(( إضاءة هامّة على الحِوار الذي تمّ بين السيِّدة العظيمة
[مريم العذراء] وبيْن قريبها العابد الصالح ))
ـلقد خلق الله تعالى النبيّ [عيسى] عليه السلام بشكل غير طبيعي وغير مُعتاد عند العِباد ليكون مُعجـِزة وعِبرة لهم..
<(!*!)> ذكر المؤرِّخون بأنّ السيِّدة [مريم بنت عمران] خرجت ذات يوم لبعض شؤونها، ولمّا إنفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى، بعث الله إليها رسوله "الروح الأمين جبريل" عليه السلام،
ــ فقال لها: ((إني رسول ربِّك إليك، أي مَلَك من عند ربِّ العالمين، قد بعثني إليكِ{{لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً}}اي ولداً زكيّاً)).
ـ<(!*!)> وذكر إبن كثير ((بأنّ جبريل نفخ في جَيْب درعها (والجَيْبُ هو الطوق الذي في العنق)، فحملت من فورها كما تحمل المرأة من بعلِها)).
*** قال تعالى:ْ{{وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ}}.. أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على كمال قدرتنا على خلق كافة انواع الخلق المتعدِّدة، وهي:
<(1)> فإنّ الله تعالى خلق [آدم] "من غير ذكر ولا انثى" ،
<(2)> وخلق [حواء] "من ذكر بلا أنثى" ،
<(3)> وخلق [عيسى] "من أنثى بلا ذكر" ،
<(4)> وخلق [بقية الخلق] "من ذكر وأنثى".
----------------------------------------
ــ ثم ولمَّا ظهرَتْ مظاهر الحمل على السيِّدة [مريم العذراء] إستغرب قريبها الذي هو أحد عُبّاد بني إسرائيل، وذلك لِما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وطهارتها..
- فلمَّح لها ذات يوم في الكلام..
- فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ؟
- قالت: نعم.. فمن خلق الزرع الأوّل ؟
- فقال: فهل يكون شجر من غير ماء ولا مطر ؟
- قالت: نعم.. فمن خلق الشجر الأول ؟
- قال: فهل يكون ولد من غير ذكر ؟
- قالت: نعم.. إنّ الله خلق آدم من غير ذكر ولا أُنثى ..
- قال لها: فأخبريني خبرك (اي في الحمل الذي يظهر عليك)؟
- فقالت: انّ الله بشّرني {{بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ*وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ}}..
- فصدّقها وآمن بقولها..
-------------------------
<(!*!)> وقال العلاّمة الكبير إبن كثير رحمه الله : ((إختلف المفسِّرون في مدّة حمل (السيِّدة مريم بولدها) [عيسى] عليه السلام..
<><> والمشهور عن الجمهور (أي أنّ غالبيّة كبار العلماء قالوا):
((أنها حملت به تسعة أشهر.. كما تحمل النساء بأولادهنّ..
ولهذا لما ظهرت "مخايل الحمل"عليها وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها يخدم معها "البَيْت المُقدّس" يقال له يوسف النجّار..
ــ فلمّا رأى ثقل بطنها وكبره، أنكر ذلك من أمرها.. ثم صرفه (عن سوء الظنّ بها) ما يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها))..
<(!*!)> وقال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله في تفسيره <أضواء البيان>:
(( لم نذكر (في كتابنا) أقوال العلماء في قدر المدّة التى حملت فيها مريم بعيسى قبل الوضع لعدم الدليل على شيء منها..
ــ وأظهر (اي والظاهر من أقوال علماء السلف): أنه حمل كعادة النساء وإن كان منشؤه (أي بدايته كان) خارقاً للعادة))..
------------------------------------------
<(!*!)> وللعلم فإنّ النبيّ [عيسى] عليه السلام مكث مع أمِّه 33 سنة ثم رفعه الله للسماء حيّاً ، وسينزل للأرض قبل قيام الساعة..
وبعد رفعه الى السماء عاشت السيِّدة مريم 6 سنوات ثمّ ماتت وعمرها 52 سنة.
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق