الاثنين، 30 سبتمبر 2013

[182] ((إضاءة هامّة وسريعة على"أصحاب حبيبنا النبيّ مُحمّد صلّى الله عليه وسلم"))

((إضاءة هامّة وسريعة على"أصحاب حبيبنا 

النبيّ مُحمّد صلّى الله عليه وسلم"))

 
 
<(***)> بعد إنتقال نبيّنا الحبيب محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى داره الصحيحة عند ربّه سبحانه وتعالى، 
==>
ترك وراءه تلامِيذ عُظماء لا مثيل لهم في تاريخ البشرية جمعاء بإستثناء الرُسُل والأنبياء..
<><> حيث كانوا بشَراً وليسوا كالبشر..
 
<><>
بل كان بعضهم تكاد تـُصافحه الملائكة المُكرّمين من شدّة قـُربه من خالقه سبحانه وتعالى..
.........................................
 
 <(!*!)> فهؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين- أكرمهم الله عزّ وجلّ وإختارهم من بين كافة القرون ليصحبوا سيِّد الأنبياء والمُرسلين..  
 <(!*!)> وهيّأ لهم أهدافاً عظيمة مباركة،، هي: 

<([1])> فقد أعانهم لحفظ ونقل وتبليغ كل ما نزل على نبيّنا الحبيب محمد صلّى الله عليه وسلّم من [وحي ربِّ العالمين] (أي القرآن الكريم)، مع ما بيّنه لهم من [تعاليم نبَويّة شاملة] (وهي "الأحاديث" وكافة السُنن النبَويّة القوليَّة والفعليَّة)..
<><> فكانت تلك التعاليم المباركة منهاجاً ودستوراً
  لهم ولكل من جاء من بعدهم وذلك الى قيام الساعة.  
<([2])> وكذلك وفـّقهم لمُناصرة حبيبهم وحبيبنا النبيّ مُحمّد سيِّد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى الأنبياء والرسل أجمعين، وذلك بأنفسهم وأموالهم وبكل ما يملكون..  
<([3])> كما أعانهم الله لمُتابعة مسيرة النبوّة المُباركة وحمل "لواء الدعوة لله والخير للجميع" الذي أرشدهم ودرّبهم عليه خاتم الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليه وسلّم..
<(*!*)>
 فكانت النتيجة المباركة هي بأن يتخرّج هؤلاء الأصحاب"التلاميذ النُجباء" رضي الله عنهم أجمعين من"مدرسة النبوّة" بتفوّق وإمتياز..  
<(*!*)>
حيث عمّت أنوارهم مُعظم أنحاء المعمورة خلال فترة زمنيّة قصيرة جدّا ووصلت الى مشارق البلاد ومغاربها.. 
<(*!*)> 
وكان بعضهم قريباً من الأنبياء ولكن بدون وحي السماء الذي إنتهى بموت حبيبنا ورسولنا محمد صلّى الله عليه وسلّم..
.........................................
<(!!!)> ومن أعظم هؤلاء العُظماء وخيرتهم هم:
 

           =======================
[*1*]ــ الوزير الأول لرسولنا الحبيب وخليفته [أبو بكر الصديق] رضي الله عنه، الذي كان حبيب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورفيقه ووزيره ونائبه بإمامة الناس في حياته، وخليفته من بعد إنتقاله إلى الدار الآخرة.. 
[*2*]ــ
ثم الوزير الثاني [عمر بن الخطاب] رضي الله عنه الذي كان خليفة خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..
[*3*]ــ
ثم الخليفة الثالث [عثمان بن عفـّان] رضي الله عنه..
[*4*]ــ ثم الخليفة الرابع [علي بن أبي طالب] رضي الله عنه.. 
[*5*]ــ
ثم بقيّة [العشرة المُبشّرين بالجنـّة] رضي الله عنهم..
[*6*]ــ ثم [كافـّة الصحابة] رضوان الله عليهم أجمعين..

 <><> ونسأله تعالى أن يحشرنا معهم في جنّات النعيم...
 
اللهم آمين. 
   
وتقبّلوا جميل تحياتي
،، المستشار محمد الأسعد

الخميس، 26 سبتمبر 2013

[181] ((إضاءة هامّة وسريعة تتعلّق بالعبور على "الجـِسْـرِ" أو "الصـِراط" يوم القيامة والحساب))

((إضاءة هامّة وسريعة تتعلّق بالعبور على
"الجـِسْـرِ" أو "الصـِراط" يوم القيامة والحساب))
 
<(**)> عن أبِي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنهُ أنّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال:
==> [[ إذَا خلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، (أي إذا إجتازوا "الصراط" أو "الجِسْر" المنصوب فوق النار، والذي قَالَ عنه الصحابي أَبُو سَعِيدٍ: <<بَلَغَنِي أَنَّ "الْجِسْرَ" أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وَأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ>> ووصلوا أمام أبواب الجنة)

حُبسُوا بـ"قَنْطَرَةٍ" بَيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ (والقَنْطَرَةٍ هي الْجِسْرَ المنصوب فوق الوادي)..
فيَتَقَاصُّون (أي المؤمنون) مَظالِمَ كانَتْ بَيْنَهُمْ في الدُّنْيا..
حتَّى إذا نـُقـّـُوا وهُـذِّبُوا، أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجنَّةِ..
َوَالَّذِي نفْسُ مُحَمَّدٍ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ بيَدِهِ لأَحَدُهُم بمَسْكَنِهِ فِي الجَنَّةِ أدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كانَ فِي الدُّنْيَا]].. رواه البخاري .
====================
<><> وسمّى العلاّمة والمُفسِّر القـُرطبي تلك القَنْطَرَة  بـ"الصراط الثاني"..
وجعل"(الصراط) الأوّل" لأهل الْمَحْشَر كلّهم (من المؤمنين وغيرهم من كافة الأديان والمذاهب والمِلَل والنِحَل ويُستثنى منهم كلهم)، مَن دخل الجنة بغير حساب (أمثال الصحابة وغيرهم)،،
أو يلتقطه عُنق من النار..
فإذا خلص (المرء) مِن (الصراط) الأكبر (يعني"الصراط الأوّل")،
ولا يَخْلص منه إلاَّ المؤمنون ،،
<><> حُبـِسُوا على صراط خاص بهم (وهو"الصراط الثاني")..
ولا يرجع إلى النار مِن هذا أحد (أي من يجتاز الصراط الأوّل لا يعود اليه مرّة ثانية)..

وهو معنى قوله: [[إذا خلص المؤمنون من النار]] أي مِن الصراط المضروب على النار.
-----------------------------------------
 
<(**)> وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: 
[[وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا ، 

وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الرُّسُلُ..
وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ : "اللَّهُمَّ سَلِّمْ ، سَلِّمْ"]]. رواه البخاري ومسلم.
-----------------------------------------
 
<(**)> وفي رواية لأبي هريرة رضي الله عنه قال؛ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم 
قال: [[وَيُضْرَبُ (أي يُنصب) "جِسْرُ جَهَنَّمَ"..
ــ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ.. 

وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ : "اللَّهُمَّ سَلِّمْ .. سَلِّمْ" .
وَبِهِ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ .
أَمَا رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ ؟
ــ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
ــ قَالَ: فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهَا لا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلاَّ اللَّهُ..
فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ ؛ مِنْهُمْ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو]].
رواه البخاري ومسلم.
-----------------------------------------
 
<(**)> وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال؛ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم
ــ قال: [[فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ]].
ــ قَالَ (أبو هريرة): قُلْتُ ((بأَبِى أَنْتَ وَأُمِّي أَيّ شَىْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ))؟؟
ــ قَالَ : [[أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِى طَرْفَةِ عَيْنٍ..
ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ .. ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ..
وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِى بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ..
<><> وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: "رَبِّ سَلِّمْ،، سَلِّمْ"..
حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ ،
حَتَّى يَجِىءَ الرَّجُلُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحْفًا .
ــ قَالَ : وَفِى حَافَتَيّ الصِّرَاطِ كَلاَلِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ ؛ فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ ، وَمَكْدُوسٌ فِى النَّارِ]] . صحيح مسلم
-----------------------------------------
 
<(**)> وجاء في حديث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال:
[[ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ]]..
ــ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ ؟
ــ قَالَ : مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ ، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلالِيبُ ، وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ ، تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ ..
الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ ، وَكَالْبَرْقِ ، وَكَالرِّيحِ ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ ، وَالرِّكَابِ ؛
فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ..
حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا ..
ــ فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ منْ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ،
<><> وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ
ــ يَقُولُونَ: ((رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا))!!!
==> فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:{(إذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ)}..
ــ وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ..
ــ فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ..
ــ فَيُخْرِِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ ..
==> فَيَقُولُ (اللَّهُ تَعَالَى):{(اذْهَبُوا،، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ)}.. 

 ــ فَيُخْرِِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ..
==> فَيَقُولُ (اللَّهُ تَعَالَى):{(اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ)}..
ــ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا]]. رواه البخاري ومسلم .
-----------------------------------------
 
<(**)> وورد بأنّ حَبْرًا مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ سأل النبي صلى الله عليه وسلم
ــ فقال: ((جِئْتُ أَسْأَلُكَ))؟؟
ــ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [[أَيَنْفَعُكَ شَيءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ]]؟؟
ــ قَال (الْيَهُودِي): ((أَسْمَعُ بِأُذُنَىَّ))..
ــ فَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ مَعَهُ فَقَالَ : [[سَــلْ]].
ــ فَقَالَ الْيَهُودِي: ((أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ))؟
ــ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :[[هُمْ فِى الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ]].
ــ قَالَ : ((فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً))؟
ــ قَالَ : [[فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ]].
ــ قَالَ الْيَهُودِي: ((فَمَا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ)) ؟
ــ قَالَ : [[زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ]].
ــ قَالَ : ((فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا)) ؟
ــ قَالَ : [[يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا]].
ــ قَالَ : ((فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ)) ؟
ــ قَالَ : [[مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً]] .
ــ قَالَ (اليهودي) : ((صَدَقْتَ)).
صحيح مسلم
-----------------------------------------
 
<(**)> وعن عائشةَ رضي الله عنها قَالت :
<><> ((سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ}}..
<><> فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ))؟؟
==> فَقَال: [[عَلَى الصِّرَاط]] )).
صحيح مسلم.

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

[180] ((إضاءات تراثيّة هامّة تتعلّق بـ" خَيْر الْمَوَاهِبِ [الْعَقْل]، و شَرّ الْمَصَائِبِ [الْجَهْل]"

((إضاءات تراثيّة هامّة تتعلّق بـ
خَيْر الْمَوَاهِبِ [الْعَقْل]، و شَرّ الْمَصَائِبِ [الْجَهْل]"))
<(!*!)> قَالَ الخليفة عُمر بن الْخَطَّاب رضي الله عنه : ((أَصْلُ الرَّجُلِ [(عَقْله)]، وَحَسَبُهُ [(دِينُهُ)]،وَمُرُوءَتُهُ [(خُلُقُهُ)])).
<(!!)> وَقَال حكيم : (( إنّ الْعَقْل يَمْنَعُ الانْسَانَ مِنْ الإقْدَامِ عَلَى شَهَوَاتِهِ إذَا قَبُحَتْ.. وإنّ من يعَقَلَه "عَقْلُه"عَمَّا لاَ يَنْبَغِي، يكون عَاقِلاً )).
<(!!)> وتحدّث بعض الحُكماء عن [مكارم الأخلاق] ==> فقال: ((إنَّ الْمَكَارِمَ هي [( أَخْلاَقٌ مُطَهّرَةٌ )] ..
(1)
فالْعَقْل أَوَّلُهَا ، (2) وَالدِّينُ ثَانِيهَا ، (3) وَالْعِلْمُ ثَالِثُهَا ، (4) وَالْحِلْمُ رَابِعُهَا ، (5) وَالْجُودُ خَامِسُهَا ، (6) وَالْعُرْفُ سَادِسهَا  ، (7) وَالْبِرُّ سَابِعُهَا ، (8) وَالصَّبْرُ ثَامِنُهَا ، (9) وَالشُّكْرُ تَاسِعُهَا ، (10) وَاللِّينُ عَاشرهَا .
<(!!)> وقال أحد الحُكماء : (( مَا اكْتَسَبَ الْمَرْءُ مِثْلَ [عَقْل] يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى أَوْ يَرُدُّهُ عَنْ رَدى . وأنه َلِكُلِّ شَيْءٍ مَطِيَّةٌ ، وَمَطِيَّةُ الْمَرْءِ [الْعَقْل] )).
<(!!)> وَقَال آخر : (( صَدِيقُ كُلِّ امْرِيء [(عَقْله)] ، وَعَدُوُّهُ "جَهْلُه".. و
أنه بِالْعَقْلِ تُعْرَفُ حَقَائِقُ الأمُورِ ، وَيُفْصَلُ بَيْنَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ..
==> فإِذَا تَمَّ فِي الإنْسَانِ [(عَقْله)]  سُمِّيَ عَاقِلاً ..
وبواسطته ((أَلَّفَ)) اللَّهِ تعالى بَيْنَ خَلْقِهِ مَعَ اخْتِلاَفِ هِمَمِهِمْ وَمَآرِبِهِمْ، وَمَع تَبَايُنِ أَغْرَاضِهِمْ وَمَقَاصِدِهِمْ .. وَبِهِ يَمْتَازُ الإنْسَانُ عَنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ ))..
<(!!!)> وَقَالَ أحد الشُّعَرَاءِ :

يَشِينُ الْفَتَى فِي النَّاسِ قِلَّةُ عَقْلِهِ <><> وَإِنْ كَرُمَتْ أَعرَاقُهُ وَمَنَاسِبُهْ
إذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَنُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ
<><> فَقَدْ كَمُلَتْ أَخْلاَقُهُ وَمَآرِبُهْ . 
<(!!!)> وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ :
<(*)> (( إنّ "الْعَاقِل"
ــ إذَا [وَالَى] بَذَلَ فِي الْمَوَدَّةِ نَصْرَهُ.. 
ــ وَإِذَا [عَادَى] رَفَعَ عَنْ الظُّلْمِ قَدْرَهُ،،
فَيُسْعِدُ مَوَالِيَهُ بِعَقْلِهِ ، وَيَعْتَصِمُ مُعَادِيهِ بِعَدْلِهِ
))..
==> وهو إنْ أَحْسَنَ إلَى أَحَدٍ تَرَكَ الْمُطَالَبَةَ بِالشُّكْرِ..
==> وَإِنْ أَسَاءَ إلَيْهِ مُسِيءٌ ، سَبَّبَ لَهُ أَسْبَابَ الْعُذرِ ، أَوْ مَنَحَهُ الصَّفْحَ وَالْعَفوَ..
<(*)> وأمّا "الأحْمَق"
ــ فإنّ مجَالَسَتُهُ مهينة ، وَمُعَاتَبَتُهُ مِحْنَةٌ ، وَمُحَاوَرَتُهُ تَعَرّ، وَمُوَالاتُهُ تَضُرّ، وَمُقَارَبَتُهُ عَمَى، وَمُقَارَنَتُهُ شَقَا..
<(*!!*)> وَكَانَتْ بعض المُلُوكُ إذَا غَضِبَتْ عَلَى عَاقِلٍ حَبَسَتْهُ مَعَ جَاهِلٍ ، لأنه يُسِيءُ إلَى غَيْرِهِ ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ أَحْسَنَ إلَيْهِ ، فَيُطَالِبُهُ بِالشُّكْرِ ..  
<><> لهذا فَلاَ يَفرَحُ الْمَرْءُ بِحَالَةٍ جَلِيلَةٍ نَالَهَا بِغَيْرِ عَقْلٍ ، لأِنَّ "الْجَهْل" سيُنْزِلُهُ مِنْهَا ، وَيُزِيلُهُ عَنْهَا ، وَيَحُطُّهُ إلَى رُتْبَتِهِ ، وَيَرُدُّهُ إلَى قِيمَتِهِ بَعْدَ أَنْ تَظْهَرَ عُيُوبُهُ ..
<(*!*)>
يُروى بأنّ الخليفة الخامس [مُعَاوِيَةُ]  رضي الله عنه إسْتَعْمَلَ رَجُلاً على بلاد الْيَمَامَةِ .. وذات يَوْم ذُُكِرَ الْمَجُوسُ عِنْدَ هذا الوالي ، فَقَالَ للناس : (( لَعَنَ اللَّهُ الْمَجُوسَ يَنْكِحُونَ أُمَّهَاتِهِمْ، فوَاَللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ مَا نَكَحْتُ أُمِّي ))!!
==> ولمّا َبَلَغَ ذَلِكَ الى مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه قَالَ : (( قَبَّحَهُ اللَّهُ !! أَتَرَوْنَهُ لَوْ زَادُوهُ ، أكان فَاعلاً ))؟؟
فَعَزَلَهُ عن الإمارة وَوَلَّى غيره وَلكنه كَانَ أشدّ حماقة من الوالي الأوّل.. فَقد "أَقَادَ كَلْبًا بِكَلْبٍ مقتول"
حيث أمر بقتل "الكلب القاتل" لكي يعدل بينهما ، وحتى لا تضيع حقوق الكلاب فيما بينها.. فسبحان الله فيما خلق!!
<(!*!)> ويقَالَ أنه كَانَ فِي بَنِي إسْرَائِيلَ عابدا يعيش في صومعة ، وكان لَهُ حِمَارا..
==> فَقَالَ يوما : ((يَا رَبِّ لَوْ كَانَ لَك حِمَارا لَعَلَفـْته مَعَ حِمَارِي)).. فَهَمَّ بِهِ نَبِي مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ (يُقال بأنه [موسى] عليه السلام) أن يلعنه على حماقة أُمنيته..
فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ بألاّ تلعنه ، وأعلمه بأنه يحاسب (يثِيبُ أويعاقب) كُلَّ إنْسَانٍ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ ونيّته..
*** وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : [[ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِيء مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ]]. رواه البخاري.  


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

[179] (( توجيهات نبويّة هامة تحثـُّنا بأن نكون [[مشاعل نور وهداية ومحبّة وتسامح]] ))

 (( توجيهات نبويّة هامة تحثـُّنا بأن نكون  
[[مشاعل نور وهداية ومحبّة وتسامح]] ))
    

<><> وأبدأ بذكر بعض أقوال حبيبنا ونبيِّنا محمد صلّى الله عليه وسلم بهذا الخصوص ، وهي :
**(1)** عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  
[[ يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنفّروا ]]‏ .. متفق عليه .‏
و
قال: [[ إنّما بُعثتم مُيسِّرين ولم تُبعثوا معسّرين]].. ‏رواه مسلم‏ .‏
**(2)**  وعن إبن عبّاس رضي الله عنهما قال‏: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشجّ عبد القيس‏: [[ إن فيك خصلتين يحبّهما الله‏:‏ (1) الحِلم، (2) والأناة ]]‏.. ‏رواه مسلم‏‏.‏
**(3)**  وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏؛‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم‏:‏
[[ إنّ الله رفيق يُحبّ الرفق في الأمر كلّّه ]].. ‏متفق عليه‏
**(4)** وعنها أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:
[[‏‏ إنّ الله رفيق يحبّ الرفق، ويُعطي على الرِفق ما لا يعطي على العُنف ،
وما لا يعطى على ما سواه‏‏ ]]‏.. رواه مسلم.‏
**(5)** وعنها أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال:
[[ إنّ الرِفق لا يكون في شئ إلاّ زانه، ولا يُنزع من شيء إلاّ شانه ]]..
  ‏ ‏رواه مسلم‏ ‏‏ ‏‏.‏
**(6)** وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ بال أعرابى في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:[[ دعوه ، وأريقوا على بوله سجلاً (دلوا) من ماء ، أو ذنوباً من ماء ، فإنما بُعثتم مُيسّرين ولم تُبعثوا معسّرين ]]..‏رواه البخارى‏ ‏‏.
**(7)** وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال ‏: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [[ من يُحرم الرِفق ، يُحرم الخير كلّه ]]. ‏ رواه مسلم ‏‏.‏
**(8)** وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبىّ صلى الله عليه وسلم‏ ((أوصني)).. 
قال: [[لا تغضَب]].فردّد (الرجل) مراراً، 
 قال: [[ لا تغضب ]]‏. ‏‏البخارى ‏‏.‏
**(9)** وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ (( ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلاّ أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه..
وما إنتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شئ قط ، إلاّ أن تُنتهك حرمة الله، فينتقم لله تعالى )).‏  ‏متفق عليه ..   
……………………. …………………….

<(!!)> لهذا فإنـّي اتمنـّى ممّن يُحب ّالله تعالى ، ويُحبّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم بالإهتمام بالآتي :
<><> بأن نتّبع طريق الأنبياء والرُسُل عليهم السلام ،
<><> ونكون مِشْاعَل نور وهداية ومحبّة وتسامُح ..
<><> وأن نُبشِّر الآخرين ولا نُنفِّرهم .. ونسعى لنألف الناس ويألفونا، ونتعامل معهم ونخالطهم بالحُسنى.
<><> ونبتعد عن التنطُّع والتطرُّف والتشدُّد وإثارة الكراهية والتحريض على الآخرين..
<><> ونتجنّب الصِراعات أو إضاعة الجهود مع الحاقدين على الإسلام ، والتي يكون سببها أحيانا تصرّفات بعض من ينتسبون لهذا الدين العالمي الإنساني العادل والمُتسامح .
<><> ونتجّنب كذلك كل الأعمال التي تُشوِّه سمعة ديننا الحنيف الذي هو دين الرَحْمَة حتّى مع الحيوان..
<><>
وشكراً لكلّ من يُساهم في إصلاح الناس ويقوم بتوعيتهم بالحِكمة والموعظة الحسنة ويَصبر عليهم ويتحمّلهم.

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد