السبت، 2 مارس 2013

[(34)] إضاءات تاريخية هامّة على ((الملِك أبرهة الحبشي الذي غزى بالفيلة [مكّة] ليُدمِّر الكعبة))


((الملِك أبرهة الحبشي الذي غزى بالفيلة [مكّة] ليُدمِّر الكعبة))




=> خلال فترة بزوغ "فجر الإسلام المبارك" تعرّضت [مكّة المُكرّمة] لمحاولة إعتداء مُدمِّر لم يسمع العرب بمثله من قبل.  

==> فقد غزاها الملك [أبرهة الحبشي] بالفيلة ليهدم [الكعبة] ويمحو "بيت الله العتيق" عن وجه الأرض..

 ==> فحماها الله تعالى وحمى أهلها ومجاوريها العرب ورذّ كيد ذلك الملك الخبيث وجيشه وفيلته في نحورهم.. 
 <(!*!)> وقد ذكر إبن كثير رحمه الله ما قالته العرب في هذه الكائنة العظيمة التي نصر الله فيها بيته الحرام الذي يريد أن يشرّفه ويعظِّمه، ويطهِّره، ويوقِّره ببعثة (نبينا) محمد صلى الله عليه وسلم ، وما يشرِّع له من الدين القويم الذي أحد أركانه الصلاة بل عماد دينه، وسيجعل قبلته إلى هذه الكعبة المطهّرة‏..‏ ولمّا بعث الله (نبينا) محمداً صلّى الله عليه وسلم كان ممّا يعدِّد الله على "قريش" من نعمته عليهم وفضله ما ردّ عنهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم..
<(***)> قال‏ الله تعالى : {{‏ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (الأبابيل الفرق من الطير التي يتبع بعضها بعضا من ههنا وههنا‏)
 * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ
‏}}. سورة الفيل‏:‏1-5‏‏‏.‏
. .‏
<(!*!)> وذكر المؤرِّخ محمد إبن إسحاق تلك القصّة فقال‏:‏ كان [أبرهة الحبشي] يحكم أرض اليمن ، وديانته نصرانية.. وكان رجلاً قصيراً لحيماً (اي جسمه مليء باللحم الزائد). وكان ذا دين في النصرانية ..
==> فحلف يوماً ليسيرن إلى [البيت (العتيق اي الكعبة) حتى يهدمه، ثم أمر "الحبشة" (اي جماعته الأحباش) فتهيّأت وتجهّزت.. ثم سار وخرج معه بالفيل..
===> وسمعت بذلك العرب، فأعظموه وفظعوا به، ورأوا جهاده حقاً عليهم، حين سمعوا بأنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام‏.‏
<(!*!)> قال إبن كثير‏:‏  فلمّا نزل بـ (منطقة) المغمس، بعث رجلاً من الحبشة يقال له‏:‏ "الأسود بن مفصود"، على خيل له حتى انتهى إلى [مكة]‏.‏ فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم،
<><> وأصاب فيها 200 بعير لعبد المطلب بن هاشم ، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها ، فهمَّت قريش وكنانة وهذيل، ومن كان بذلك الحرم من سائر الناس بقتاله، ثم عرفوا أنه لا طاقة لهم به فتركوا ذلك‏.‏ ‏
 ==> وبعث [أبرهة] "حناطة الحميري" إلى مكة وقال له‏:‏
ــ سل عن سيِّد أهل هذا البلد وشريفهم ثم قل له‏:‏ ((إن الملك يقول‏:‏ إني لم آت لحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعرضوا لنا دونه بحرب، فلا حاجة لي بدمائكم))..
ــ فإن هو لم يرد حربي فإئتني به‏.‏
===> فلما دخل "حناطة" مكة، سأل عن سيد قريش وشريفها، فقيل له‏:‏ <عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي>،
فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة..
===> فقال له عبد المطلب‏:‏ ــ ((والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا "بيت الله الحرام" و"بيت [خليله إبراهيم] عليه السلام..
ــ فإن يمنعه منه فهو حرمه وبيته.. وإن يخل بينه وبينه، فوالله ما عندنا دفع عنه))..
===> فقال له حناطة‏:‏ (( فانطلق معي إليه، فإنه قد أمرني أن آتيه بك‏ )).‏
<><> فإنطلق معه [عبد المطلب]، ومعه بعض بنيه، حتى أتى (معسكر جيش عدوّه وهناك وجد شخصا من معارفه وكان مقرّبا من الملك [ابرهة] وأنيسه)..
===> فقال له‏:((أيها الملك !! هذا "سيِّد قرَيش" ببابك يستأذن عليك، وهو صاحب عين مكة، وهو الذي يطعم الناس بالسهل والوحوش في رؤوس الجبال، فإئذن له عليك فليكلّمك في حاجته و أحسِن إليه‏)).‏
===> فأذن له [أبرهة‏].‏
<><> وكان [عبد المطلب] أوسم الناس، وأعظمهم، وأجملهم..
<><> فلما رآه [أبرهة] أجلَّه وأكرمه عن أن يجلسه تحته، وكره أن تراه الحبشة يجلسه معه على سرير مُلكه .. فنزل [أبرهة]عن سريره فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إلى جانبه (أي أنّ [أبرهة] و[عبد المطلب] جلسا بجوار بعضهما على البِساط)..
ــ ثم قال (الملك) لترجمانه‏:‏ (( قل له حاجتك ))‏؟‏
ــ فقال(عبد المطلب):‏ ((حاجتي أن يردّ عليّ الملك 200 بعير أصابها لي))..
ــ قال أبرهة لترجمانه‏:‏< قل له:((لقد كنت أعجبتني حين رأيتك، ثم قد زهدتّ فيك حين كلمتني)>؛ ــ (( أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك، قد جئت لأهدمه لا تكلمني فيه‏ ))؟؟؟‏
ــ فقال له عبد المطلب‏:‏ ((إني أنا ربّ الإبل، وإنّ للبيت ربّاً سيمنعه))..
ــ فقال (الملك)‏:‏ ((ما كان ليمتنع مني‏)).‏
ــ قال‏ (عبد المطلب):‏ (( أنت وذاك ))‏.‏
<><> فردّ (الملك)‏ على [عبد المطلب] إبله‏.‏ 
<><> فإنصرف [عبد المطلب] إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرّز في رؤوس الجبال، خوفاً عليهم من معرة الجيش‏.‏
<(!*!)> قال ابن إسحاق‏:‏ قام عبد المطلب فأخذ بحلقة "باب الكعبة" وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده‏.‏
ثم إنطلق هو ومن معه من قريش إلى الجبال يتحرزون فيها، ينتظرون ما أبرهة فاعل.. فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيّأ فيله، وعبّى جيشه ..
فلما وجهوا الفيل إلى مكة فبرك الفيل‏.‏. فضربوا رأسه ليقوم فأبى .. فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك.. ثم وجوه إلى مكة فبرك‏.‏

<(!*!)> قال إبن كثير‏:‏ فأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها 3 أحجار يحملها‏:‏ -1- حجر في "منقاره"، -2 +3- وحجران في "رجليه" أمثال الحُمُّـُص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلاّ هلك.. فخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي منها جاءوا يتساقطون ويهلكون ، كما أصيب أبرهة .
<(!*!)> قال محمد بن إسحاق:فلما هلك أبرهة ملك الحبشة يكسوم بن أبرهة، ثم أخوه مسروق بن أبرهة.. فلما طال البلاء على أهل اليمن خرج [سيف بن ذي يزن] الحميري، من نسب حِمْيَر بن سبأ‏.‏ فطرد الأحباش عن اليمن.

 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
والى مُتابعة هذه الإضاءات المُباركة بإذن الله. 



وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق