((الفوائد المأخوذة من قصّة الصحابي
<(!!!)> وردت هذه القصّة عند إماميْن كبيريْن من عُلماء الحديث الشريف ، وإني انقلها بشكل مُختصر مع التصرُّف في بعض الشروحات وذلك حِرصا مني على عدم الإطالة..
فعن أُسَير بن عمرو انه قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم:
((أفيكم أويس بن عامر (القرْني) ))؟؟ حتى أتى على أويس رضي الله عنه..
==> فقال له : (( أنت أويس بن عامر ))؟؟
==> قال: "نعم" ،
==> قال عمر: (( سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول :
[[ يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ... له والدة هو بها برّ ، لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن إستطعتَ أن يستغفر لك فافعل]].
<(!!)> ثم قال له: ((فإستغفر لي))..فاستغفر(أويس) له.
==> فقال له عمر: (( أين تريد ))؟؟ قال: "الكوفة"،
==> قال عمر: (( ألا أكتب لك إلى عاملها ))؟؟ اي اراد عمر ان يعطيه كتاب توْصيَة ليهتمّ به أمير الكوفة ويساعده فيما يحتاجه ..
==> فقال أويس: "أكون في غبراء الناس ( أي من عامتهم) أحبّ إليّ" ..
<(!!!)> فلما كان من العام المُقبل حجّ رجل من أشرافهم (أي من الكوفة مقطن أويس ، فوافق عمر (أي إلتقاه).. فسأله عن أويس ..
==> فقال : (( تركته رثّ البيت ، قليل المتاع ))..
==> قال عمر: (( سمعتُ رسول الله يقول (وذكر له الحديث السابق)..
<(!!)> فلمّا رجع الرجل الى الكوفة أتى "أويسًا"، فقال له : ((إستغفر لي))..
==> قال أويس: "أنت أحدث عهدًا بسفر صالح ، فإستغفر لي".
<(!!!)> ولمّا لاحظ أويس بأن خبر صلاحه بدأ ينتشر بين الناس ، وعرفوا بأنّه مُستجاب الدعوة.. كما أنه لاحظ بأنهم قاموا يبالغوا في تعظيمه ويقصدونه ليدعو الله لهم..
==> لهذا تركهم على الفور وإنطلق على وجهه متواريّا عن أنظارهم حتى لا يُفتتنوا به وبصلاحه.
#####################
ويُستفاد من هذه الحادثة عدّة فوائد هامّة :
1- لقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرجل العظيم [أويس القرني] على برّه بوالدته ، وأصبح بذلك مُستجاب الدعوة ، وبأنه لو أقسم على الله لأبرّه .
2- جواز التعريف بالأتقياء الصالحين ، والإهتمام بهم ، والتقرُّب الى الله بتلبية حاجاتهم ، ومساعدتهم على أمور حياتهم.
3- من صِفات الصالحين عدم التعالي والترفـُّع والتميّز عن عامّة الناس .
4- جواز طلب الدعاء من الصالحين ، وجواز إستغفارهم للآخرين.
5- ويُستفاد ايضا بأنه يُستحب للأتقياء الصالحين التواري عن الأنظار عندما يُفتتن الناس بهم وبصلاحهم ، وذلك بتغيير مكان مُصلاّهم وألخ...
6- وبأنّ دعوة المُسافر مُستجابة ، وبالذات عندما يكون السفر للطاعة والعِبادة.
وتقبّلوا جميل تحياتي ،، المستشار محمد الأسعد