الجمعة، 22 مارس 2013

[(48)] ((إضاءات على حياة التواضّع والبساطة داخل بيت النبوّة ، مع قِصّة هامّة من هناك - مليئة بالفوائد -))

 (( إضاءات على حياة التواضّع والبساطة داخل بيت النبوّة ، 
مع قِصّة هامّة من هناك - مليئة بالفوائد -))
 
<(!!)>  نريد اليوم الدخول لبيت النبوّة الطاهر ونشاهد حياة التواضّع والبساطة هناك ، ونحاول الإضاءة السريعة على هذه القصّة المليئة بالفوائد ، والتي تبدأ بإغضاب أمّهات المؤمنين رضوان الله عليهنّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ إعتزاله لهنّ لمدة شهر ، ثم تخييره لهنّ يالبقاء معه او تسريحهُنّ يإحسان..
<><> ونرى بأنه كان إختيارهنّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة‏..
ـــ وقرارهُنّ هذا يدل على قوّة إيمانهنّ ، ـــ ومحبتهنّ الكبيرة لهذا الزوج العظيم والكامل ، تاركين طيّبات الحياة الدنيا‏ وزينتها وراء ظهورهنّ ،، ـــ وكان يمر عليهنّ عدة أشهر وليس عندهنّ ما يعيشون عليه سوى "التمر والماء" فقط !!
ـــ ورغم ذلك فكن ّراضيات وسعيدات بجوار سيّد الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام.‏.

ـــ فهذه القصّة رواها الإمام مُسلم في صحيحه.. ولكني رأيتُ ان أختصرها بسبب طولها ، وتكرار بعض العبارات .
ـــ فعن عبد الله بن عبّاس‏ قال : قال عمر‏ بن الخطاب :‏ (( والله إنّ كنّا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمرا‏ حتى أنزل الله تعالى فيهنّ ما أنزل‏ (من التكريم والمكانة العاليّة)..وقسّم لهنّ ما قسّم‏ (من الحقوق والميراث).
<(*)> قال‏ (عمر) :‏ فبينما أنا في أمر أأتمره ، إذ قالت لي إمرأتي (( لو صنعت كذا وكذا ))‏!‏
<(*)> فقلتُ لها‏:‏ ((وما لك أنتِ ولِما ههُنا ‏؟‏ وما تكلفـّك في أمر أريده)) ‏؟!!‏
==> فقالت لي‏:‏ ((عجبا لك يا إبن الخطّاب ‏!‏ ما تريد أن تُراجع أنت!! وإن إبنتك (وهي أم المؤمنين حفصة‏ رضي الله عنها) لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يظلّ يومه غضبان‏))!! صحيح مُسلم 
<(*)> (قال عمر‏) وكان لي جار من الأنصار‏..‏ فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ ،، فينزل يوما وأنزل يوما‏..‏ فيأتيني بخبر الوحي وغيره‏ .. وآتيه بمثل ذلك‏ ..‏ وكنا نتحدث ؛ أن (قبيلة) غسّان تنعل الخيل (أي يجعلون لخيولهم نضوات في حوافرها ) لتغزونا‏.‏. فنزل صاحبي (أي جاره)‏ ثم أتاني عشاء فقال‏:‏ (( طلّق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه ))‏.‏
<(*)> ثم نزلتُُُُُُ فدخلتُ على "حفصة" وهي تبكي‏..‏
<(*)>فقلتُ‏:‏((أطلقكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم))؟‏
==> فقالت‏:‏ (( لا أدري‏..‏ ها هو ذا معتزل في هذه المشربّة‏ (أي الغرفة‏) ))..‏
<><> فدخلتُ ، فسلّمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلّم‏..‏ فإذا هو متكيء على رمل حصير‏.‏. قد أثـّر في جنبه‏ .‏
<(*)> فقلتُ‏:‏ ((أطلّقتَّ يا رسول الله نساءك))‏؟‏؟؟
*** فرفع رأسه إليّ وقال [[ ‏لا‏ ]] .
<(*)>  فقلتُ‏:‏ ((الله أكبر ‏!‏ لو رأيتنا يا رسول الله ، وكنـّا معشر قريش، قوما نغلب النساء‏.. فلمّا قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم‏..‏ فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم‏..‏ فتغضّبتُ على إمرأتي يوما‏ ،، فإذا هي تراجعني‏.. فأنكرتُ أن تراجعني)).‏
===> فقالت‏:‏ ((( ما تنكر أن أراجعك ‏؟‏ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه‏‏ ، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى الليل ))).‏
<(*)>  فقلتُ‏:‏ (( قد خاب من فعل ذلك منهنّ وخسر‏ ،،‏ أفتأمن إحداهنّ أن يغضب الله عليها ، لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم‏ ؟!‏ فإذا هي قد هلكت))..
*** [[ فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ٍٍ ]].‏
<(*)>  فقلتُ‏:‏ يا رسول الله ‏!‏ قد دخلتُ على حفصة (أي إبنته) فقلت‏:‏ ((لا يغرّنك ان كانت جارتك هي أوسم منك وأحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك)).‏.‏
*** [[ فتبسّم أخرى ]]..
<(*)> فقلتُ‏:(أستأنس‏ يا رسول الله؟(وهو الإستئذان في الأُنس والمحادثة معه) ))
*** قال‏:‏ ‏[[ نعم ‏]]..‏
<(*)> فجلستُ‏.‏. فرفعتُ رأسي في البيت‏..‏ فوالله ‏ما رأيتُ فيه شيئاً يردّ البصر، إلاّ أهبا ثلاثة‏.‏
<(*)>  فقلتُ‏: ((ادع الله يا رسول الله ‏!‏ أن يوسّع على أُمّتك‏  فقد وسّع على فارس والروم‏ ، وهم لا يعبدون الله‏))..‏
*** فإستوى جالسا ثم قال ‏: [[ أفي شكّ أنت يا إبن الخطّاب ‏؟!!‏ أولئك قوم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدنيا‏ ]].‏‏.
<(*)> فقلتُ‏: ((استغفر لي‏‏ يا رسول الله)) !‏!‏
<><> وكان (عليه الصلاة والسلام) أقسم أن لا يدخل عليهنّ (أي على زوجاته) شهرا من شدّة "موجدته" (أي غضبه) عليهنّ‏ حتى عاتبه الله عزّ وجلّ‏.‏.
*** قال‏ الإمام الزُهري‏:‏ أخبرني عروة ( إبن الزبير ، وهو إبن أخت عائشة رضوان الله عليهم أجمعين) عن عائشة‏ قالت‏:‏ (( لما مضى تسع وعشرون ليلة ( من إعتزال النبيّ صلى الله عليه وسلم لنسائه)، دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏(حيث) بدأ بيّ.‏.‏
<()> فقلتُ‏:‏ (( يا رسول الله ‏!‏ إنك أقسمتَ أن لا تدخل علينا شهرا‏ ، وإنك دخلت من تسع وعشرين‏ ( ليلة ، وإني كنتُ) أعدهنّ ))‏ !!!

*** قال‏:‏ [[ ‏إنّ الشهر تسع وعشرون‏ (يوما) ]]..
*** ثم قال‏:‏ يا عائشة !! [[ إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك‏ ]]..‏ ثم قرأ عليّ (هذه) الآية :‏ {{ يَا أَيُّهَا النَّبِيّ ُقُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا }}. سورة الأحزاب .
<()> قالت عائشة ‏: قد علم (رسول الله صلى الله عليه وسلم) والله ‏أنّ أبويّ لم يكونا ليأمراني بفراقه..
<()> (قالت عائشة) فقلتُ‏:(( أو في هذا أستأمر أبويّ ‏؟‏؟؟ فإني أريد الله ورسوله، والدار الآخرة‏)).‏
<()> (ثم قالت له) ‏:‏ (( لا تخبر نساءك أني اخترتك‏ ))، (أي أنها كانت لا ترغب بأن يقلّدنها ضرائرها بمثل قولتها الحكيمة التي قالتها له ، وهي إختيارها لرسول الله صلى الله عليه وسلم والدار الآخرة‏ .‏.
*** فقال لها النبيّ صلى الله عليه وسلم‏: ‏‏[[إن الله أرسلني مبلّغا،، ولم يرسلني متعنّتا‏]].
*** وفي رواية أخرى لمسلم أنّ عائشة قالت ‏: ‏(( أسألك أن لا تخبر إمرأة من نسائك بالذي قلتُ )).‏.‏
*** قال‏:‏ [[ لا تسألني إمرأة منهنّ إلاّ أخبرتها ]] (أي انه سيخبرهنّ بما قالت اه عائشة ليتعلّمن منها حتى لا يقعنّ في خطأ نتيجة لتسرّعهن في إتخاذ مثل هذا القرار الخطير)، [[ إن الله لم يبعثني "معنّتا" ]] (أي مشدّدا على الناس وملزما إياهم ما يصعب عليهم،، وأصل العنت هو المشقـّة)، [[ ولا "متعنـّتا"]] (أي ولا طالبا زلاّتهم‏)،، [[ ولكن بعثني معلّما ميسّرا ]].‏.‏ 
صحيح مسلم
###################
سبحان الله !! ما أجمل أخلاق سيّد ولد آدم وسيّد الأنبياء والمرسلين صلى الله وسلم‏ عليه وعليهم أجمعين!! وما أجمل صبره وأسلوبه في التعامل مع زوجاته وأصحابه وجميع الناس الذين إلتقاهم !!
 
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق