الجمعة، 15 مارس 2013

[(43)] إضاءة تاريخية هامّة على قصّة (("المرأة الكريمة التي وقعت في الأسر"، وحرّرها سيّد الأنبياء والمرسلين))

(("المرأة الكريمة التي وقعت في الأسر"،
وحرّرها  سيّد الأنبياء والمرسلين))  

<(!*!)> قال المؤرِّخ الكبير إبن إسحاق‏:‏ كان عدي بن حاتم الطائي يقول‏:‏ (( كنتٌ إمرءاً شريفاً ،،، وكنتُ نصرانياً ،،، وأسير في قومي بالمِرباع ،، وكنت في نفسي على دين ،،، وكنت ملكاً في قومي لما كان يُصنع بي (اي من تكريم الجميع له)
===> فلما سمعتُ برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كرهتـُه ))..
<(*)> فقلتٌ لغلام
عربي كان لي ، وكان راعياً لإبلي‏ :‏ (( لا أبا لك !! أعدد لي من إبلي أجمالاً ذللاً سماناً،، فإحتبسها قريباً منّي ،، فإذا سمعت بجيش (النبي) محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم) قد وطيء هذه البلاد فآذنّي)).. 
ففعل..(أي أعدّ وجهّز له تلك الجمال)..
==> ثم أنه أتاني ذات غداة فقال‏:‏ ((يا عدي!! إنّي قد رأيتُ رايات فسألتُ عنها؟؟ 

فقالوا‏:‏ هذه جيوش (النبي) محمد‏ (صلَّى الله عليه وسلَّم) ))..‏
===> فقلتُ‏:‏ ((قرّب إليّ أجمالي)) ،، فقرّبها ،، 

فإحتملت بأهلي وولدي،،، ثم قلتُ (لنفسي) ‏:‏ ألحَق بأهل ديني من النصارى بالشام .. فسلكتُ الحوشية ،،
==> وخلفتُ"بنتا لحاتم"في الحاضر (أي ترك شقيقته في بيت والدها).. 

===> فلما قدمتُ الشام أقمتُ بها ،،،  
===> وتخالفني (أي جاء خلفي) خيْل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم <#> فتصيّبت"ابنة حاتم"(أي شقيقته) فيمن أصابت،،،
<#> فقدم بها على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في"سبايا" من طيء..

وقد بلغ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هربي إلى الشام‏ …‏

===> فجٌعِلت "ابنة حاتم" في حظيرة بباب المسجد ، كانت السبايا تُحبس بها.. فمرَّ بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم <> فقامت إليه ، وكانت امرأة جزلة‏ (أي كريمة مِعطَاءة ، وعاقِلة وأَصيلة الرأي)..‏

<><> فقالت‏ :‏ (( يا رسول الله !!! هلك الوالد ، وغاب الوافد .. <==> فأمنن عليّ ، <==> منَّ الله عليك ))‏..
*** فقال‏ (عليه الصلاة والسلام) :‏[[ ‏ومن وافدك‏ ]] ؟؟‏‏
<><> قالت‏ :‏ (( عدي بن حاتم‏ )) ..‏
*** قال ‏:[[ ‏الفارّ من الله ورسوله‏ ]] ؟!!‏
 <><> قالت ‏:‏ ثم مضى وتركني !!!
<><> حتَّى إذا كان الغد مرَّ بي ،، فقلتُ له مثل ذلك.. وقال لي مثل ما قال بالأمس‏ ..‏
<><> قالت ‏:‏ حتَّى إذا كان بعد الغد ، مرَّ بي ،،، وقد يئستُ (من إطلاق سراحي) ،،،
<(!*!)>
فأشار إليّ رجل خلفه "أن قومي فكلِّميه"…‏
<><> فقمتُ إليه فقلتُ:‏ (( يا رسول الله !!! هلك الوالد ،  وغاب الوافد ، فأمنن عليّ ،  منَّ الله عليك))‏.‏
*** فقال صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏[[ قد فعلتُ..  فلا تعجلي بخروج حتَّى تجدي من قومك من يكون لك ثقة ، حتَّى يبلّغك إلى بلادك ثمَّ آذنيني ]].
 <><> فسألتُ عن الرجل الذي أشار إليّ أن كلّميه ؟؟ 

فقيل لي‏:‏ (هو أمير المؤمنين) علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه)‏..‏
<><> قالت‏:‏ فقمت حتَّى قدم من (أعرفهم) من "قبيلة بلي" أو "قضاعة"،،
فقلت‏ لهم:‏ ((أريد أن آتي أخي بالشام ))،، (فوافقوا على أخذها معهم) ،،
<><> فجئتُ فقلتُ‏ يا رسول الله !! قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ ..
*** قالت‏:‏ [[ <*> فكساني <*> وحملني (أي أعطاها دابة تركبها) <*> وأعطاني نفقة ]]..
<><> فخرجتُ معهم حتَّى قدمتُ الشام‏.‏

===> قال عدي‏: فوالله إني لقاعد في أهلي ،، فنظرتُ إلى ظعينة تصوّب إلى قومنا،،، فقلتُ‏:‏ "إبنة حاتم" (أي توقـّعها ان تكون شقيقته) .. قال‏:‏ فإذا هي هي..
<><> فلمّا وقفـَتْ عليّ استحلت تقول‏ :‏ ((( (أنت) القاطع !! الظالم !! احتملت بأهلك وولدك !! وتركت بقيّة والدك "عورتك" ))) !!!.
===> فقلتُ‏:‏ ((أي "أُخَيَّة" ،، لا تقولي إلاّ خيراً ،، فوالله مالي من عذر،، لقد صنعتُ ما ذكرت))..‏ قال‏:‏ ثمَّ نزلت فأقامت عندي‏.‏.
===> فقلتٌ لها ، وكانت إمرأة حازمة ‏:‏ ((ماذا ترين في أمر هذا الرجل‏ (أي النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم) )) ؟؟‏
<><> قالت‏:‏ ((( أرى والله أن تلحق به سريعاً ،، فإن يكن الرجل نبيّا <=> ًفللسابق إليه فضله ،، وإن يكن ملكاً <=> فلن تزل في عزّ اليمن وأنت ، أنت‏ ))) ..‏
===> قال‏:‏ قلت‏ُ:‏ (( والله إنّ هذا الرأي)) .‏.‏
===> قال‏:‏ فخرجتُ حتَّى أقدم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة،،فدخلتُ عليه وهو في مسجده،،، فسلّمتُ عليه،،
*** فقال‏:[[ من الرجل ]]‏ ؟؟؟
===> فقلتُ‏:‏ ((عدي بن حاتم)) ..
*** فقام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وانطلق بي إلى بيته ،،،
فوالله إنه لعامد بي إليه (أي وخلال طريقنا الى بيت النبوّة) إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة ،،، فإستوقفته ،، فوقف لها طويلاً ،، تكلِّمه في حاجتها‏..‏
===> قال‏:‏ قلتُ في نفسي‏:‏ ((والله ما هذا بملِك)) .‏.‏
===> قال‏:‏ ثم مضى بي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوّة ليفاً فقذفها إليَّ‏ …
*** فقال‏:‏ [[ اجلس على هذه ]] ..‏
==> ‏ قلتُ‏: (( بل أنت فإجلس عليها )) .‏.‏
*** قال‏:‏ ‏[[ ‏بل أنت‏ ]] .‏‏.‏
==> فجلستُ،وجلس رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالأرض..‏
===> قال عُدي‏:‏ قلت في نفسي‏:‏ (( والله ما هذا بأمر ملك ‏)).‏
*** فقال لي‏:‏[[‏ ‏يا عدي بن حاتم أسلِم تسلم ،،(اعادها) ثلاثاً‏ ]].‏
===> قلت‏:‏ (( إني على دين‏ )) ..‏
*** قال‏:‏[[‏ ‏أنا أعلم بدينك منك‏ ]]..‏
===> فقلت‏:(( أنت تعلم بديني منّي‏ )) ؟؟!!‏‏.‏
*** قال‏:‏‏[[‏نعم!!ألست من الركوسية وأنت تأكل مرباع قومك]]؟‏
===> قلت‏:‏ (( بلى‏ )) !‏
*** قال‏:‏[[‏ هذا لا يحلّ لك في دينك‏ ]]..‏
===> ‏فلم يعد أن قالها فتواضعتُ لها‏.‏.
===> قال‏: (‏‏( ‏وعرفتُ أنه نبيّ مُرسل يعلم ما يُجهل،، ‏ فأسلمتُ‏)).

###########################
ــ ما شاء الله ما أكرم وأكمل وأعظم أخلاق سيد المرسلين !!!
ــ وما أجمل حلمه وصبره!! بل ما أجمل صفاته ومثالياته !!!

ــ فصلَّى الله وسلَّم على حبيبنا ونبيّنا ورسولنا محمد .
وتقبلوا جميل تحياتي,,, المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق