الأحد، 31 مارس 2013

[256] (( حادِثة تاريخية عابـِرة، و فوائدها تتعلّق بـ أسباب إنهيار الحياة الزوجية ))

(( حادِثة تاريخية عابـِرة، 
وفوائدها تتعلّق بـأسباب إنهيار الحياة الزوجية ))


 <(##)> ذكر إبن خلكان بأن [لُبابة] بنت عبد الله بن "[جعفر] بن أبي طالب" رضي الله عنه ، كانت تحت [عبد الملك] بن مروان (أي أنها كانت زوجة للخليفة الأموي عبد الملك) ، فطلّقها ..
==> وكان سبب طلاقه لها ،، هو أنه <عضّ تفـّاحة> ثم رمى بها إليها، (أي أنه أعطاها إياها، وكان يريد ملاطفتها والتقرّب منها، وإظهار مودّته لها ومكانتها عنده)،،
>> فأخذت السِكّين وحزّت من التفاحة ما لامسّ فمه منها..
==> فقال‏ الخليفة : (( ولم تفعلين هذا )) !!‏؟ ( حيث إستغرب هذا الأمر منها )‏ ..
==> فقالت ‏:‏ (( أُزيل الأذى عنها ))،، (أي أنها أزالت ما علق من لعابه ومن آثار فمه عليها ، وسمّت ذلك بالأذى) ..
###> فطلّقها عبد الملك‏ (لأنه شعر بأنها قد أهانته وجرحت كرامته بفعلتها وأسلوبها).‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** وتعليقي على هذه القصّة يتناول عدّة أوْجُه وهي:

1 -  لقد أخطأت [الزوجة] عدّة أخطاء شنيعة ، وأهمّها :
<##> أوّلاً :
<> كان الواجب عليها أن تأخذ من زوجها التفّاحة التي أهداها إياها ، فتأكل شيئا منها ، من الطرف المقابل للمكان الذي أكل منه ،، ثم تترك الباقي ..
<> وفي حال نفورها ، أوعدم تمكّنها من أكلها ، أو حتى في حال كان الزوج مريضاً في فمه ، كان بإمكانها أن تشكره على إكرامه لها ، ثم تعلمه بأنها ستحتفظ بها إلى وقت آخر بدلاً من إزالتها لذلك الموقع بالسكين، وبهذا الشكل المُهين والبعيد عن اللباقة والإحترام..

<##> ثانياً :
<> وكان الواجب عليها بعد تصرّفها المُتسرِّع بألاّ تخبر زوجها بأنها كانت تزيل الأذى من ذلك الموقع الذي لامس فمه للتفاحة ،،
<><> وكان ينبغي عليها أن تُصحّح خطأها على الفور ، وذلك بالإعتذار له وبأنها لم تكن تقصد شيئاً ، بل كان مجرّد عبث وتسلية منها..
----------------------------------
2 - ولقد أخطأ الزوج خطأ كبيراً .. وكان الواجب عليه أن ينصح زوجته ،
ويُنبّهها لذلك الخطأ الذي سبّب بإزعاجه، عِوضاً عن تدمير حياتهم الزوجية بهذه السرعة،، وبالذات إذا كانا يعيشان حياة سعيدة مع بعضهما .
<(*!*)> وكان [الواجب على الزوجين]:
<(!!)> أن يهتمّا بالإحترام الكبير فيما بينهما ..
<(!!)> والقيام بتعطيل [ميزان الحساسيّة] فيما بينهما ، ويستعملان بدلاً عنه
[(قبّان التعاون والتفاهم والنقاش الهاديء والهادف)].
----------------------------------

3 - أنا أعتقد بأنّ الزوجة كانت كارهة لزوجها ، ونافرة منه بشكل تام …
وكان كل همّها هو ان تنال حرّيتها وتخرج من ذلك [القفص المذهّب والمرصّع بأغلى أنواع الجواهر] ..
<()> ولهذا تعمّدت إغضابه ، وأغلظت له بالردّ عليه لكي يثور عليها ويطلّقها ..  فنجحت بذلك ..
<()> وأتوقـّع بأنها لو تفاهمت معه بالطيبة وبغير هذا الأسلوب الفظّ لفشلت معه كلّيا ، لأنه كان يحبّها كثيرا ، ولهذا كانت ردّت فعله نحوها قويّة وعلى قدر تلك المحبّة..
----------------------------------
4 - أخيراً فإنه كان بإمكان الزوجة ان تأخذ بأخفّ الضررين ، إما التعايش الحسن معه ، وإما خراب بيتها وبيدها،،
  وكان بإمكان الزوج بألاّ يستعجل في إتخاذ مثل هذا القرار الخطير،، بل كان يجب عليه التريّث إلى أن تهدأ نفسه ويبرد غضبه،
>> وتكون الزوجة قد قامت بتلطيف الجوّ ، وبتطييب خاطره ولو بكلمة حلوة ، أو بإبتسامة جميلة..
----------------------------------
5 - وطبعا فإن مثل هذا الحلّ ممكن أن يكون عند الزوجين المتفاهمين والمقتنعين ببعضهما البعض ،، او في حال عدم الكراهية والنفور الكبير.  وهو غير متوفر في هذه الحالة..
<(*!*)> والغريب فإنّ الكثير من الرجال في عصرنا ينصبّ همّهم على جمال المرأة وجاذبيتها ويغمضون أعينهم عن كافة العيوب حتى ولو كان مسلك تلك (الجميلة) غير مُشرِّف لهم والعياذ بالله..

<(*!*)> وهناك الكثير من النساء ينصبّ همّهم على ثراء الزوج ومنصبه ومكانته الإجتماعية المرموقة ويغمضن أعينهنّ عن كافة العيوب حتى ولو كان أحدهم من أهل الفسق والمعاصي والإنحراف والعياذ بالله..
<><><> ثم يفتحون أعينهم بعد أن يصل كل طرف منهما إلى هدفه،،
<(!)> ثمّ تبدأ المحاكم والمشاكل،، ويقومون بنشر غسيلهما وخصوصياتهما أمام الجميع ..
<(!)> وغالباً ما يكون مصيرهما هو نفس مصير زوجة الخليفة..
<(!)> وأحياناً كثيرة ينعكس "خطأ الكبار" على "الصغار"، فيضيعوا المساكين ويتشرّدوا ، نسأل الله السلامة للجميع..

 
مع جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق