الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

[197] (( إضاءة هامّة ومفيدة على [خروج الروح من الجسد و"رِحلة المَوْت"] ))

((إضاءة هامّة ومفيدة على [خروج الروح من الجسد 
و"رِحلة المَوْت"]))
*** ورد عن حبيبنا النبيِّ مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: [[
ــ إنّ المؤمن إذا حضره الموت،،
<=> بُشـِّر برضوان من الله وكرامة،،
ــ فليس شيء أحبّ إليه ممّا أمامه،،
ــ وأحبّ (العبد) لقاء الله <> فأحبّ الله لقاءه]]. رواه البُخاري ومُسلِم.

<(!!)> وجاء عن الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
ــ (( إذا جاء "مَلَك المَوْت" لقبض روح المؤمن، ــ قال له:
==> [(إنّ ربّك يُقرِئك السلام)] )) .

<(!!)> وقال محمد بن كعب: (( يقول "ملك الموت" عند مجيئه 
(لقبض روح المؤمن):
==> [(السلام عليك يا ولِيَّ الله.. والله يقرئك السلام)] ))
ــ ثم قال:{{الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم}}. سورة النحل.

<(!!)> وقال زيد بن أسلم: (( تأتي الملائكة للمؤمن إذا إحتضر وتقول له:
==> [(لا تخف ممّا أنت قادم عليه)]..
ــ ويموت وقد جاءته "البُشري العظيمة"(من ربِّ العالمين سبحانه وتعالى) )).
-----------------------------------
ــ ما شاء الله العظيم!!! ما أجمل تلك البُشرى الكريمة والعظيمة..
وما أجملهم من رُسُل مُكرّمين قادمين من عند أكرم الأكرمين!!!
****************************
<[!**!]> وللعلم فإنّ أصل الإنسان كان من تـُراب الأرض التي نعيش عليها..
==> فمن الأرض خلقنا الله تعالى، وإليها سنعود بعد رحيلنا من هذه الحياة العابرة..
==> وسترجع [(أجسامنا)] الى أصلها الأوّل وهو التـُراب..
==> أما [(أرواحنا)] فستبقى بجوار ذلك التـُراب المُتحلِّل في جوف الأرض الى يوم القيامة والحساب..
==> وفي هذه الفترة فإنّ "روح المؤمن الصالح" ستكون مُكرّمة وفي غاية المُتعة والسعادة ، لأنه سيُفتح لهذا [الضيف الحبيب] نافِذة إلى الجنّة، وسيصله بإستمرار من نعيمها الذي لا يوصف!!
==> وسيشعر ذلك [الراحل الى بيته الصحيح] عند خالقه سبحانه وتعالى وكأنه في الجنّة ==> وذلك منذ خروج روحه من جسده، اي موته، وإلى يوم البعث والنشور،، أي يوم القيامة والحِساب..
==> ويومها ستعود الروح الى جسم صاحبها بعد ترميم الجسد وتخليقه على شكل جسد أبي البشريّة كلّها النبي آدم عليه السلام وأبنائه وذريتهم ، وكان طول الشخص"60 ذراع"، أي حوالي "35 متر" كما هو وارد في الأحاديث النبويّة الثابتة والصحيحة..
<><> فسُبحان الخالق العظيم في عظمته!!!
****************************
أخيراً فإنا نسأل الله عزّ وجلّ بأن نكون وإيّاكم من المرحومين برحمته،
والمكرّمين بعفوه ورضاه، ومن الفائزين بجنّات النعيم.. اللهمّ آمين.
. 

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
يمكنكم الدخول على كل مواضيعي بخط كبير ومُلوّن وذلك بالضغط على الرابط المرفق هنا بالأسفل وهو:
http://almustachar.blogspot.com

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

[196] (( الفوائد والعِبَر الهامّة من قصّة إبني [النبيّ آدم] عليه السلام "قابيل" و"هابيل"))

(( الفوائد والعِبَر الهامّة من قصّة إبني [النبيّ آدم]عليه السلام 
 "قابيل" و"هابيل"))
<(!*!)> هناك فوائد هامّة يمكن ان نأخذها من قصة القرآن الكريم عن الأخوين "قابيل و هابيل"،، وهي:
1- إنّ قتل النفس البريئة توجب النار ..
 
2 - وانه يجب علينا ان نتعامل مع الآخرين بالطيبة والتسامح والعفو والصفح .. والإبتعاد عن الغضب والظلم والتعدّي والحسد وإتباع الهوى وتضليلات إبليس..

 
3 - وان الأفضل لنا أن يكون أحدنا مع إخوانه ((المقتول لا القاتل))..
==> كما أوصى رسول الله صلى الله عليه بقوله : [[ كن كإبن آدم‏ ]]
أو [[ كن كخير إبنَيّ آدم‏ ]] وهو هابيل.
أو ‏[[‏ إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار]] ..

 
4 - وانه يجب علينا  الإنتباه والحذر الشديد من التهاون في دماء الناس وقتالهم ..
*** فقد ورد عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
==> [[ ‏إنها ستكون فتنة ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ]]..
- قال سعد‏:‏ (( أفرأيت إن دخل عليَّ بيتي فبسط يده إليّ ليقتلني ))؟؟
==> فقال‏:‏ [[ كن كإبن آدم‏ (أي مثل هابيل) ]]‏‏.‏ مسند أحمد وأبو داود والترمذي.
*** وفي رواية أبي ذرّ رضي الله عنه قال :
==> [[ كُنْ كخيرِ إبنَيّ آدم‏ (وهو هابيل) ]] صحيح مسلم .‏
*** وثبت في ‏الصحيحين‏ عن أبي بكرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏: 

==> [‏[ إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار ]]‏.‏
- قالوا يا رسول الله‏ :‏ (( هذا القاتل، فما بال المقتول ))‏؟‏؟
==> قال‏:‏ [[إنه كان حريصاًً على قتلَ صاحبه‏]]‏‏.

5 - ويجب علينا الإلتزام بوصية رسول الله صلى الله عليه في الإستخارة.
*** فعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله يعلِّمنا الاستخارةَ في الأمور كلِّها كما يعلمنا السورةَ من القرآن ، 

==> يقول : [[ إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ،
 ثم ليقل :اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّمُ الغيوب ،
ــ اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر(ويُسمّي حاجته) خيرٌ لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبةِ أمري، أو قال: عاجله وآجله ـ
فأقْدُرْهُ لي ويسّره لي ثم بارك لي فيه .
 ــ اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري ـ أو قال: عاجله وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقْدُر لي الخيرَ حيثُ كان ثم رضِّنِي به]]. رواه البخاري.
<><> أي علينا اللجوء إلى الله وطلب المعونة منه والإلهام لخيري الدنيا والآخرة بما يشغل بالنا ويضايقنا ..
ثم أخذ رأي أهل العلم والخبرة والتخصّص وما شابههم من أهل الحكمة والمشورة ..
 <><> فلو أنّ "قابيل" إستشار والده النبي آدم عليه السلام بما كان يشعر به من حسد وغلّ نحو أخيه "هابيل" ، ما كان ليقدم على تلك الجريمة
العظيمة النكراء   والعياذ بالله من غضبه .

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الأحد، 17 نوفمبر 2013

[195] إضاءة على ((النبي [شيث] عليه السلام،، وقصّة وفاة والده النبي [آدم] عليه السلام))

إضاءة على ((النبي [شيث] عليه السلام،، وقصّة وفاة والده
النبي [آدم] عليه السلام))
 
==> ورد بأنه في حياة النبي آدم بعث الله إبنه النبيّ "شيت" عليهما السلام (ومعنى [
شيت
] هو[هِبَة الله] فقد وهبه الله لهم من بعد مقتل شقيقه ، ذلك الشاب الصالح [هابيلٌ])..

<(!*!)> وكان [شيت] عليه السلام عونا لأبيه بالنبوّة المباركة بعد ان كثُر اخوانه وذراريهم وإنتشروا في البلاد ، وهو أوّل من بنى الكعبة .. وإليه تنتهي أنساب بني آدم كلهم‏.‏ 
==> ثم وفي زمن "آدم وشيت" بعث الله حفيدهما النبيّ "ادريس"عليه السلام.. فتتلمذ عليهما ، وإستفاد كثيرا من علمهما الربّاني الذي تبلّغاه بواسطة الوحي..  

وكان ادريس نبيا وحكيما وملكا على مناطق الصعيد بمصر..(وستأتي قصّته لاحقا بإذن الله).
===> وذكر المؤرّخون بأنّ النبي [شيث] هو ثاني نبي من انبياء الله ، حيث ورث النبوّة الطاهرة من والده النبي [آدم] عليهما السلام ، الذي هو أبو البشريّة كلّها..
===> ومعنى [شيث] هو : ((هِبَةُ الله)) .. وسُمي بذلك لأن آدم وحواء رُزقاه بعد مقتل ولدهما الصالح المُسالم "هابيل‏" الحبيب الذي قتله شقيقه "قابيل" ظُلما وعُدوانا.
===> وذكر ابن كثير في البداية والنهاية بأن الله تعالى أنزل على الأرض 104 صحيفة‏ وكان حصة [شيث] منها قريبا من النصف ،، فقد أنزل الله عليه خمسين صحيفة ..‏
*** روى أبو ذرّ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ انه قال :‏
‏[[‏إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف (104)‏]].‏
رواه ابن حبان في ‏صحيحه‏ ..
###> قال محمد بن إسحاق‏: لمّا حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث وعلّمه ساعات الليل والنهار، وعلّمه عبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك‏،،‏
>>> وقال إن إنساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى [شيث]،،وأن سائر أولاد آدم غيره إنقرضوا وبادوا،والله أعلم ‏.
(البداية والنهاية‏‏ ج/ص‏:1/110‏)‏..
###> ولما توفـّي آدم عليه السلام ، وكان ذلك يوم الجمعة، جاءته الملائكة بحنوط وكفن من عند الله عزّ وجلّ من الجنّة‏.‏ وعزّوا فيه إبنه ووصيّه شيث عليه السلام‏.‏.
وكُسفت الشمس والقمر سبعة أيام بلياليهنّ‏..‏
###> ونقل عبد الله بن الإمام أحمد‏ بن حنبل عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏
إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه‏:‏ ((أي بني ؛ إني أشتهي من ثمار الجنّة))..
قال‏:‏ فذهبوا يطلبون له، فإستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم (عدّة الدفن والحفر) المساحي والمكاتل،،،
===> فقالوا لهم‏:‏ (( يا بني آدم: ما تريدون وما تطلبون‏؟‏
أو ما تريدون، وأين تطلبون‏ ))؟؟‏
<><> قالوا‏:‏ ((أبونا مريض وإشتهى من ثمار الجنة‏ )).‏
===> فقالوا لهم‏:‏ (( إرجعوا،،، فقد قضى أبوكم (اي انتهى اجله ولن بتمكن من اكل ما طلبه منكم) ))..
===> فجاءت الملائكة إلى آدم .. فلما رأتهم [حواء] عرفتهم ، فلاذت بآدم ( أي أرادت ان تحميه وتفتديه بنفسها وذلك لوفائها الكبير له ، ولألم الفراق بعد صحبة ومودّة وشراكة بينهما دامت ألف سنة). 
###> فقال‏ لها آدم :‏ (( إليك عنّي ، فإنّي إنما أُتيت من قِبَلك ( أي عندما رغّبته بالأكل من الشجرة بالجنّة وتم إخراجهما من هناك بسبب طلبها ذلك منه والحاحها عليه) ،، فخلّي بيني وبين ملائكة ربي عزّ وجلّ )).
فقبضوه، وغسلوه، وكفنّوه، وحنطّوه وحفروا له ولحدوه، وصلّوا عليه، ثم أدخلوه قبره، فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه التراب..
===> ثم قالوا :
(( يا بني آدم هذه سنّتكم ( اي في دفن الموتى ) )) ..
والحديث إسناده صحيح إلى ذلك الصحابي كما قال إبن كثير‏.‏
###> وقال عطاء الخراساني‏:
‏ لما مات آدم بكت الخلائق عليه سبعة أيام‏ .‏
>>> وماتت حواء بعده بسنة واحدة‏ ،، وعاش كل منهما الف سنة.‏

###> فلما مات آدم عليه السلام ، قام بعده ولده شيث عليه السلام‏ بأعباء الأمر من تعليم وإصلاح ودعوة وتوجيه وتبليغ وحي السماء إلى أولاده وإخوانه وأولادهم وكافة الأحفاد


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

[194] (( قصّة [النبيّ آدم] عليه السلام مع ولديه [قابيل وهابيل] ))

((قصّة [النبيّ آدم] عليه السلام مع ولَدَيْه[قابيل وهابيل]))
<(!*!)> لقد بعث اللّه تعالى أبو البشريّة النبيّ "آدم" عليه السلام الى أولاده وأحفاده ومن تبعهم في زمانه..
==> جاء في كتاب الكامل لابن الأثير بأنّ الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض .. فجاء بنو آدم على قدر الأرض.. منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك.. ومنهم السهل والحزن وبين ذلك.
وإنما سُمّي [آدم] لأن
جسده خُلِق من أديم الأرض ..
<(!*!)> ذكر المؤرِّخ الكبير إبن جرير الطبري في تاريخه بأنّ [حواء] ولدت لـ [آدم] 40 ولداً في 20 بطناً‏.. أوّلهم‏ [قابيل] وأخته قليما ، وآخرهم‏ عبد المغيث وأخته أم المغيث..‏ ثم انتشر الناس بعد ذلك وكثروا وامتدّوا في الأرض..
ــ واختلف العلماء عمّا إذا وُلِد لآدم وحواء أولاد‏ بالجنّة ؟‏ فقيل‏:‏ ولد لهما فيها قابيل وأخته قليما ‏، والله أعلم‏.. وقيل‏:‏ لم يولد لهما إلا في الأرض، وهذا الذي أرجّحه أنا، وذلك لعدم وجود دليل صحيح يُثبت عكس ذلك..
<*!*> وكانت حواء تنجب في كل بطن ذكر، وأنثى‏ ..‏ وكانوا عمالقة ، حيث كان طول الواحد منهم 60 ذراعا ،، أي 35 متر تقريبا..
<*!*> وكانت الشريعة السماوية تحرّم زواج الأخ من أخته التي ولدت معه، بل تبيح له الزواج من أي أخت من غير التوأم، اي ممن ولدن قبله أو بعده..
<*!*> عن إبن عبّاس، وغيره من الصحابة‏ قالوا :‏ (( ان آدم كان يزوّج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى، وأن [هابيل] (الإبن الأصغر) أراد أن يتزوّج بأخت [قابيل] ..
<*!*> فطلب آدم عليه السلام من قابيل أن يزوّجه إياها ، فأبى ذلك .. لأنه كان يحسده ويغار منه على النعم الكثيرة التي أعطاه إياها ربّ العالمين..
فقد كان [هابيل] تقيّا صالحا، ولديه مال وخير كثير، وعنده قوة عظيمة..

<*!*> فأمرهما والدهما أن يقرّب كل منهما قُرباناً‏ إلى الله ليتبيّن من المصيب منهما .. ومن القريب الى الله تعالى..‏
ــ فقرّب [هابيل] شاة سمينة من أفضل ما عنده.. وكان صاحب غنم،،
ــ وقرّب [قابيل] حزمة من زرع من رديء زرعه ،،

<(**)> فنزلت النار، فأكلت قربان هابيل،، وكانت هذه القاعدة مُتّبعة لمعرفة عمّا إذا كان الله تعالى قد قبل ما يَتقرّب إليه العبد أم لا ؟؟ وكانت النار تنزل من السماء فتأكل القربان (أي تحرقه كلّيا ولا تترك له أي أثر) هذا في حال قبوله، وإلاّ تتركه وشأنه ولا تنزل اليه.
<(**)>
ولما تركت النار قربان قابيل .. غضب وإمتلأ حسدا ، وقال‏ لأخيه هابيل :‏ ((لأقتلنّك)) ..
###> وكان هابيل أقوى وأشدّ من أخيه الكبير قابيل، وكان من السهل عليه أن يبطش به لو أراد ذلك ، ولكنه تورّع أن يقابله بالسوء الذي أراده هو منه ، بل كان على خُلق حسن ودين ، وعلى خوف من الله تعالى ..‏
##> فقال‏ هابيل:{{‏ لَئِنْ بَسَطْتَّ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ‏}}‏ ‏‏المائدة‏:‏ 28‏‏
وقال له أيضا ‏:‏ ‏{{ ‏إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }‏}‏ ‏المائدة‏:‏ 29‏
*********************

###> فلما كان ذات ليلة أبطأ هابيل في رعي غنمه ، فبعث آدم اليه قابيل لينظر ما أبطأ به ؟!! فلما ذهب إذا هو به ،،
==> فقال له‏ بغيرة وحسد:((لقد‏ تقبّل الله منك ولم يتقبّل منـّي))!
==> فقال هابيل ‏:{{ ‏إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ‏}}‏..
==>فغضب قابيل عندها وضربه بحديدة كانت معه فقتله.
==> ولم يَعُد الى صوابه إلاّ بعد أن عصى الرحمن وأطاع الشيطان ووقعت المصيبة الكبيرة ..
<##> فأخ يقتل أخيه ظُلما وعدوانا ، وبدون أي سبب سوى الحسد وإتباع الهوى وتضليل إبليس عدوّ أبيه ، وعدوّه ، وعدوّ بني آدم إلى قيام الساعة !!!
<##> وبعد أن رحل عنه إبليس اللعين متبرّءاً من عمله الذي أوحاه له،وشجّعه عليه..ثم تركه ليواجه غضب الله وعذابه ..
<##> فإسودّت الدنيا وأظلمت في عينيه ، وندم ندماً عظيماً على عمله الشيطاني.. وهنا عاد إلى رشده وعقله وما تربّى عليه من طيبة وخير وصلاح..
<##> ولهذا نجده بأنه لم يترك شقيقه وينصرف بعد مقتله كما يفعل عادة الخصوم..
<##> بل حمله بين يديه وإحتضنه بحنان الأخوّة كالمجنون ، ولم يعد يعرف ما يفعل به !!!
*** وأراد الله تعالى أن يعلّمه هو وغيره ، كيف يتم التصرّف بالموتى ،، لأن هابيل كان أوّل من يموت على الأرض من البشر ..فبعث الله ل
قابيل غُُرَابَيْن ‏، وكانا أخوَيْن أيضا ،، فتقاتلا مع بعضهما ، فقتل أحدهما الآخر، ثم عمد فحفر له حُفرة فألقاه فيها ودفنه وواراه.
<##> فلما رآه قد صنع ذلك ، قال قابيل ‏:{{ يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي }}؟؟؟ ففعل مثل ما فعل الغراب، فواراه ودفنه‏.‏
*** قال تعالى‏:‏ {{ ‏فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}}. المائدة‏:‏31‏‏
  


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الخميس، 14 نوفمبر 2013

[193] (( إضاءات على الفراعنة والأنبياء الذين عاصروهم وهم:[من إبراهيم حتى موسى] عليهم السلام ))



((إضاءات تاريخيّة هامّة وموجزة على"الفراعِنة"مع الإضاءة  
على الأنبياء الذين عاصروهم وهم: [إبراهيم، يوسف و موسى] عليهم السلام))
   
<(*1*)> كان [أوّل الفراعنة] ((سنان بن علوان)) بن عُبَيد بن عويج (عولج) بن <عملاق> بن لاوذ بن "سام" بن النبي [نوح]عليه السلام. والعماليق هم من العرب العارِِبة.
==> وكان حكمه لمصر في زمن النبيّ [إبراهيم] عليه السلام.‏

<(*2*)> ثم جاء [الفرعون الثاني] (( الوليد بن ثروان (الهروان) )) بن اراشه بن فاران بن عمرو بن <عملاق> بن لاوذ  بن "سام" بن النبي [نوح] عليه السلام.‏. 

<><> الذي سار على نفس منهج سلفه من الظلم وإستعباد العباد..

<(*3*)> ثم ورثه ولده [الفرعون الثالث] (( الريّان بن الوليد بن ثروان (الهروان) )) 

الذي كان ملك ملوك عصره، وقد هداه الله للإسلام كما ذكر كبار المؤرِّخين..
<><> وكان مَلِكاًًً عاقَِلاً ومحبوباًً،عظيم الخُلُق، جميل الوجه،، وهو من أعظم وأعدل وأفضل وأشهر الفراعنة على الإطلاق.. وكان من أقوى أهل الأرض في زمانه وأعظمهم مُلكاً وإنسانية ً..
==> وإنّ حكمه لمصر كان في زمن [النبيّ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم]عليهم السلام..

<(*4*)> ثم ورثه ولده [الفرعون الرابع] (( دارم بن الريّان بن الوليد ))، 

الذي كان على العكس من والده العظيم..
<><> فإستعبد أشراف القبط ثم كافـّة "بني إسرائيل" من بعد وفاة نبيّهم الكريم.. ولهذا أجمع اهل مصر من"الساميِّين" و"الحاميِّين" على ذمّ ذلك الفرعون. 

==> وإنّ بداية حكمه لمصر كانت مع نهاية زمن [النبيّ يوسف]عليه السلام..

<(*5*)> ثم جاء [الفرعون الخامس] (( قابوس بن مصعب )) بن اراهون بن الهلوت بن  قاران بن عمرو بن عمليق بن بلقع بن عابر بن اشليخا بن لود بن  "سام" بن النبي [نوح] عليه السلام.‏..
<><> فسار على نفس منهج سلفه [دارم] من الشرّ والسوء الى ان هلك.. 

<(*6*)> ثم جاء شقيقه الطاغيّة[الفرعون السادس] والأخير((الوليد  بن مصعب)).
 <><> فكان هذا الطاغيّة الكبير من أخبث وأسْوأ وأظلم الفراعنة كلّهم..
وقد ذكره القرآن الكريم فذمّه كثيراً، وتحدّث عن كفره وظلمه وجبروته، وعن كيفية غَرَقه وهلاكه قاتله الله، وعن تخليد جثته في الدنيا ليكون عِبرة لمن يعتبر..

<><> وللعلم فإنّ أهل الإلحاد ينكرون تلك المُعجزة ويُرجِعون بقاء جثته بسبب التحنيط..
==> وكان حكمه لمصر في زمن [النبيّ موسى] وشقيقه [النبيّ هارون] عليهما السلام..
<><> وكان هذا الشرِّير قد تزوّج من السيدة [آسية بنت مزاحم] رضي الله عنها بالرغم من رفضها له، حيث كانت زوجة لأخيه الفرعون قابوس.. وأنه قام بقتلها بعد ان علِم بإسلامها..
================
============
<(*!*)> وذكر إبن الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" وصفاً لهذا الشرِّير فقال: ((كان أعرجاً وقصيراً، وأشهل العين اليمنى، وصغير العين اليسرى)).

<(*!*)> وقال إبن عبّاس رضي الله عنهما: ((إنّ الله تعالى لما قبض [يوسف] وهلك [الملِك] الذي كان معه، وتوارثت الفراعنة مُلْك مصر، ونشر الله بني إسرائيل، ولم يزل بنو إسرائيل تحت يد الفراعنة وهم على بقايا من دينهم ممّا كان يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم (عليهم السلام) شرعوا فيهم من الإسلام، حتى كان فرعون [موسى] (عليه السلام).. 

وكان (ذلك الفرعون) أعظمهم قولًا، وأطولهم عمراً،، و سيّء الملكة على بني إسرائيل،، يُعذّبهم ويجعلهم خولًا (أي عبيداً)، ويسومهم سوء العذاب‏)).‏.
 

<(*!*)> وذكر العلاّمة إبن كثير في البداية والنهاية بأنه لمّا تمادى الناس على كُفرهم وعُتوِّهم وعنادهم مُتابعة لملِكهم فرعون، ومخالفة لنبيّ الله ورسوله وكليمه [موسى بن عمران] عليه السلام، وأقام الله عليهم الحُجج العظيمة القاهرة، وأراهم من خوارق العادات ما بهر الأبصار وحيّر العقول، وهم مع ذلك لا يرعون ولا ينتهون ولا ينزعون ولا يرجعون، ولم يؤمن منهم إلا القليل‏ جدا.. وكان إيمانهم خفية لمخافتهم من فرعون وسطوته وجبروته وسلطته ومن مَلََئِهم أن ينمّوا عليهم إليه فيفتنهم عن دينهم.. 
 ــ فآمنت طائفة من القبط من السحرة ..
ـــ وآمنت شُعب بني إسرائيل‏..‏
ـــ وآمن كذلك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة..
 ــ وكذلك آمن مؤمن آل فرعون ، وهو إبن عمّه، وكان يكتم إيمانه، فلمّا همّ فرعون لعنه الله بقتل [موسى]عليه السلام وعزم على ذلك وشاور قومه فيه، خاف هذا المؤمن على موسى فتلطّف في ردّ فرعون بكلام جمع فيه الترغيب والترهيب، فحذّرهم أن يُسلبوا هذا المُلك العزيز..
ـ<><> ولهذا فإنّ هذا الرجل المؤمن المُصدِّق والبار الراشد التابع للحقّ والناصح لقومه والكامل العقل‏ قال لهم (كما جاء في قوله تعالى):‏ ‏{{ ‏يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ‏}}‏.. أي عالين على الناس حاكمين عليهم‏..‏‏{{ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا‏}}؟!! أي‏ ولو كنتم أضعاف ما أنتم فيه من العدد والعدّة والقوّة والشدّة لما نفعنا ذلك ولا ردّ عنّا بأس مالك المُلك‏.‏

<(**)> قال الله تعالى :{{ ‏وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ* فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّل َوَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ‏}}‏ ‏ ‏الأعراف‏:‏ 130-133‏ .‏ ‏
<(**)>
وقال تعالى :{{ ‏وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ‏ }}..الزخرف‏:‏ 51-56‏.‏
****************************

 
<(!!*!!)> فسبحان الله ما أرْوَع قول "مؤمن آل فرعون" حينما قال لذلك الفرعون الطاغيّة / الوليد  بن مصعب :
 (( إنه ما تعرّض الدُوَل (والعِباد) للدِيْن (الذي أراده ربّ العِباد سُبحانه وتعالى)
إلاّ سُلِبوا مُلْكهم، وذُلّوا بعد عِزِّهم ))..

ـ 

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الخميس، 7 نوفمبر 2013

[192] (( [[ إنّ عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه ]] )) صحيح مُسلم

[[ إنّ عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، 
ومن شاء تركه ]] صحيح مُسلم

 
<(**)> ذكر المؤرِّخون بأنه في عصر الصحابة رضوان الله عليهم دخل"الأشعث بن قيس" على الصحابي المشهور"عبد الله بن مسعود" وهو يطعم (أي يأكل) في يوم عاشوراء،
ـ
ـ فقال له (الأشعث): (( يا أبا عبد الرحمن، إنّ اليوم يوم عاشوراء!!! (وكان مُتعجِّبا من عدم صومه له لأنّ فيه كفـّارة عن العام الذي قبله) ))!!
ــ
فقال له (إبن مسعود): (( قد كان يُصام (هذا اليوم) قبل أن يَنزل رمضان، فلمّا نزل رمضان تُرك (صوم يوم عاشوراء)، فإن كنتِ مُفطِراً فأطعم (أي تعالى فـ كُـلْ معي) )). أخرجه البخاري 

 <(**)> وعن عبد الله بن مسعود قال:((كان يوماً (اي يوم عاشوراء) يصومه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان ، فلمّا نزل رمضان تركه)). صحيح مُسلم . 
<(**)> وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: (( إنّ قُرَيْشاًً كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول اللَّه بصيامه حتى فُرض رمضان.. 
*** فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:[[ من شاء فليصمه ، ومن شاء فليفطره ]])) . أخرجه البخاري.

<(**)> وفي رواية أخرى للبخاري قال: [[ كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يُفرض رمضان، وكان يوماً تـُستر فيه الكعبة]].
أخرجه البخاري في صحيحه.
<(**)> وفي رواية لمُسلِم:[[ إنّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وانّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صامه والمسلمون قبل أن يُفرض رمضان، 
*** فلما إفترض (رمضان) قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [[ إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه ]] )) صحيح مُسلم. 
<(**)> وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: 
[[ فمن أحبّ منكم أن يصومه فليَصُمْه، ومن كره فليَدَعْه ]]. 
البخاري ومسلم.
 -------------------------------------------------

وللعِلم فهناك بعض الدعاة - جزاهم الله خيراً وبارك بهم وبجهودهم الطيّبة - فإنهم ينشرون حديث [[صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ]] وهم يعلمون بأنّ هذا الحديث صحيح ولكنه نُسِخَ بعدما فـرِض الله علينا "شهر رمضان".
==> وإني أقول:"لا مانع من ترغيب الناس وحثـِّهم على الطاعات ولكن بدون ان نعِدهم بشيءٍ من الغيبيّات إلاّ بدليل صحيحٍ وثابتٍ"..
 

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

[191] ((إضاءة تاريخيّة هامّة على"الحسين بن علي"،، وقصّة النِسْوَة من أهل بيته، رضوان الله عليهم أجمعين))

((إضاءة تاريخيّة هامّة على"الحسين بن علي" 
وقصّة النِسْوَة من أهل بيته، رضوان الله عليهم أجمعين))
 
<(!*!)> سبحان الله  ما أروع أدب وأخلاق أحفاد سيِّد الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام.. وما أعقل وأكرم وأصلح وأشجع تلك النسوة الحفيدات العظيمات المُتخرِّجات من بيت النبوّة الطاهر!!
<><> وأبدأ بالظروف المؤلمة التي حصلت في تلك الفترة كما ذكرها المؤرِّخ الكبير ، العلاّمة المحدِّث والفقيه إبن كثير رحمه الله،، فقد قال:
<><> ولد [الحسن بن عليٍ] في سنة ثلاث من الهجرة‏ ،، وبعده وُلِد [الحُسَيْن] رضي الله عنهم اجمعين..
<><>
وكان الخلفاء ابو بكرالصديق وعمر وعثمان رضي الله عنهم يكرموهما ويُعظّموهما..
<><> ولمّا آلَتْ الخلافة الى [الحسن]عام41 هـ ، وأراد ان يُصالح [معاوية] رضي الله عنهما ، شقّ ذلك على [الحسين] رضي الله عنه ولم يُسدّد رأي اخيه في ذلك ، بل حثّه على قِتال اهل الشام..
===> فقال له [الحسن]:‏ ((والله لقد همَمْتُ ان اسجنك في بيتٍٍ ، وأُطبق عليك بابه حتى أفرغ من هذا الشأن (أي من تلك المصالحة ،لحقن دماء المسلمين وجمع أمرهم على خليفة واحد) ، ثم اُخرِجك))‏.. 

===> فلما رأى [الحسين] ذلك سكت وسلِم..
===> فلمّا مات [معاوية] سنة ستين وبويع لولده [يزيد] خرج [الحسين] من المدينة الى مكة رافضا البَيْعة ليزيد.. فأقام بها‏ ، ثم انتقل الى كربلاء بعد ان كثر ورود الكتب اليه من بلاد العراق يدعونه اليهم وذلك حين بلغهم ولاية يزيد بن معاوية ..
<(!*!)> وقال‏ عبد الله بن عمرو بن العاص:‏ ((عجّل الحسين قدره ، والله لو ادركته ما تركته يخرج إلاّ ان يغلبني )).. وعلّل ذلك بما سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: [[ ببني هاشم (اي في بَنِي هاشم ، وهي قبيلة النبي عليه الصلاة والسلام) فـُتِح هذا الأمر ( اي بدأت النبوّة برسول الله صلى الله عليه وسلم) ، وبِبَنِي هاشم يُختم .. (اي برابع الخُلفاء وهو علي رضي الله عنه ستُختتم الخلافة التي كانت على مِِنهاج النبوّة) ، فإذا رأيتََ الهاشِِميّ قد مَلَكَ ( اي عندما تتحوّل الخلافة الى مُلْكٍ ، وعندما يورِِّث الأب المُلك الى ابنه بدل الشورى بين الناس.. مثل ما حصل خلال حكم معاوية رضي الله عنه) ، فقد ذهب الزمان.. (اي انّ زمن الخِلافة الراشِدة سينتهي عندئِذٍ)‏ ]]‏.
<(!!**!!)> وكان الشَعْبي يُحدّث عن عبد الله ابن عُمَر بن الخطّاب انه كان بمكة فبلغه ان الحسين بن علي قد توجّه الى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليالٍ ، فقال‏:‏ (( اين تريد‏))؟‏ قال‏:‏ ((العراق)) ، واذا معه طوامير وكُتب (أي رسائل) .. فقال‏:‏ ((هذه كتبهم وبيعتهم‏)).‏
فقال له عبد الله‏:‏ ((لا تأتهم)) .. فأبى الحسين.‏.
<(!*!)> فقال ابن عمر‏:‏ (( إني مُحدثّك حديثاً : [[ ان جبريل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيّره بين الدنيا والآخرة ؟؟ فإختار الآخرة ولم يرد الدنيا ]].. وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والله ما يليها احد منكم ابداً؛ وما صرفها الله عنكم الا للذي هو خير لكم )) ..
 <(!*!)> فأبى الحسين ان يرجع‏.‏. فإعتنقه ابن عمر وبكى !!
<(!*!)> ثم قال‏ له : (( استودعك الله من قتيل ))‏..‏

<(!*!)> وفي العاشر من ذي الحِجَّة سنة احدى وستين‏ هـِجْريّة قُتِل الحُسين رضي الله عنه في كربلاء - نينوى - في يوم عاشوراء.. أي في نفس اليوم الذي انقذ الله تعالى فيه موسى عليه السلام من الغرق واهلك فيه فرعون وجيشه ..
<(!*!)> ثم جِيء بحفيدات سيِّد المُرسلين عليه الصلاة والسلام وبكلّ النساء والبنات والأولاد الذين كانوا مع
الحُسين رضي الله ،، وأُُمِر لهُنّ بمنزل في مكانٍ لائق بهِنّ ، وأُجْرِيَ عليهنّ رزقاًًًً ونفقة وكسوة‏.‏.‏
ثم ساروا بهنّ من "كربلاء" حتى دخلوا "الكوفة".. فأكرمهنّ الأمير ابن زياد وأجرى عليهن النفقات ‏..
<(!*!)> ثم تمّ نقلهنّ إلى "دار الخلافة في الشام"مُعزّزات مُكرّمات.‏.
<(*!*)> ويصف إبن كثير رحمه الله بما حصل مع النساء لمّا دخلن على "يزيد بن معاوية" في دار الخلافة:
فقد قالت‏ [فاطمة الصغرى بنت علي] رضي الله عنهم جميعا:‏ (( لما أُجْلِسنا بين يديّ يزيد بن معاوية ، رقّ لنا ، وأمر لنا بشيء ، وألطفنا ،،
===> ثم انّ رجلاًً (أحمقا وسفيهاً) من اهل الشام (لونه) أحمر ، فقام - قاتله الله - الى يزيد
وقال‏:‏ (( يا أمير المؤمنين هَبْ لي هذه )) - يعنيني أنا- وكنتُ جارية وضيئة (اي جميلة)،،
==> فإرتعدْتُّ فزِِعة من قوله ، وظننتُ ان ذلك جائزاً لهم ..
(ويبدو لي بأنّ هذا الأحمق لم يكن يعرف عن تلك العظيمات الطاهرات شيئا !! ًوكان يعتقد بأن تلك النِسوَة الكريمات هنّ سبايا ومُشرّدات ولا ناصر لهنّ !!
<><> ولم يكُن يعلم بأن الله العزيز الجبّار هو معهنّ ، وسيُسخِّر لهنّ من يرعاهنّ ويحميهنّ من ايّ سوء أو إهانة) ..
==> قالت‏ فاطمة : فأخذتُ (أي تمسّكْتُ) بثياب أختي [زينب] وهي اكبر منّي وأعقل ،، وكانت تعلم ان ذلك لا يجوز لهم ..‏‏
==> فقالت [زينب]‏ لذلك الرجل: ((كذبتَ والله ولؤمتَ ، وما ذلك (جائزا) لك وله))، (وكانت تقصده هو ويزيد نفسه).‏. تاريخ ‏البداية والنهاية لإبن كثير .
<(!*!)> ثم ان فاطمة بنت الحسين بن علي قالت : (( يا يزيد ! بنات رسول الله صلى الله عليه وسلّم سبايا‏)) ؟!! (أي هل ترضى بذلك لنا)؟
<(!!!)> فقال يزيد‏ :‏ (( يا بنت اخي ! انا لهذا كنتُ اكره‏ ))!!
<(!!!)> ثم انزل النساء عند حريمه في دار الخلافة ،، فإستقبلهنّ نساء آل معاوية يبكين وينحن علي الحسين رضي الله عنه.. واقمن العزاء ثلاثة أيام ..
<(!!!)> وكان يزيد لا يتغدّى ولا يتعشّى إلاّ ومعه الشاب [علي بن الحسين] وأخوه الصغير [عمر‏]==> (وهذا يُبيِّن عن مدى محبّة "الحسين" للخليفة "عمر" رضي الله عنهم جميعا حيث سمّى إبنه "عمر").‏.
<(!*!)> ثم طلب "يزيد" من
رجل طيب صالح اسمه [النعمان بن بشير] بان يبعث مع النساء الى المدينة المنوّرة رجلاً اميناً ومعه رجالاً وخيْلاَ .. وأمره بأن يرسل معهنّ أخويهنّ "علي بن الحسين وأخوه عمر" .. فجهزّهن وكساهنّ وأوصى بهنّ ذلك الرجل الذي ارسله معهنّ ،
<(!*!)> وقال له‏:‏ (( كاتبني بكلّ حاجة تكون لك))..
 
<(!*!)> فكان هذا الرجل طيباً صالحاً،، يسير بمعزل من الطريق، ويبعد عنهنّ بحيث يدركهن طرفه ، وهو في خدمتهن حتى وصلن المدينة ، ‏( اي كان في غاية الأدب والإحترام معهنّ ، فكان لا يقترب منهنّ هو وبقيّة الحرس كي لا يضايقهنّ ).‏
<(!*!)> قالت فاطمة‏:‏ ((قلتُ لأختي زينب:‏ ان هذا الرجل اُرسلوه معنا وقد احسن صُحبتنا .. فهل لك ان نصله‏ (اي نعطيه مكافأة على عمله وإهتمامه الكبير بنا)))؟‏
<(!*!)> فقالت‏ زينب:‏ (( والله ما معنا شيء نصله به (نعطيه) إلاّ حُليّنا‏ )).‏
<(!*!)> فقالت فاطمة ‏:‏ (( نُعطيه حُلِيّـنا ))‏..‏
<(!*!)> قالت‏:‏ فأخذْتُ سواري ودملجي ، وأخذَتْ أختي سوارها ودملجها، وبعثنا به اليه وإعتذرنا اليه ..
<(!*!)> وقلنا‏ له:(( هذا جزاؤك بحُسن صُحبتك لنا‏ )).‏
===> فقال الرجل ‏:‏ (( لو كان الذي صنعتُ معكم للدنيا لكان في هذا الذي ارسلتموه ما يرضيني وزيادة ، ولكن والله ما فعلتُ ذلك إلاّ لله تعالى ولقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏)).‏ ‏ البداية والنهاية‏ج8 .

###########################

ــ ‏سبحان الله!! ما أروع وأشجع وأعقل وأكرم وأصلح تلك النسوة القادمات من بيت النبوّة المُضيئة والطاهرة..
ــ فرضي الله عنهنّ وعن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة،وعن أهلهم الأبرار،،
ــ وصلى الله وسلم على سيِّدنا وحبيبنا نبيّنا محمد وعلى آله وكافة أصحابه ، فهم كلهم ثقات وعدول ، ويحرُم التجريح او الطعن او التشكيك بأيّ منهم.


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد