[الشَّهوَة والهوى وشدّة ضررهما على من يضعف أمامهما ]
جاء في كتاب الله تعالى، وورد في سُنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، آيات وأحاديث تحثّ على البُعد عن إتـّباع الهوى والشَّهَوَاتِ ..
كما جاءت تحذيرات من الصحابة ومن ائمّة التابعين وما بعدهم تُبيِّن شدّة خطورتهما على من يضعف أمامهما..وسأكتفي بعرض بعضها حتى لا أطيل عليكم:
*** قال الله تعالى : {{ وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنّة هي المأوى}}. سورة النازعات
*** وقال تعالى :{{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }} سورة الكهف
*** وقال تعالى :{{ أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا }}.. الفرقان.
*** فعنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه انه قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [[ حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ]].. صحيح البخاري ومسلم
*** وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
[[ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، أَرْسَلَ جِبْرِيلَ ، يَعْنِي إِلَى الْجَنَّةِ ،
فَقَالَ: {{انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فِيهَا}}.. فَجَاءَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَهْلِهَا فِيهَا ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ:((وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلا دَخَلَهَا ))! فَأَمَرَ بِهَا فَحُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ،وَقَالَ:{{ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا}}.. فَرَجَعَ فَإِذَا هِيَ قَدْ حُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، فَقَالَ: (لَقَدْ خَشِيتُ أَلاّ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ))!! قَالَ :{{فَانْظُرْ إِلَى النَّارِ وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُّ لأَهْلِهَا فِيهَا}}.. فَجَاءَهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ لأَهْلِهَا فِيهَا ، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: ((وَعِزَّتِكَ لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا))!! فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، وَقَالَ لَهُ: {{ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا}}.. فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ ، فَرَجَعَ إِلَيْه فَقَالَ: ((وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلاّ دَخَلَهَا)) !!]].. رواه الكثير من كتب السنّة وقَالَ عنه التِّرْمِذِيُّ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).
<(!)>ولقد رَكَّبَ اللَّهُ"الْمَلاَئِكَةَ"مِنْ[عَقْلٍ بِلاَ شَهْوَةٍ]،
وَرَكَّبَ "الْبَهَائِمَ" مِنْ [شَهْوَةٍ بِلاَ عَقْلٍ]،
وَرَكَّبَ "إبْنَ آدَمَ" مِنْ [العَقْلٍ ِوالشَهْوَةٍ]..
وجعل فينا حاكمان: (1)"حاكم العقل"،(2) و"حاكم الدين"..
<(!!!)> فأعطانا الله تعالى"عَقْل ملك" من الْمَلاَئِكَةَ،
و"هوى شيطان"،
و"شَهْوَة بِهيمة"..
فَإنْ تغَلَّبَ "عَقْل ابْن آدَم" عَلَى (هواه وشَهْوَتِهِ)، يرتفع الى [مرتبة مَلَك]..
وَإنْ تغَلَّبَ "هواه وشَهْوَتِهِ" عَلَى (عَقْلِهِ) يهبط الى أقلّ من [مرتبة كلب]..
<=> فـ (الْهَوَى) سُمّيَ هوى; لأنه يهوي بصاحبه إلى النار..
وهو يُنْتِجُ مِنْ الاخْلاَقِ قَبَائِحَهَا ، وَيُظْهِرُ مِنْ الأفعَالِ
فَضَائِحَهَا ، وَيَجْعَلُ سِتْرَ الْمُرُوءَةِ مَهْتُوكًا، وَمَدْخَلَ
الشَّرِّ مَسْلُوكًا.. فهو كمين لا يؤمن ، ويحثّ على نيل الشهوات وإن كانت
سببا لأعظم الآلام..
==> فـ "الهوى والنفس والشيطان والدُنيا" يدعون إلى ما فيه البوار، ويعمين عين البصيرة عن النظر في العواقب وما يغضب ويرضي الجبّار..
==> و"الدين والمروءة والعقل والروح" ينهين عن لذّة تعقب ألما ، وشهوة تورث ندما ..
<(*)> َقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: ((اقدَعُوا هَذِهِ النُّفُوسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا (أي كُفُوها عمّا تتطلع إليه من الشهوات) .. وَرُبَّ نَظْرَةٍ زَرَعَتْ شَهْوَةً، وَشَهْوَةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلاً))..
<<(*)> وقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: ((إيَّاكُمْ وَتَحْكِيمَ الشَّهَوَاتِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّ عَاجِلَهَا ذَمِيمٌ، وَآجِلَهَا وَخِيمٌ))..
<(*)> وقَالَ أَبِو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه: ((إِذَا أَصْبَحَ الرَّجُلُ اجْتَمَعَ هَوَاهُ وَعَمَلُهُ،
فَإِنْ كَانَ عَمَلُهُ تَبَعًا لِهَوَاهُ ، فَيَوْمُهُ يَوْمُ سُوءٍ..
وَإِنْ كَانَ هَوَاهُ تَبَعًا لِعَمَلِهِ، فَيَوْمُهُ يَوْمٌ صَالِحٌ))..
<(*)> وقَالَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: ((ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ : شُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ))..
<(*)> وقال معاوية رضي الله عنه: ((المروءة ترك الشهوات وعصيان الهوى))..
<(*)> وقيل للحسن البصري رحمه الله : يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل ؟
قال : جهادك هواك وهجر اللذات.. وترك الشهوات قمع للنفس وهواها ..
<(*)> وقَالَ الإمام أحمد: لا ينبغي للمرء أن يذل نفسه بأن يتعرض من البلاء لما لا يطيق ..
<(*)> وقَالَ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ: مَنِ اسْتَحْوَذَتْ عَلَيْهِ الشَّهَوَاتُ انْقَطَعَتْ عَنْهُ مُوَادُّ التَّوْفِيقِ ..
<(!*!)> وقَالَ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ: "الْعَقْلُ وَالْهَوَى" يَتَنَازَعَانِ .. فَمُعِينُ الْعَقْلِ التَّوْفِيقُ .. وَقَرِينُ الْهَوَى الْخُذْلانُ .. وَ(النَّفْسُ وَاقِفَةٌ بَيْنَهُمَا) ، فَأَيُّهُمَا ظَفِرَ كَانَتْ فِي حَيِّزِهِ ..
<(*)> وقال ابن القيّم : مخالفة الهوى تورثُ العبد قوّة في بدنه وقلبه ولسانه ..
<(*)> وقال بعض السلف: البلاء كله في هواك.. والشفاء كله في مخالفتك إياه..
<(*)> وقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: دَاؤُكَ هَوَاكَ ، وَدَوَاؤُكَ تَرْكُ هَوَاكَ..
<(!*!)> وقَالَ حكيم : أَسْرَعُ الْمَطَايَا إِلَى النَّارِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ..
فَمَنِ اسْتَوَى عَلَى مَتْنِ شَهْوَةٍ مِنَ الشَّهَوَاتِ أَسْرَعَ بِهِ الْقَوْدُ إِلَى مَا يَكْرَهُ ..
<(!*!)> وقَالَ بَعضُ الْحُكَمَاءِ: الْهَوَى مَلِكٌ غَشُومٌ، وَمُتَسَلِّطٌ ظَلُومٌ.. ومَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ، أَعْطَى عَدُوَّهُ مُنَاهُ.. والْعَقْلُ صَدِيقٌ مَقْطُوعٌ، وَالْهَوَى عَدُوٌّ مَتْبُوعٌ..
<(!*!)> وَقَالَ بعضهم : إِنَّ الْعَيْنَ رَائِدُ الشَّهْوَةِ، وَالشَّهْوَةَ مِنْ دَوَاعِي الْهَوَى، وَالْقَلْبَ رَائِدُ الْحَقِّ ، وَالْحَقَّ مِنْ دَوَاعِي الْعَقْلِ.. ومَنْ أَمَاتَ شَهْوَتَهُ، فَقَدْ أَحْيَا مُرُوءَتَهُ ..
والْعَقْلُ "وَزِيرٌ" نَاصِحٌ .. وَالْهَوَى "وَكِيلٌ" فَاضِحٌ ..
<(!*!)> وقَالَ الْوَرَّاقُ : أَصْلُ
غَلَبَةِ الْهَوَى مُقَارَبَةُ الشَّهَوَاتِ ، فَإِذَا غَلَبَ الْهَوَى
أَظْلَمَ الْقَلْبُ .. وَإِذَا أَظْلَمَ الْقَلْبُ ضَاقَ الصَّدْرُ..
وَإِذَا ضَاقَ الصَّدْرُ سَاءَ الْخُلُقُ.. وَإِذَا سَاءَ الْخُلُقُ
أَبْغَضَهُ الْخَلْقُ .. وَإِذَا أَبْغَضَهُ الْخَلْقُ أَبْغَضَهُمْ ،
وَإِذَا أَبْغَضَهُمْ جَفَاهُمْ .. .

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد