الأحد، 31 مارس 2013

(( قصّة نبويّة مع فوائدها الإجتماعيّة الهامّة،، وهي تتعلّّق بـحادثة إقفال الغار )).

(( قصّة نبويّة مع فوائدها الإجتماعيّة الهامّة،،
وهي تتعلّّق بـحادثة إقفال الغار )).



<(**)> عن إبن عُمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[ بينما ثلاثة نفر يتمشّون ، أخذهم المطر ‏،‏ فأووا إلى غار في جبل، فإنحطّت على فم غارهم صخرة من الجبل، فإنطبقت عليهم‏..
‏ ==> فقال بعضهم لبعض‏:‏ ((انظروا أعمال عملتموها صالحة لله ، فأدعوا الله تعالى بها، لعلّ الله يفرّجها (اي لعلّ الله يُبعد تلك
الصخرة) عنكم))‏.
ـ1ـ  فقال أحدهم‏:‏ (( اللهُم‏ّّ إنه كان لي والدان شيخان كبيران‏ وإمرأتي‏ ،‏ ولي صِبْيَة صِغار أرعى عليهم‏ ، فإذا أرحت عليهم ، حلبتُ فبدأتُ بوالديَّ فسقيتهما قبل بَنِي‏َّّ ..
<(!)> وأنه نأى بي ذات يوم الشجر ‏، فلم آت حتى أمسيتُ ، فوجدتهما قد ناما .‏.‏ فحلبتُ كما كنتُ أحلُب‏ ، فجئتُ بالحلاب‏‏ فقمتُ عند رؤوسهما‏ ،‏ أكره أن أوقظهما من نومهما‏ ، وأكره أن أسقي الصِبْيَة قبلهما‏.‏. والصِبْيَة يتضاغون عند قدمي‏.‏. فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر‏.‏
<><> فإن كنتَ تعلم أني فعلتُ ذلك إبتغاء وجهك فأفرِج لنا منه فُرْجَة نرى منه السماء‏ ))..
ــ ففرّج الله منه فرجة‏.. فرأوا منها السماء‏..‏
ـ2ـ  وقال الآخر‏:‏  (( اللهمّ‏‏ إنه كان لي إبنة عمّ أحببتها كأشدّ ما يحبّ الرجال من النساء‏..

<(!)> وطلبتُ إليها نفسها ‏، فأبت حتى آتيها بمائة دينار‏.. فتعبتُ حتى جمعتُ مائة دينار‏.. فجئتها بها‏ ..
<(!)> فلمّا وقعتُ بين رجليها‏ ‏، قالت : (( يا عبد الله‏ !!‏ اتّق الله‏ ‏، ولا تفتح الخاتم إلا بحقِّه ..فقمتُ عنها ))‏..‏
<><> فإن كنتَ تعلم أنّي فعلتُ ذلك إبتغاء وجهك ، فأفرِج لنا منها (اي من الصخرة) فُرجة ))‏.‏
ــ ففرّج (الله) لهم (أي تراجعت الصخرة قليلا).‏
ـ3ـ  وقال الآخر‏: (( اللهمّ إني كنتُ استأجرتُ أجيراً بـ "فرق أرُزّ"
<(!)>  فلمّا قضى عمله،، ــ قال‏:‏ ((أعطني حقّي‏)).‏.
فعرضتُُّ عليه "فرقه" (اي حقّه البسيط من الأرُزّ المتفق عليه سابقا) فرغب عنه (أي رفض أن يأخذ حقّه مني ولهذا قمتُ أزرعه وأستثمره له)،،
<(!)>  فلم أزل أزرعه حتى جمعتُ منه بقراً ورعائها‏..
<(!)>   فجاءني (يوما) فقال‏:((اتّق الله ولا تظلمني حقّي ))..‏
<(!)>  فقلتُ‏:‏ ((اذهب إلى تلك البقر ورعائها‏ فخذها))‏.‏.
ــ فقال‏:‏ ((اتّق الله ولا تستهزئ بي))..
ــ فقلت‏:‏ ((إني لا أستهزئ بك‏،،‏ خذ ذلك البقر ورعائها))‏.‏.  فأخذه فذهب به‏.‏
<><> فإن كنتَ تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك،فأفرج لنا ما بقي‏))..‏
ــ ففرّج الله ما بقي‏ ]] .‏
صحيح مسلم

ـ#########################
وأنا أرى بأنه يُستفاد من هذا الحديث الشريف عدّة فوائد وأهمّها الآتي:
1- إنّ الله تعالى يبتلي عباده ببعض الإبتلاءات ، والدعاء ممكن ان يكون سبباً لرفعها.
2- الجواز بأن يتوسّل المرء بصالح عمله .
3- فضل برّ الوالدين وأجره الكبير عند الله تعالى ، والتأدّب معهما بما يليق بهما.
4- الترغيب الكبير على العفـّة والطهارة ، والحثّ على نظافة المجتمع من الخبائث والدنس.
5- الحثّ على أكل المال الحلال فقط ، وعدم التهاون في إستباحة مال الآخرين ، أو الذّّّي فيه شُبهة ، مهما كان ضئيلا بنظره .
6- ويستفاد أيضا بأنّ الله تعالى يُحبّ من عباده الذين أنعم عليهم بالرزق والمال والخير الواسع بأن يشعروا مع من إبتلاهم بالفقر وضيق العيش ، وذلك ليس فقط بالصدقات والزكاة ،، بل ايضا بالسعي وبذل الجهد في توفير سبل الراحة لهم ، والتخطيط لذلك بإقامة المشاريع المختلفة، مع متابعة أمورهم وأحوالهم.
7- وجوب الرضى بقضاء الله تعالى وقدره ، وبإمتحاناته التي يمتحن بها من يُحب من عباده ،

والصبر على ذلك ، وعدم اليأس والإستسلام ، بل يجب التفكير بإيجاد مخرج وحلّ للمشكلة مع الثقة الكبيرة بعون ارحم الراحمين له.
 


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق