الاثنين، 10 نوفمبر 2014

[254](( قصّة السيِّدة العظيمة "الصِدِّيقة والمُختارة من النساء" [العذراء مريم بنت عمران] رضوان الله عليها ))


(( قصّة السيِّدة العظيمة "الصِدِّيقة والمُختارة من النساء" [العذراء مريم بنت عمران] رضوان الله عليها ))

 

 *** قال الله تعالى: {{ وَإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ إصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَإصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ }}.

 *** ووَرَدَ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[[ كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلاّ :
ــ [آسية] إمرأة فرعون،
ــ و[مريم] بنت عمران،
ــ وإنّ فضل [عائشة] على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام]].
صحيح البخاري ومُسلم.
<(*!*)> فالسيِّدة العذراء مريم بنت عمران هي من السيِّدات العظيمات الكاملات، وهي حفيدة النبي سُليمان بن داود عليهما السلام..<(*!*)> وقد ذكر المؤرِّخ محمد بن إسحاق نسب السيِّدة [مريم]
ــ فقال: هي بنت عمران بن باشم بن امون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن موثم بن عزازيا بن امصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن ايشا بن ايان بن رحبعام بن [سليمان] بن [داود] عليهما السلام.
<(*!*)> وكان ابوها [عمران] صاحب صلاة بني اسرائيل في زمانه (أي إمام بيت المقدِس) ، وكانت أمّها"حنـّة بنت فاقود بن قبيل" من العابدات ..<(*!*)> وكان النبي [زكريا] عليه السلام هو نبيّ ذلك الزمان.. وهو زوج "أشياع" اخت "حنّة أم مريم"
ــ ذكر ذلك إبن كثير رحمه الله فقال:"كان النبي [عيسى بن مريم ] والنبي [يحيى بن (النبي) زكريا] عليهم السلام إبنَي خالة"..


***
قال الله تعالى:
{{ اِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ادَمَ وَنُوحاً وَالَ اِبْرَاهِيمَ وَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اِذْ قَالَتِ امْرَاَةُ عِمْرَانَ رَبِّ اِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي اِنَّكَ اَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ اِنِّي وَضَعْتُهَا اُنْثَى وَاللَّهُ اَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْاُنْثَى وَاِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَاِنِّي اُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَاَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ اَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }}. سورة آل عمران: 33-37.
<(*!*)> وكانت "حنّة أم مريم" لا تحبل، فرأت يوماً طائراً يزقّ فرخاً له، فإشتهت الولد.. فنذرت لله إن حملت لتجعلنّ ولدها مُحرّراً اي حبيساً في خدمة بيت المقدس (أي المسجد الأقصى).
ــ قالوا: وبعد فترة قصيرة من نذرها حملت بـ مريم رضي الله عنها ،

***{{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ اِنِّي وَضَعْتُهَا اُنْثَى وَاللَّهُ اَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْاُنْثَىْْ}}..
ــ وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خدّاماً من اولادهم..

ــ قالت:{{وَاِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَاِنِّي اُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}}،، فإستـُجيب لها في هذا كما تقبّل منها نذرها.. ونجت إبنتها [مريم] وحفيدها [عيسى بن مريم] من مسّ إبليس عند ولادتهما.
*** فعن ابي هريرة انّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال:
[[ ما من مولود إلاّ والشيطان يمسّه حين يولد ، فيستهلّ صارِِخاً من مَسِّ الشيطان إياه ، إلاّ "مريم" و"إبنها" ]].
رواه مسلم وأحمد.
<(*!*)> وذكر كثير من المؤرِّخين والمُفسّرين بأنّ "أُمّ مريم" حين وضعتها لفّتها في خروقها وخرجت بها إلى المسجد (بعد إرضاعها لها)، فسلّمتها الى العُبّاد المقيمين به.. وكانت (مريم تلك الطفلة التي أُتيّ بها للمسجد هي) إبنة إمامهم وصاحب صلاتهم (أي عمران)..
<><> ولمّا دفعتها إليهم تنازعوا في أّّيّهم يكفلها..وكان [زكريا] نبيهم في ذلك الزمان، وقد أراد أن يرعاها هو لأن زوجته هي أخت امّها .. فطلبوا من [زكريا] بأن يقترع معهم.. فساعدته المقادير وخرجت قرعته غالبة لهم.. وذلك ان الخالة بمنزلة الأم.
*** قال الله تعالى: {{ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ اَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}}.آل عمران:37.

<(!*!)> قال المفسّرون: إتخذ لها [زكريا] مكاناً شريفاً من المسجد لا يدخله سواه، فكانت تعبد الله فيه، وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت اذا جاءت نوبتها (أي دورها بالعمل)..
وكانت تقوم بالعبادة ليلها ونهارها حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل.. وإشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة، والصفات الشريفة.


*** قال الله تعالى: {{ وَإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ إصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَإصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ }}. فالملائكة بشّرت مريم بإصطفاء الله لها من بين سائر نساء زمانها، بأن إختارها لإيجاد ولد منها من غير أب، وبشّرت بأن يكون نبياً شريفاً {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} اي: في طفولته، يدعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك في حال كهولته، فدلّ على أنه سيبلغ الكهولة، ويدعو الى الله فيها..
<><> ((وللعلم فإنه عندما تمّ رفعه للسماء كان عمره 33 سنة أي كان شابّاً وسيعود للأرض ويعيش 40 سنة وسيتزوّج وتكون له ذرِّية ثم يموت ويُدفن بالمدينة المنورة بجوار نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهما)).
ــ وأُمِرَت[مريم] بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلاً لهذه الكرامة، ولتقوم بشكر هذه النعمة.. فإجتهدت في العبادة، فلم يكن في ذلك الزمان نظيرها في العبادات.. وظهر عليها من الأحوال ما غبطها به [زكريا] عليه السلام،، 

ــ فكانت تقوم في الصلاة حتى تتفطّر قدماها، رضي الله عنها ورحمها ورحم أمها وأباها.<(!*!)> ثم انها لمّا بلغت (السن التي يمكنها الحمل والإنجاب كبقيّة النساء)،، <==> خاطبتها الملائكة "ب[البشارة لها بإصطفاء الله لها]، وبأنه سيهب لها ولداً زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً مُكرمّاً ومؤيّداً بالمعجزات"..<(!!!)> فتعجّبت من وجود "ولد من غير والد"، لأنها لا زوج لها ولا هي ممّن تتزوّج (لأنه كانت أمّها قد نذرتها لخِدمة بيت الله وذلك طيلة حياتها منذ طفولتها وحتى مماتها) ..
<><> فأخبرتها الملائكة
بـ((أنّ الله قادر على ما يشاء،، إذا قضى أمراً فإنما يقول له: "كن فيكون")).
===> فإستكانت لذلك وأنابت وسلّمت لأمر الله..
ــ وعلِمت انّ هذا فيه مِحنة عظيمة لها.. فإنّ الناس يتكلّمون فيها بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، وإنما ينظرون الى ظاهر الحال من غير تدبّر ولا تعقّل..
<><> وكانت تخرج من المسجد لحاجة ضرورية ممّا لا بد منها من إستقاء ماء او تحصيل غذاء أو بعض ظروفها التكوينيّة الخاصّة.
<(!*!)> فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شؤونها {انْتَبَذَتْ} اي: انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى، إذ بعث الله إليها "الروح الأمين جبريل" عليه السلام {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً}..
==> فلمّا رأته {{قَالَتْ إِنِّي اَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ اِنْ كُنْتَ تَقِيّاً}}أي انّ التقي ذو نهية. 

==>{{قَالَ إنَّمَا اَنَا رَسُولُ رَبِّكِ}}
==> فخاطبها الملك قائلاً: ((انما انا رسول ربك اي لست ببشر، ولكني ملك بعثني الله اليك {{لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً}} اي: ولداً زكياً))..
==> {قَالَتْ اَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ}؟؟؟ اي: كيف يكون لي غلام، او يوجد لي ولد {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ اَكُ بَغِيّاً} ولست ذات زوج!! وما انا ممن يفعل الفاحشة !!؟.
==>{{قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}}
==> فأجابها الملك عن تعجّبها من وجود ولد منها والحالة هذه،
==> قائلاً:
{{كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ}} اي: وعد انه سيخلق منك غلاماً، ولستِ بذات بعل (أي زوج)، ولا تكونين ممن تبغين،
==>{{هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}} هذا سهل عليه (سبحانه وتعالى) ويسير لديه، فإنه على ما يشاء قدير.
==> وقوله: {{وَلِنَجْعَلَهُ ايَةً لِلنَّاسِ}}
أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على كمال قدرتنا على انواع الخلق:
<(1)>
فإنّ الله تعالى خلق [ادم] "من غير ذكر ولا انثى" ،
<(2)> وخلق [حواء] "من ذكر بلا انثى" ،
<(3)> وخلق [عيسى] "من أنثى بلا ذكر" ،
<(4)> وخلق [بقية الخلق] "من ذكر وانثى" .

<(!*!)> وذكر إبن كثير بأنّ جبريل نفخ في جيب درعها، فحملت من فورها، كما تحمل المرأة من بعلها. ولهذا قال تعالى: {{فَحَمَلَتْهُ فَإنْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً}} وذلك لأن مريم لما حملت ضاقت به ذرعاً، وعلمت انّ كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقّها.<(!*!)> وقال وهب بن منبه : إنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل، كان اوّل من فطن لذلك رجل من عُبّاد بني اسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجّار، وكان ابن خالها، فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لِما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج ، فعرّض لها ذات يوم في الكلام..
==> فقال: (( يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ))؟
<=> قالت:((نعم..فمن خلق الزرع الأول))؟
==> فقال: (( فهل يكون شجر من غير ماء ولا مطر ))؟
<=> قالت:((نعم..فمن خلق الشجر الأول))؟
==> قال: (( فهل يكون ولد من غير ذكر ))؟
<=> قالت: (( نعم.. ان الله خلق آدم من غير ذكر ولا انثى ))..
==> قال لها: (( فأخبريني خبرك ))؟
<=> فقالت: (( انّ الله بشّرني {{بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ}} ))..
<><> ويُروى بأنّ زكريا عليه السلام سألها أيضاً عن ذلك فاجابته بمثل هذا.


<(!*!)> وقال المؤرِّخ محمد بن اسحاق: عندما شاع واشتهر في بني إسرائيل ان مريم حامل، فما دخل على اهل بيت ما دخل على آل بيت زكريا..
==> قال: وإتّهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي كان يتعبّد معها في المسجد، وتوارت عنهم مريم وإعتزلتهم وإنتبذت مكاناً قصِيّاً.
<><> وقوله: {{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} اي: فالجأها واضطرّها الطلق الى جذع النخلة..{قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً}} فيه دليل على جواز تمنّي الموت عند الفتن.. وذلك انها علمت ان الناس يتّهمونها ولا يصدقّونها بل يكذّبونها، حين تأتيهم بغلام على يدها مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات المجاورات في المسجد، المنقطعات اليه، المعتكفات فيه، ومن بيت النبوّة والديانة.
<><>
فحملت بسبب ذلك من الهمّ ما تمنّت ان لو كانت ماتت قبل هذا الحال، او كانت {{نَسْياً مَنْسِيّاً}} اي لم تخلق بالكلّية،
<><> {{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}} اي إبنها عيسى
نَادَاهَا قائلاً لها : {{اَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً}} اي النهر، {وَهُزِّي اِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} فذكر الطعام والشراب،،
<><> ولهذا قال:
{{فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً}} وكان جذع النخلة يابساً.
<><>{{فَاِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ اَحَداً فَقُولِي اِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ اُكَلِّمَ الْيَوْمَ اِنْسِيّاً}} اي: فان رأيتِ احداً من الناس {فَقُولِي} له اي: بلسان الحال والإشارة {اِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} اي: صمتاً وكان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام،
<><>{{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً * يَا اُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ إمْرَأ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ اُمُّكِ بَغِيّاً}} .
==> والمقصود انهم لمّا رأوها تحمل معها ولدها قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً.. والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة من الفعال والمقال..
<><> فلمّا ضاق الحال وإنحصر المجال، وإمتنع المقال، عظم التوكل على ذي الجلال، ولم يبق إلاّ الإخلاص والإتكال. {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} اي: خاطبوه وكلّموه، فإن جوابكم عليه وما تبغون من الكلام لديه. فعندها {{{قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}}؟؟ اي: كيف تحيلينا في الجواب على صبي صغير لا يعقل الخطاب؟؟ وهو مع ذلك رضيع في مهده،وما هذا منك إلا على سبيل التهكّم بنا، والإستهزاء والتنقّص لنا والإزدراء إذ لا تردّين علينا قولاً نطقياً بل تحيلين في الجواب على من كان في المهد صبيّا ؟.
==> فعندها أجابهم الطفل [عيسى] بأوّل كلام تفوّه به: {{قَالَ اِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً اَيْنَ مَا كُنْتُ وَاَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ اَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّاً}} .

<><> ثم إنّ طائفة من اليهود في ذلك الزمان قالوا: انها حملت به من الزنا ..
فبرّأها الله من ذلك وأخبر عنها انها صدّيقة، وإتخذ ولدها نبيّاً مرسلاً ، وهو أحد اولي العزم من الرسل الخمسة الكبار وسأبيّن ذلك قريبا بإذن الله.

*** ثم قال: {{وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً}}
{{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّاً}}
{{ذَلِكَ عِيسَى إبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ اَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}}
مريم: 34-35 .

*** وورد عن عبادة بن الصامت انّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:[[
ــ من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ،
ــ وأنّ محمداً عبده ورسوله،
ــ وأنّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،
ــ والجنّة حق، والنار حق ،
<><> أدخله الله الجنّة على ما كان من العمل]].

رواه البخاري
#########################

فالحمد لله على نعمة الإسلام .. وعلى إعتدال ديننا الحنيف الذي حثـّنا على محبّة كل أنبياء الله ورسله الكرام ، وعلى محبّة عباد الله الصالحين المُوحّدين حتى ولو كانوا من الأمم التي سبقت نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام.




وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق