الأحد، 31 مارس 2013

(( إضاءات مفيدة تتعلّق بـ أدب المُعارضة مع "الأهل" ومع"وليّ الأمر" ))

(( إضاءات مفيدة تتعلّق بـ أدب المُعارضة مع "الأهل"
ومع"وليّ الأمر" ))
 
<(!*!)> في إحدى الليالي دخلت غنم أحد الناس إلى "كرم" رجل ( والكرم هو بستان من شجر العنب) ، فرعته وأكلت ثمره وشجره بالكلّية..
<(!)> ولم يكن صاحب الغنم يريد الضرر لصاحب البستان ، بل إنّ الغنم تسلّلت اليه خلال نومه وسبّبت بتلك الخسارة المادِّية لكل ما كان يملكه صاحب البستان من رزق ولمدة عام بكامله .. وهنا حصل خلاف بين الرجلين ..فكل واحد منهما كان يرى بأنه لا ذنب له ممّا حصل..
<(!)> ولهذا تحاكما إلى النبي والملك [داود] عليه السلام ..
==> فحكم لصاحب الكرم بقيمة خسائره .. وطبعا كان حكمه منطقي وعادل…
<><> فلما خرجا من عند النبي [داود] ومرّا على ولده النبي [سليمان] عليه السلام ،
ــ سألهما مستفهماً‏ بقوله:‏ (( بما حكم لكم نبي الله (داود) )) ‏؟‏
ــ فقالا‏:‏ ((بكذا وكذا))..أي بقيمة كل الخسائر الحاصلة من الغنم..‏
<(**)> فقال‏: (( أما لو كنتُ أنا لما حكمتُ إلاّ بتسليم الغنم إلى أصحاب الكرم، فيستغلّونها نتاجاً ودرّاً (وهو الحليب وما ينتج منه) ، حتى يصلح أصحاب الغنم كرم أولئك ويردّوه إلى ما كان عليه، ثم يتسلّموا غنمهم‏ ( وبهذا لا يشعر أحدهما بثقل الحمل المتوجِّب عليه) )).‏
<(***)> فبلغ داود عليه السلام ذلك فإستحسنه وعاد فحكم به.‏
***********************************

<(!*!)> وعن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال‏؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏[[ ‏بينما امرأتان معهما ابناهما ، إذ عدا الذئب فأخذ إبن إحداهما..
ــ فتنازعتا في (الإبن) الآخر‏ ..‏
ــ فقالت الكبرى‏:‏ ((إنما ذهب بإبنك‏)).‏.
ــ وقالت الصغرى‏:‏ ((بل إنما ذهب بإبنك))‏.‏.
<(!)> فتحاكمتا إلى [داود] ،، فحكم به للكبرى ..
ــ فخرجتا على [سليمان]..
ــ فقال:(( ائتوني بالسكّين أشقّه نصفين ،، لكل واحدة منكما نصفه ))..
ــ فقالت الصغرى‏:‏ (( لا تفعل يرحمك الله هو ابنها )) !!!
** فقضى (سليمان)  به لها (أي للصغرى) . ‏]]
.‏ رواه في الصحيحين..
<(***)> وأعجب داود بنباهة ولده سليمان وأقرّه فيما قضى به..
***********************************
#####
[( وقد لفت إنتباهي هنا عدّة أمور.. وهي )] :  #####
<(*)> الإحترام الكبير بين الوالد وولده..
<(*)> تقدير الأب لأقوال وأفعال الإبن الصائبة الحكيمة،، وتبنّيه لها مع تراجعه عن أحكامه من الحسن إلى الأحسن..
<(*)> كان الإبن يجلس في مكان قريب من ابيه ،، ولم يكن يجلس معه في نفس "مجلس الحُكم" ، وذلك حتى لا يضايقه في كثرة إعتراضاته وآرائه الجميلة والصائبة،، والتي لا يمكنه السكوت عنها حتى لا يظلم الآخرين.
<(*)> واللافت للإنتباه فإن الأب لم يكن يتضايق من تلك الإعتراضات التي تحصل من إبنه أمام الناس بل كان يسرّ بمداخلات ولده الحكيمة ويشجّعه عليها ..
<(*)> وكانت هموم "الأب العظيم" و"الإبن الحكيم" تنصبّ على مساعدة عباد الله في حلّ مشاكلهم اليومية، التي لا يخلوا أي مجتمع منها، مع إجتهادهما في تحقيق العدالة بين الناس وإنصافهم من كل أنواع الظُلم والتعدّي. 
<(*!!*)> فسبحان الله العظيم ما أجمل الحياة في هكذا مُجتمع يُحكم من (*حُكّام أتقياء أنقياء أذكياء عادلين*) !!

 
  وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق