس كلّهم كانوا على دين واحد ، وهو الإسلام (التوحيد).. وإن هذا الشرك حادث في الناس ، وكائن بعد ان لم يكن.. فبعث اللّه اليهم نوحاً عليه السلام ليطهّرهم من كفرهم وشركهم .. فأهلك الأمم المُكذّبة بواسطة الطوفان ، ونجّى من آمن منهم )).
<(!*!)> فـ "نوح" هو:
بن "لامك" بن "متوشلخ" بن "أخنوخ" وهو النبيّ [إدريس] عليه السلام بن
"يرد" بن "مهلاييل" (مهليل) بن "قينن" بن "أنوش" (يانش) بن النبيّ "شيت"عليه السلام بن النبي"ادم" عليه السلام.
<(!*!)> وكان "نوح" أوّل رسول أرسله الله للبشرية ، فعاش ألف سنة إلاّ خمسين (950) عامًا ..
<(!*!)> وقال إبن جرير الطبري: (( إنّ الناس كلّهم كانوا على دين واحد ، وهو الإسلام (التوحيد).. وإن هذا
الشرك حادث في الناس ، وكائن بعد ان لم يكن.. فبعث اللّه اليهم نوحاً عليه
السلام ليطهّرهم من كفرهم وشركهم .. فأهلك الأمم المكذّبة بواسطة الطوفان ، ونجّى من آمن منهم ..
<(!*!)> وقال إبن عبّاس:
(( كان بين [آدم] و [نوح] "عشرة قرون"، كلّهم على الإسلام ، (أي على
التوحيد) )).. ثم وقع الإختلاف بين الناس ، وعُبدت الأصنام ، والأوثان ،
والأنداد (أي الشرك بالله) ..
************************
<><> وقد
بعث الله نوحاً بالحق ، وأمره به ، ولم يدع شيئاً مما ينفعهم في دينهم ،
إلاّ وقد أ مرهم به ، ولا شيئاً مما قد يضرهم ، إلاّ وقد نهاهم عنه، وحذّرهم
منه..
<(!*!)> ذكر المؤرخون الكبار امثال إبن جريرالطبري وإبن كثير وغيرهما بأن الله تعالى أرسل النبي [نوح] رحمة للعباد.. فكان يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وينهى عن عبادة ما سواه..
==> ولما يئس من صلاحهم وفلاحهم ورأى أنهم لا خير فيهم، وتوصّلوا
بأذيّته ومخالفته وتكذيبه بكل طريق من فعال ومقال،دعا عليهم دعوة غضب..
==> فلبّى الله دعوته وأجاب طلبه..
==> فإجتمع عليهم خطاياهم من كفرهم وفجورهم مع دعوة نبيهم عليهم..
==> فعند ذلك أمره الله تعالى أن يصنع "الفُلْك"؛ وهي السفينة العظيمة التي لم يكن لها نظير قبلها ..
<(!!!)> وهناك أقوال كثيرة في طول السفينة وعرضها..
<(!*!)> قال الثوري:
(( إن الله أمره أن يجعل طولها ثمانين ذراعاً ، وعرضها خمسين ذراعاَ ،
وإرتفاعها ثلاثين ذراعاً .. وأن يُطلى ظاهرها وباطنها بالقار.. وأن يجعل
لها جؤجؤاً أزور يشق الماء )).
<(!*!)> وقال ابن عباس: ((طولها ألف ومائتا ذراع، في عرض ستمائة ذراع، وكان ارتفاعها 30 ذراعاً))..
==> وكانت ثلاث طبقات،إرتفاع كل واحدة عشر أذرع؛
(**) 1- الطبقة السفلى: للدواب، والوحوش،
(**) 2- والوسطى: للناس،
(**) 3- والعليا: للطيور.
==> وكان بابها في عرضها ، ولها غطاء من فوقها، مُطبق عليها.
==> فتقدّم إليه بأمره العظيم العالي، أنه إذا جاء أمره، وحلَّ بأسه، أن
يحمل في هذه السفينة، من كل زوجين اثنين من الحيوانات، وسائر ما فيه روح
من المأكولات وغيرها، لبقاء نسلها، وأن يحمل معه كل المؤمين وزوجاتهم
واولادهم ، وكذلكً اولاده الثلاثة المؤمنين مع أمهم وزوجاتهم ، وإمرأة ولده
(يام) الكافر ..
<(!*!)> وأولاد نوح كانوا خمسة ، وهم :
1- [سام] ، 2- و[حام] ،3- و[يافث]، 4- و[يام] (وهو ممن سبق عليه القول لكفره فغرق)
5 - وإبنته [عابر].. ويقال بانها ماتت قبل الطوفان.
<(!*!)> وعمَّ
الماء جميع الأرض طولها وعرضها ، سهولها وجبالها وقفارها ورمالها، ولم يبق
على وجه الأرض ممّن كان بها من الأحياء لا صغير ولا كبير..
>>> و لما فرغ الطوفان من تنظيف أهل الأرض كلّها، ولم يبق منها
أحد ممن عبد غير الله عزّ وجل ، أمر الله الأرض أن تبلع ماءها، وأمر السماء
أن تقلع أي تمسك عن المطر.
<(!*!)> قال ابن عباس :
(( كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلاً معهم أهلهم، وإنهم كانوا في
السفينة مائة وخمسين يوماً، وإن الله وجَّه السفينة إلى مكة، فدارت بالبيت
أربعين يوماً ، ثم وجَّهها إلى الجودي فإستقرت
عليه.
{{
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ
الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ }}..
==> يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ لَمَّا أَغْرَقَ أَهْل الْأَرْض كُلّهمْ
إِلَّا أَصْحَاب السَّفِينَة أَمَرَ الْأَرْض أَنْ تَبْلَع مَاءَهَا
الَّذِي نَبَعَ مِنْهَا وَاجْتَمَعَ عَلَيْهَا وَأَمَرَ السَّمَاء أَنْ
تُقْلِع عَنْ الْمَطَر " وَغِيضَ الْمَاء " أَيْ شَرَعَ فِي النَّقْص "
وَقُضِيَ الْأَمْر " أَيْ فُرِغَ مِنْ أَهْل الْأَرْض قَاطِبَة مِمَّنْ
كَفَرَ بِاَللَّهِ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ دَيَّار"
<><> وَاسْتَوَتْ " السَّفِينَة بِمَنْ فِيهَا " عَلَى الْجُودِيّ "..
==> قَالَ مُجَاهِد : وَهُوَ جَبَل بِالْجَزِيرَةِ.. وقد تشَامَخَتْ الْجِبَال يَوْمئِذٍ مِنْ الْغَرَق وَتَطَاوَلَتْ وَتَوَاضَعَ هُوَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمْ يَغْرَق وَأَرْسَتْ عَلَيْهِ سَفِينَة نُوح عَلَيْهِ السَّلَام..
==> وَقَالَ قَتَادَة: اِسْتَوَتْ عَلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى نَزَلُوا مِنْهَا..
حيث أَبْقَى اللَّه سَفِينَة نُوح عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى الْجُودِيّ مِنْ أَرْض الْجَزِيرَة عِبْرَة وَآيَة حَتَّى رَآهَا أَوَائِل هَذِهِ الْأُمَّة ..
<><> فبعث نوح عليه السلام الغراب، ليأتيه بخبر الأرض، فذهب
فوقع على الجيف فأبطأ عليه. فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون، ولطّخت
رجليها بالطين، فعرف نوح أن الماء قد نضب، فهبط إلى أسفل الجودي)) ..
************************
*** قال الله تعالى: {{فَكَذَّبُوهُ
فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ
وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ}}. يونس: 73.
*** وقال تعالى: {{ولقد
أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان
وهم ظالمون * فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين}}. سورة العنكبوت 14 - 15 .
*** وقال تعالى:{{فَأَنْجَيْنَاهُ
وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ
الْبَاقِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ
مُؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُالرَّحِيمُ}}. الشعراء:119-122.
*** وقال تعالى:{{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}}. الأنبياء: 77 .
*** وقال تعالى:{{ كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ
وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ
تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}}. ق:12-14 .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى متابعةهذه الإضاءات التاريخية في القريب بإذن الله
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد