الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

[255]إضاءة هامّة على "أَوَّل مَسْجِدٍ" وُضِعَ لِلْناسِ فِي الْأَرْضِ والباقي لنهاية الدُنيا


(( إضاءة هامّة على"أَوَّل مَسْجِدٍ" وُضِعَ لِلْناسِ فِي الْأَرْضِ  
والباقي لنهاية الدُنيا ))
 
*** قال الله تعالى:{{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (أي مكَّة) مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}}. 
<><> يـُقال: [ إِنَّ إسم "بـكـّة" كان يُطلق على موضِع البيت العتيق فقط]، وِ[إسم "مَـكَّـة" يُطلق على القرية التي حوله، أو على الحَرَم كلّه ].
 

*** وقال تعالى:{{جَعَلَ اللَّهُ"الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ" قِيَامًا لِلنَّاسِ}}.
<><> وإليكم هذه الآية الكريمة التي يُخاطب ربّ العالمين سبحانه وتعالى فيها  عبده ونبيّه محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أعطاه ما كان يتمنـّاه <من عودة القِبْلَةً في الصلاة الى مكانها الأصلي بمكّة كما كانت من قبل>..
*** قال تعالى: {{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ "شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُون}}.
-----------------------------------------
*** وَوَرَدَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [[
ــ إنّ الله "حرّم مكّة يوم خلق السموات والأرض"..
ــ فهي حرام "بحرام الله إلى يوم القيامة"..
ــ لم تحل لأحد قبلي، ولا تحلّ لأحد بعدي، ولم تحلّل لي قط إلاّ ساعة من الدهر..
ــ لا ينفر صيدها، ولا يعضد شوكها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها إلاّ لمنشد (اي الذي يُنادي عليها ويُعرِّف بها)]].
==> فقال العبّاس بن عبد المُطّلِب: ((إلاّ الإذخر يا رسول الله، فإنه لا بدّ منه للقَيْن "أي للحداد والقبور والبيوت"،، (والإذخر هو نبات معروف عند أهل مكة طيّب الريح له أصل مندفن وقضبان دقاق ، وأنهم يسقفون به البيوت بين الخشب ويسدّون به الخلل بين اللَبـِنات في القبور، ويستعملونه في الوقود) ))

*** فسكت (عليه الصلاة والسلام) ثم قال: [[ إلاّ الإذخر فإنه حلال ]].
أخرجه البخاري برقم 4313 .
----------------------------
*** وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[[ ليس من بلد إلاّ سيطؤه الدجّال، إلاّ [مكّة] و[المدينة]،
ليس من نقابها نقب (أي طريق) إلاّ عليه الملائكة صافـِّين يحرسونها،،
ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله (منها) كلّ كافر ومُنافق]].

أخرجه البخاري برقم1881 ومسلم برقم 2943.
----------------------------------

==> وإليكم تعريفي الموجز والمأخوذ من الأحاديث الصحيحة ومن أقوال المؤرِّخين القدماء الثقات عن تاريخ:
-1-   [[الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ]] الذي هـو [القِبْلَةً الأولى والأخيرة للمسلمين وحتى نهاية الدنيا]..
-2- و[[الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى]] الذي كان [القِبْلَةً الثانية خلال فترة وجيزة من الزمن]..

-----------------------------------------
<(!*!)> وكان قد بعث اللّه تعالى أبو البشريّة النبيّ [آدم] عليه السلام الى أولاده وأحفاده ومن تبعهم في زمانه..
وفي حياته بعث الله إبنه النبيّ [شيت] عليهما السلام هما أوّل من بنى الكعبة المُشرّفة في مكّة المكرّمة لتكون قِبلة للمؤمنين وبيتاً للصلاة والعبادة.. 


<(!*!)> وإستمرّ ذلك من زمنهما إلى زمن حفيدهما النبيّ [إدريس] ثم إلى زمن النبيّ [نوح] عليهما السلام.. وطيلة هذه الفترة التي إستمرّت أكثر من 2000 عام كان الناس "مؤمنين موحِّدين بالله وعلى دين أنبيائهم"..
<><> ثم وبعد أن عمّ الكُفر والشِرك عاقبهم الله بالطوفان العام والمُدمِّر،، ولم يبق على الأرض من البشر إلاّ النبي [نوح] ومن كان معه بسفينة الإنقاذ من أولاده الثلاثة وال 70 مؤمناً بالله..

<(!*!)> وكانت مكّة قد تغيَّرت تماماً ولم تعد الكعبة ظاهرة للعيان بسبب الرمال والأتربة التي تركها الطوفان فوقها ولم تعد مكّة صالحة للحياة كما كانت من قبل، وإنعدمت المياه وكافة الأشجار..
وإستمرّت هذه  الحالة الى زمن النبيّ [إبراهيم] عليه السلام عندما أمره الوحي بأن يُحضِر زوجته السيّدة "هاجر" وإبنها [إسماعيل] الى مكّة حيث قاما بإحيائها وإعادتها لتأخذ دورها الحقيقي الى قيام الساعة..

قال: ==> [[... ثم جاء بها إبراهيم  (أي بـ هاجر) وبإبنها (الطفل) إسماعيل  وهي ترضعه حتى وضعهما عند "البيت" (أي الكعبة) عند دوحة فوق "زمزم" في أعلى المسجد. (ويومها لم يكن يوجد في مكة أي شيء من ذلك لا زمزم ولا المسجد)]].
==> قال:[[وليس بمكة يومئذٍ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جراباً فيه تمر.. وسقاء فيه ماء‏..‏ ثم قفى [إبراهيم] منطلِقاً (أي وضعهما هناك كما أمره الوحي وعاد نحو بيته ببيت المقدس)]]..
==> قال:[[...فقامت هاجر تسأله ولا يردّ) فلمّا ألحـَّت عليه وهو لا يجيبها،،
ــ قالت له ‏:‏ ((‏ آا الله أمرك بهذا‏ )) ؟؟؟‏
ــ قال ‏:‏ (( نعم‏ )).‏
ــ فقالت وكلّها ثقة ‏بالله :‏ (( فإذاًًً لا يُضَيِّعنا ))]]..

......................................
*** (وجاء في رواية أُخرى) [[فتبعته"أم إسماعيل"
ــ فقالت‏: ((يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولا شيء‏))‏؟!

<(**)> فإنطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، إستقبل بوجهه البيت، ثم دعا "بهؤلاء الدعوات" 

ورفع يديه فقال‏ (كما ورد في كتاب ربّنا):‏
{{‏رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ "عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ"
رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‏}‏ْ}
]]
. ‏سورة إبراهيم‏: آية‏ 37‏ ..
(ثم ولمّا نفذ الماء معهما وشارف الطفل على الهلاك).. 
==> قال: [[فإذا هي بالمَلَك (اي جبريل عليه السلام واقفاً بجوار رضيعها) عند موضع [زمزم] .. فبحث بعقبه، أو قال بجناحه ، حتى ظهر الماء ..
فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تغرف من الماء في سقائها ، وهي تفور بعد ما تغرف‏
(منها)]]..

*** قال إبن عباس‏‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[[ ‏يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم‏ ]]..أو قال‏:‏[[لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عَيْناً معيناً‏]]..
ــ فشربت (هاجر) وأرضعتْ ولدها..
<><> فقال لها الملَك(جبريل):{[لا تخافي الضَيْعة (أي الضياع)، فإنّ "ههُنا بَيْت الله"،
يبني هذا الغلام وأبوه، وإنّ الله لا يضيع أهله‏ (أي أهل هذا البيت المُعظّم، وأنه سيبني [إسماعيل] ووالده [إبراهيم]"الكعبة" والتي كانت موجودة منذ زمن نبيّ الله آدم عليهم السلام ) ]}..

==> قال: [[ ثم لبث عنهم (إبراهيم) ما شاء الله .. ثم جاء بعد ذلك ، وإسماعيل يبري نُبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم ..
فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد..

<><> ثم قال (إبراهيم لإبنه): ((إنّ الله أمرني بأمر)) ..
ــ قال
(إسماعيل): ((فإصنع ما أمر ربّك)).
ــ قال : (( وتعينني )) ؟
ــ قال : (( وأعينك )) ..
ــ قال : (( فإنّ الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً، وأشار إلى أكمَة مرتفعة على ما حولها ))..
ــ قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل [إسماعيل] يأتي بالحجارة و[إبراهيم] يبني ، حتى إذا ارتفع البناء ، جاء بهذا "الحجر" (وذلك الحجر ما زالت "آثار أقدام إبراهيم" موجودة عليه، وهي مُشاهداً للعيان)،
فوضعه له فقام عليه (إبراهيم) وهو يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ..
ــ وهما يقولان:{{ ربّنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم }} .
ــ قال : فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت (أي الكعبة)
وهما يقولان : {{ ربّنا تقبّل منّا إنّك السميع العليم }} ]].

صحيح البخاري.
///////////////////////////////////////
<><> ثمّ وبعد 40 عاماً من إعادة ["إبراهيم" وولده " إسماعيل"] لبنائهما <الكعبة المشرّفة والْمَسْجِد الْحَرَام> في مكّة المُكرّمة على نفس القواعد الأساسيّة التي كانت في زمن "آدم وشيت"، قام ["إبراهيم" وولده "إسحاق"] ببناء
<الْمَسْجِد الْأَقْصَى في فلسطين> كما هو وارد بالنصوص الصحيحة والصريحة..

 
*** فقد ورد عن أَبِي ذرٍّ رضي الله عنه انه قَال:
ــ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: (( أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ))؟؟
** قَالَ: [[ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ]]..
ــ قُلْتُ: (( ثُمَّ أَيٌّ ))؟؟
** قَالَ: [[ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ]]..
ــ قُلْتُ: (( كَمْ بَيْنَهُمَا (من وقت) ))؟؟
** قَالَ: [[ أَرْبَعُونَ سَنَةً ]].
رواه البخاري مسلم.



وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق