الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

[202] ((إضاءة هامّة على أُمِّيّة نبيِّنا الحبيب، وبأنه لم يكن يقرأ ولا يكتب))

  ((إضاءة هامّة على أُمِّيّة نبيِّنا الحبيب صلّى الله عليه وسلّم،
وبأنه لم يكن يقرأ ولا يكتب))
*** قال الله تعالى:{{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ}}. سورة الجمعة.
*** وقال تعالى:{{.. فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ}}. سورة الأعراف.
*** وجاء في الحديث الصحيح عن إبن عمر رضي الله عنهما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[ إنـّا أمّة أمِّيّة لا نكتـُب ولا نحسـُب ]] رواه البخاري. 

==> وقال إبن عبّاس رضي الله عنهما: ((كان نبيِّكم صلّى الله عليه وسلّم "أمِّيّاً" لا يكتـُب ولا يقرأ ولا يحسب.. قال الله تعالى: {{وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك}})).
==> وقال الإمام الطبَري في تعريفه لمعنى "
الأُمِّي": (( يعني ب"الأُمِّيِّين" الذين لا يكتبون و لا يقرءون،، ومنه قول النبيّ  صلّى الله عليه وسلم [[إنا أمّة أمّيّة لا نكتب و لا نحسب ]])).
 
<(*)> سبحان الله عندما جعل نبيّنا الحبيب مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم"أُمِّيَّاً"[لا يقرأ ولا يكتـُب] حيث كان ينزل عليه "الوحي" من ربِّ العالمين فيُعلِّمه ويُرشده إلى كلّ ما حصل في الأمم السابقة،، وكلّ ما سيكون لاحقاً.. قال الله تعالى:{{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى}}. سورة النجم..
<(*)>
وسبحان الله!! فلو أنّ نبيّنا الحبيب كان "يقرأ" و"يكتب" لشكّك يومئذ كفـّار قريش وأهل الكتاب في رسالته السماويَّة وأنكروا نبوّته بحجّة أنّه ينقلها ويقتبسها من كتب أهل الكتاب من اليهود والنصارى،، جاء في قوله تعالى:{{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}}..
ثمّ كان سيأتي بعدهم من يتابعهم في تشكيكهم هذا عبر العصور..
<(*)> واللافِت للإنتباه هنا هو وجود حبيبنا النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم في وسط  قوم إشتـُهِروا بروعة بلاغتهم التي كانوا يتحدّون العالم بها وبالشعر والبيان وفصاحة اللسان..
==> وكانت المُعجزة الواضحة لهم ولغيرهم، والتي أحرجتهم أمام العرب والعالم، عندما
بعث الله تعالى فيهم نبيّاً منهم يعرفون صدقه ونسبه وسيرته الطيِّبة العَطِرة، ويعرفون بأنه لم يكن يقرأ ولا يكتب..
==> أي أنّ جميع الأبواب التي كان بإمكانهم الدخول منها للطعن والتشكيك برسالة النبيّ وجدوها مُقفلة أمامهم وبإحكام تام..
==> وهنا تحدَّاهم الله جميعاً بأن يأتوا بمثل هذا الكتاب الذي آتاه لنَبِيِِّه الأُمِّيِّ محمد عليه الصلاة والسلام..
*** قال الله تعالى:{{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}}. سورة البقرة .
وقال تعالى:{{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}}. سورة يونس.

<(!!!)> ولقد ذكر العلاّمة إبن كثير في تفسيره لهذه الآية:{{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ..}}.
<><> فقال: ((قد لبثت في قومك يا [محمد] من قبل أن تأتي بهذا القرآن عمراً لا تقرأ كتاباً ولا تـُحسِن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك [رجل أمِّي لا تقرأ ولا تكتب]..
ــ وهكذا صفته في الكتب المتقدمّة كما قال تعالى:{{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}}. سورة الأعراف.
ــ وهكذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم دائماً إلى يوم الدين، لا يحسن الكتابة، ولا يخط سطراً ولا حرفاً بيده،
ــ بل كان له كُتّاب يكتبون بين يده الوحي والرسائل إلى الأقاليم)).

<(!!!)> ويقول إبن تيمية عن قول الله تعالى في سورة العنكبوت:{{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}}.
<><> قال: ((بيَّن سبحانه من حاله ما يعلمه العامة والخاصة، وهو معلوم لجميع قومه الذين شاهدوه، متواتر عند من غاب عنه، وبلغته أخباره من جميع الناس، أنه كان أميّاً لا يقرأ كتاباً، ولا يحفظ كتاباً من الكتب لا المُنزَلة ولا غيرها.. ولا يقرأ شيئاً مكتوباً لا كتاباً مُنزَلاً ولا غيره،، ولا يكتب بيمينه كتاباً، ولا ينسخ شيئاً من كتب الناس المُنزَلة ولا غيرها..
ومعلوم أنّ من يعلم من غيره إمّا أن يأخذ تلقيناً وحفظاً، وإمّا أن يأخذ من كتابه، وهو لم يكن يقرأ شيئاً من الكتب من حِفظه، ولا يقرأ مكتوباً..
والذي يأخذ من كتاب غيره إمّا أن يقرأه وإمّا أن ينسخه..
وهو لم يكن يقرأ ولا ينسخ)).

*** وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 
[[ فـُضِّلتُ على الأنبياء بستّ:
(1) أعطيتُ "جوامع الكلم"، (2) ونصِرْتُ بالرُعب، (3) وأحِلّت لي الغنائم، (4) وجُعِلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، (5) وأُرسلتُ إلى الخلق كافـّة، (6) وخُتِم بي النبيّون ]]. رواه مسلم.

<(!!!)> وقال العزّ بن عبد السلام: ((ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه بُعِث بـ"جوامِع الكَلِم"، وأُختِصر له الحديث إختِصاراً، وفاق العرب في فصاحته وبلاغته)).

<(!!!)> وقال القاضي عيّاض: ((أوتي (
رسول الله صلى الله عليه وسلم) "جوامع الكلم"، وخُصَّ ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، فكان يخاطب كل أمّة منها بلِسانها، ويحاورها بلُغتها، ويباريها في منزع بلاغتها)).
...........................................................

 
<(!!!)> وأختم موضوعي بالفتوى المرفقة والصادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض.. رقم الفتوى 18770.. والسؤال هو:
<><> (( قال الله تعالى:{{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ}}..فهذا وصف للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان أميًّا..
<><> وقال تعالى:{{إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}}..
ــ فالذي يقرأ لا يكون أميًّا..
ــ فكيف يا ترى نـُوفـِّق بين الآية الأولى والآية الثانية؟؟
ــ وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم أُميًّا))؟

==> والجواب: (( "الأُمّي" هو الذي [لا يكتب ولا يقرأ] الكتابة..
والنبي صلى الله عليه وسلم "أُمّي بهذا الاعتبار"..
*** قال تعالى:{{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}}..

أمّا قوله: {{اقْرَأْ..}}. فالمُراد به إلقاء القرآن إليه بواسطة جبريل، وحفظه له من غير كتابة، فلا تعارض بين أُمِّيته صلّى الله عليه وسلم <> وقراءته القرآن بالتلقِّي)).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلّم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو           عضو             عضو            نائب الرئيس            الرئيس
بكرأبوزيد/صالح الفوزان/عبد الله بن غديان/عبد العزيزآل الشيخ/عبد العزيزبن باز

 


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
يمكنكم الدخول على كل مواضيعي بخط كبير ومُلوّن وذلك بالضغط على الرابط المرفق هنا بالأسفل وهو:
http://almustachar.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق