(( إضاءات مُفيدة تتعلّق بـ [أدب المُعارضة
مع "الأهل" و"وليّ الأمر"] )).
<><> فرعته وأكلت ثمره وشجره بالكلّية، وذلك خلال نوم صاحب تلك الغنم..
<><> ولم يكن صاحب الغنم يريد إلحاق الضرر وتلك الخسارة المادِّية بما كان يملكه صاحب البُستان من رِزق يعيش منه ولمُدّة سنة بكاملها..
<><> وكان كلّ منهما يرى بأنه لا ذنب له بالذي حصل..
<><> وهذا ما سبّب بحصول خلاف بين الرجلين..
==> فتحاكما إلى القاضي، وهو النبي [الملك داود] عليه السلام.. فحَكَم لصاحب البُستان بقيمة خسائره..
وطبعاً فإنّ حكمه كان منطقيّاً وعادلاً..
<><> فلما خرجا من مجلس القاضي [داوود] مرّا على مجلس ولده النبي [سليمان] عليهما السلام، (وكان مجاوراً لمجلس والده.. وكان قد علِم بمشكلتهما قبل دخولهما لمجلس الحُكم)
<> فسألهما مُستفهماً :
ــ ((بماذا حكم لكما نبي الله داوود))؟؟
ــ قالا: ((بكذا وكذا))..أي بتحميل قيمة الخسائر الحاصلة من الرعي على صاحب تلك الغنم..
ــ فقال لهما: ((أما لو كنتُ أنا (مكانه) لما حكمتُ إلاّ بتسليم الغنم إلى اصحاب الكرم، فيستغلّونها نتاجاً ودرّاً.. (اي بالإستفادة من الحليب وكل ما ينتج منه من ألبان وأجبان وصوف وغيره)، حتى يصلح أصحاب الغنم كرم أولئك ويردّوه إلى ما كان عليه، ثم يتسلّموا غنمهم.. (اي انه بهذا التصرُّف لا يشعر أحد الطرفين بثقل الحمل المُتوجِّب عليه)،)).
<(**)> فبلغ النبي داوود ذلك الذي قاله ولده من رأي حكيم، فإستحسنه ورجع عن حكمه السابق وحكم بحُكم إبنه سليمان.
********************
[( وقد لفت إنتباهي هنا عدّة أمور.. وهي )] :
<(1)> الإحترام الكبير بين الوالد وولده..
<(2)> تقدير الأب لأقوال وأفعال الإبن الصائبة الحكيمة،، وتبنّيه لها مع تراجعه عن أحكامه من الحسن إلى الأحسن..
<(3)> كان الإبن يجلس في مكان قريب من ابيه ،، ولم يكن يجلس معه في نفس "مجلس الحُكم" ، وذلك حتى لا يضايقه في كثرة إعتراضاته وآرائه الجميلة والصائبة،، والتي لا يمكنه السكوت عنها حتى لا يـُلحق الظلم بالآخرين.
<(4)> واللافِت للإنتباه فإنّ الأب لم يكن يتضايق من تلك الإعتراضات التي تحصل من إبنه أمام الناس، بل كان يُسرّ بمُداخلات ولده الحكيمة ويشجّعه عليها ..
<(5)> واللافِت للإنتباه أيضاً فإنّ هموم "الأب العظيم" و"الإبن الحكيم" كانت تنصبّ على مساعدة عباد الله في حلّ مشاكلهم اليوميّة، التي لا يخلوا أي مجتمع منها..
<(6)> وإنّ إجتهادهما كان يتعلّق في تحقيق العدالة بين الناس، وإنصافهم من كل أنواع الظُلم والتعدّي.
--------------------
<(*!!*)> فسُبحان الله العظيم ما أجمل الحياة في هكذا مُجتمع
يُحكم من حُكّام :
* "أتقياء أنقياء" * "عادلين" * "مُتواضعين" * و"أذكياء مُميَزين" * !!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق