الأحد، 14 أبريل 2013

[(128)] ((الفوائد المأخوذة من قصّة الصحابي [أُوَيْس القرني] مع الخليفة [عمر] رضي الله عنهما ))

  ((الفوائد المأخوذة من قصّة الصحابي
[أُوَيْس القرني] مع الخليفة [عمر] رضي الله عنهما ))
 
<(!!!)> وردت هذه القصّة عند إماميْن كبيريْن من عُلماء الحديث الشريف ، وإني انقلها بشكل مُختصر مع التصرُّف في بعض الشروحات وذلك حِرصا مني على عدم الإطالة..
فعن
أُسَير بن  عمرو انه قال‏:‏ كان 
عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم‏:‏ 
 ((أفيكم أويس بن عامر (القرْني) ‏))؟؟  حتى أتى على أويس  رضي الله عنه..
==> فقال له‏ :‏ (( أنت أويس بن عامر ))؟‏؟‏ 
 ==> قال‏:‏ "نعم" ،
 ==> قال عمر:‏ (( سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول :
[[‏ يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ... له والدة هو بها برّ ، لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن إستطعتَ أن يستغفر لك فافعل]].
<(!!)> ثم قال له: ((فإستغفر لي))..فاستغفر(أويس) له.
 ==> فقال له عمر: (( أين تريد‏ ))؟؟  قال‏:‏ "الكوفة"،
 ==> قال عمر:(( ألا أكتب لك إلى عاملها‏ ‏))؟؟ اي اراد عمر ان يعطيه كتاب توْصيَة ليهتمّ به أمير الكوفة ويساعده فيما يحتاجه .. 
 ==> فقال أويس:"أكون في غبراء الناس ( أي من عامتهم) أحبّ إليّ" ..
 <(!!!)> فلما كان من العام المُقبل حجّ رجل من أشرافهم (أي من الكوفة مقطن أويس ، فوافق عمر (أي إلتقاه).. فسأله عن أويس ..
 ==> فقال ‏:‏ (( تركته رثّ البيت ، قليل المتاع ))..
 ==> قال عمر:(( سمعتُ رسول الله يقول‏‏ (وذكر له الحديث السابق)..
<(!!)> فلمّا رجع الرجل الى الكوفة أتى "أويسًا"، فقال له : ((إستغفر لي))..
==> قال‏ أويس:‏ "أنت أحدث عهدًا بسفر صالح ، فإستغفر لي‏".‏
 <(!!!)> ولمّا لاحظ ‏ أويس بأن خبر صلاحه بدأ ينتشر بين الناس ، وعرفوا بأنّه مُستجاب الدعوة.. كما أنه لاحظ بأنهم قاموا يبالغوا في تعظيمه ويقصدونه ليدعو الله لهم.. 
==> لهذا تركهم على الفور وإنطلق على وجهه‏ متواريّا عن أنظارهم حتى لا يُفتتنوا به وبصلاحه.‏
#####################


ويُستفاد من هذه الحادثة عدّة فوائد هامّة :

1- لقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرجل العظيم [أويس القرني] على برّه بوالدته ، وأصبح بذلك مُستجاب الدعوة ، وبأنه لو أقسم على الله لأبرّه .
2- جواز التعريف بالأتقياء الصالحين ، والإهتمام بهم ، والتقرُّب الى الله بتلبية حاجاتهم ، ومساعدتهم على أمور حياتهم.
3- من صِفات الصالحين عدم التعالي والترفـُّع والتميّز عن عامّة الناس .
4- جواز طلب الدعاء من الصالحين ، وجواز إستغفارهم للآخرين.
5- ويُستفاد ايضا بأنه يُستحب للأتقياء الصالحين التواري عن الأنظار عندما يُفتتن الناس بهم وبصلاحهم ، وذلك بتغيير مكان مُصلاّهم وألخ...
6- وبأنّ دعوة المُسافر مُستجابة ، وبالذات عندما يكون السفر للطاعة والعِبادة. 


   
وتقبّلوا جميل تحياتي
،، المستشار محمد الأسعد

[(127)] ((إضاءة على معادن البشر مع تعليق هامّ على رحلة الموت))

((إضاءة على معادن البشر 
مع تعليق هامّ على رحلة الموت))    
                      
 *** عن ابي هريرة رضي الله عنه قال؛قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ [[الناس معادن ]]. رواه البخاري ومسلم وغيرهما ..‏  
***وعن ابي هريرة قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏[[
==> الناس معادن كمعادن الفضّة والذهب..
==> خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ..
==> والأرواح جنود مُجنّدة ، فما تعارف منها إئتلف ..وما تناكر منها اختلف ]]. رواه مسلم .
*** وعن ابي موسى الأشعري قال؛قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[[
===>  إنّ الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ..
<##>  فجاء بنو آدم على قدر الأرض ،،،
<(!!)> فجاء منهم الأحمر ، والأبيض ، والأسود ، وبين ذلك ، والسهل ، والحزن ، والخبيث ، والطيّب ]]. ‏ رواه الترمزي وقال حديث حسن صحيح ‏.‏
   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 <(!*!)>
نعم إنّ [[ الناس معادن كمعادن الفضّة والذهب ]]..     فسبحان الله ما أروع هذا الوصف النبوي الكريم !! حيث قدّم الفضّة على الذهب لأن الناس الكرام أقلّ بكثير من غيرهم ..
<(**)> ومن أكرم الكرام وخيرة البشريّة جمعاء هم "الرُسُل والأنبياء" صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وعلى رأسهم "سيِّد ولد آدم" ، الذي هو نبيِّنا وحبيبنا ورسولنا [محمد]  صلى الله عليه وسلم .
<(!!)> ومن بعد الرُسُل والأنبياء يأتي الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، وعلى رأسهم يأتي الخليفة "الصدِّيق أبو بكر" ثم أمير المؤمنين "الفاروق عُمر" رضي الله عنهم جميعا..
<(!!)> وقد علّق بعض العلماء على هذا الموضوع بكلام مفيد، وهو :
==> إن أصناف الناس وطبقاتهم تتفاوت في الطباع والأخلاق‏ ..‏
ـــ فمنهم الخيّر الفاضل الذي ينتفع الناس بصحبته ،،،
ـــ ومنهم الرديء الناقص الذي يتضرّرون بقربه وعشرته‏.‏
==> وكما ان الأرض مختلفة الأجزاء والتراب‏،،،
ـــ فمنها الخصبة الطيّبة ، التي يطيب نباتها ويزكو ريعها،،
ـــ ومنها السباخ الخبيثة التي يضيع بزرها، ويبيد زرعها،،
ـــ ومنها ما بين ذلك،،
==> فإختلاف الناس في غرائزها ، مثل هذه المعادن التي بالأرض‏،،
ـــ فمنها الجوهر النفيس،، ومنها المنحطّ الخسيس..

==> وكذلك جواهر الناس وطبائعها‏‏ ..
ـــ فمنها الزاكي الرضي ، ومنها الناقص الدني‏ .‏
<><> فإذا كان الناس كذلك ،، وكان الأمر على العيان منهم مشكلا ،، وإستبراء العيب فيهم متعذّرا..
<##> كان الإمساك عنهم، والتوقـّف عن مداخلتهم أفضّل وأسلم،،  إلى ان تتكشّف اسرارهم ، وبواطن أمرهم،،
 <##> وعند ذلك  يكون الأمر واضحا ،،
ــ
إمّا الإقدام على خبرة ،،،
ــ
أو الإحجام عن بصيرة ..
والله تعالى هو الموفـّق سواء السبيل. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
<[!**!]> نعم إنّ الإنسان أصله من تـُراب الأرض التي نعيش عليها.. فمنها خلقنا الله تعالى، وإليها سنعود بعد رحيلنا من هذه الحياة العابرة.. ==> ثم ترجع [(أجسامنا)] تـُرابا .. أما [(أرواحنا)] فستبقى بجوار ذلك التـُراب المُتحلِّل في جوف الأرض الى يوم الحساب
==> وفي هذه الفترة فإنّ "روح المؤمن الصالح" ستكون مُكرّمة وفي غاية المُتعة والسعادة ، لأنه سيُفتح لهذا [الضيف الحبيب] نافِذة إلى الجنّة ، وسيصله بإستمرار من نعيمها الذي لا يوصف !! وسيشعر ذلك [الراحل الى بيته الصحيح]عند خالقه سبحانه وتعالى وكأنه في الجنّة، ==> وذلك منذ خروج روحه من جسده (اي موته) إلى يوم البعث والنشور (اي يوم القيامة والحساب) ، فعندها ستعود الروح الى الجسم بعد  تخليقه وترميه.. سُبحان الخالق العظيم في عظمته !!!
=================== 
أخيراً فإنا نسأل الله عزّ وجل أن نكون  وإيّاكم من المرحومين  والمكرّمين بعفوه ورحمته ، ومن الفائزين بجنّات النعيم . اللهمّ آمين 

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

[(126)] (( موعظة نبويّة تتحدّث عن نهاية المُسلمين ))

(( موعظة نبويّة تتحدّث عن نهاية المُسلمين ))
*** عن عُقبة بن عامر رضي الله عنه  قال:  
صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أُحُد ، 
ثم صعد المنبر كالمودّع للأحياء والأموات.. 
وكان آخر ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر.. فقال: [[
ـــ إني فرطكم على الحوض ، فإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة،
ـــ وإني لستُ أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ،
ـــ ولكن أخشى عليكم الدُنيا ، تتنافسوا فيها فتقتتلون ، فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم ]].. البخاري ومسلم ، وهذا اللفظ لمسلم.
*** وعن أبي هُريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [[
ـــ من لقي الله لا يُشرك به شيئًا ،،
ـــ وأدّى زكاة ماله طيِّبة بها نفسه مُحتسبا ،،
ـــ وسمع وأطاع  ،،
<><> فله الجنّة ]]..  مسند الإمام أحمد  

 ***وعن حُذَيْفة بن اليَمان عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:[[
1<> تكون النبوّة فيكم ما شاء الله أن تكون ..
==> ثم يرفعها ..
2<> ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ( وهو زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، الذين أمرنا النبي صلّى الله عليه وسلم بإتباعهم) ..
==> فتكون ما شاء الله أن تكون .. ثم يرفعها الله ،،
3<> ثم تكون مُلكا عاضّا ( وهو زمن بني أمية )،
==> فتكون ما شاء الله أن تكون..ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها..
4<> ثم تكون مُلكا جبريّة ( وهو زمن بني العبّاس ) ..
==> فتكون ما شاء الله أن تكون .. ثم إذا شاء الله أن يرفعها ،،
5<> ثم تكون خِلافة على منهاج النبوّة ..
 ==> ثم سَكَتَ ]]..  مسند الإمام أحمد

<(*)> فقوله  صلّى الله عليه وسلّم [[ ثم تكون خِلافة على منهاج النبوّة ]]..
ـــ هو في زمن خلافة [المهدي المُنتظر] والذي في زمنه ينزل نبي الله [عيسى بن مريم] عليه السلام من السماء ،  وسيلتقيان في دمشق ..
ـــ فيقوم عيسى عليه السلام بقتل [الأعور الدجّال] الذي سيدّعي الألوهيّة  والعياذ بالله ، ويتم قتله في مدينة [اللدّ] بفلسطين..
ـــ وسيتولّّى عيسى خِلافة المسلمين ، وسيتزوّج ويُنجب ذريّة ..
ـــ وفي زمنه سيعيش أهل الأرض أفضل وأجمل وأسعد حياتهم ..
ـــ ثم وقبل قيام الساعة يموت عيسى عليه السلام  و يُدفن في المدينة المنوّرة بجوار نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ، وبجوار ابو بكر وعمر رضي الله عنهما..
ـــ وبعده يموت أهل الإيمان بكاملهم ويأتي مكانهم "الأشرار" .. حيث ورد بأنه  لا تقوم الساعة وعلى الأرض من يقول "الله".. نسأل الله السلامة .



وتقبّلوا جميل تحياتي .. المستشار محمد الأسعد

[(125)] ((الفرق بين حسنات [المؤمن] و [الكافر]))

((الفرق بين حسنات [المؤمن] و [الكافر])) 
*** عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏: ‏[[

==> إنّ "الكافر" إذا عمل [حسنة] ،
أُطْعِم بها طعمة من الدنيا ..

==> أما "المؤمن" ،
 فإنّ الله تعالى يدّخر له حسناته في الآخرة ،
 ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته
‏]]‏‏.‏
‏رواه مسلم

<><> وفي رواية‏ أخرى :‏ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏: ‏[[
 ==> إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ،
ويجزى بها في الآخرة ،

==> وأما الكافر: فيُطعم بحسنات ما عمل لله تعالى في الدنيا ، حتى إذا أفضى إلى الآخرة ، لم يكن له حسنة يجزى بها‏ ]] .  ‏رواه مسلم‏ ‏‏.‏


وتقبّلوا جميل تحياتي .. المستشار محمد الأسعد

[(124)] ((قِصّة إمتحان القُضاة الثلاثة بالفَرَس التي ولدت عِجلاً.. والتحذير من الرشْوَة والظُلم))

((قِصّة إمتحان القُضاة الثلاثة بالفَرَس التي ولدت عِجلاً.. والتحذير من الرشْوَة والظُلم)) 
 

<(!*!)> ورد عن "مولى إبن عبّاس" انه قال‏:
 كان في بني إسرائيل ثلاث قضاة ،، فقضوا ما شاء الله أن يقضوا ،

( ثم إمتحنهم الله بالآتي ) :
ــ فقد بعث الله اليهم ملكاً (من الملائكة) على فرَس ( وجاء على شكل رجل)،،
فمرّ على رجل يسقي بقرة ومعها عِجل ،،
<(!)> فدعا الملك العجل (أي ناداه ليلحقه) ،، فتبع العجل الفرس،،
<><> فجاء صاحبه ليردّه ،،
===> وقال‏:‏((يا عبد الله‏!‏(هذا)عِجلي وإبن بقرتي))!!
<(!)> فقال المَلك‏:‏ (( بل هو عجلي وإبن فرسي ))..
<><> فخاصمه (الرجل) حتى أعيا ،،،
<><> فقال الرجل:(( القاضي بيني وبينك‏ (أي نتحاكم  للقاضي بذلك) )).‏.
<(!)> فقال المَلَك‏:‏ (( لقد رضيت (وهو فعل ذلك وأتعب الرجل ليصل الى القضاة ليختبرهم في عدلهم ،، وطبعا سيكون للرجل فائدة مادية كبيرة من جهة الملك) ))..
<###> فإرتفعا إلى أحد القضاة ..
<><> فتكلّم صاحب العجل ،
===> فقال للقاضي ‏:(( مرّ بي ( هذا الخصم) على فرس، فدعا عجلي فتبعه، فأبى أن يردّه (لي) ))..
>>> و (كان) مع الملك ثلاث دُرَر ( أي جواهر)، لم ير الناس مثلها،،،
<###> فأعطى للقاضي دُرّة ، وقال‏:‏ (( إقض لي ))..
<(!!!)> فقال‏ القاضي :‏ (( كيف يسوغ هذا‏ )) ؟؟؟‏
<(!)> فقال المَلَك‏:‏ (( نُرسل العجل خلف الفرس والبقرة ، فأيهما تبعها فهو إبنها ))..
<(!!!)> ففعل‏ القاضي ذلك ( وبدون ان يعترض على هذا الكلام غير المنطقي وذلك طمعا بالجوهرة العظيمة)،
 فتبع العجل الفرس ،
<(!!!)> (( فقضى له القاضي )).‏.‏
<><> فقال صاحب العجل‏: ((‏لا أرضى))..(أي رفض الحكم وإستغربه قائلا) :
<><> ((بيني وبينك القاضي الآخر))،،،
<(!!!)> ففعل (القاضي الثاني) مثل ذلك.. ( أي حكم للملك أيضا مثل القاضي الأوّل بعد أن أخذ الدرّة الثانية منه)..
<(!!!)> ثم أتيا القاضي الثالث ، فقصّا عليه قصّتهما،، وناوله الملك الدرّة الثالثة ، فلم يأخذها..
<(!!!)> وقال‏:‏ (( لا أقضي بينكما اليوم )) ،،
(؟؟؟) فقالا‏:‏ (( ولم لا تقضي بيننا (اليوم) )) ؟؟؟‏
<(!!!)> فقال (القاضي) ‏:‏ (( لأني حائض )) ..
<(!)> فقال المَلَك‏:‏ ((سبحان الله‏!‏‏!‏ رجل يحيض))؟!
<(!!!)> فقال القاضي: ((سبحان الله ‏!‏ وهل تنتج (تلد) الفرس عجلاً ))؟؟
<(!!!)> (ثم) << قضى لصاحب البقرة >>.‏.
<(!*!)> ( وهنا عرّف الملك بنفسه ، وبأنه رسول من ربّ العالمين ليمتحن القضاة الثلاثة) ،
 ثم قال (للقاضي):‏
(( إنكم إنما إبتليتم (من الله) ، وقد رضي الله عنك ،، وسخط على صاحبيك ‏)).‏
 *** فعن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[[
القضاة ثلاثة .. واحد في الجنة واثنان في النار ،،
(1) فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به
،،
(2) ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ،،
(3) ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ]]. رواه أبو داود

 
  وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

[(123)] ((التحرُّز من الغضب هو حِصن مانِع من الشرِّ))

((التحرُّز من الغضب هو حِصن مانِع من الشرِّ))

توجيهات نبوية تتعلّق بإلتماس
 

 
*** قال تعالى:{{‏وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}}الشورى.
 ***  وقال تعالى : ‏{{‏ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }‏}‏ آل عمران.
<(***)> عن أبي هريرة رضي الله عنه قال؛
أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ((أوصني))…
===> قال : [[ لا تغضب ]].. 
فردّد (الرجل طلبه بزيادة الوصيّة) مرارا …
===> قال : [[ لا تغضب ]].. 
 رواه البخاري‏.‏   
<(***)> وعن سليمان بن صرد قال : ((إستبّ رجلان (أي شتما بعضهما البعض) عند النبي صلى الله عليه وسلم ،، ونحن عنده جلوس ، وأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا ، قد احمرّ وجهه)) ..
===> فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [[ إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ..
 لو قال : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ]] .
الصحيحين
<(***)> وعن أبي سعيد الخدري ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته :
[[ ألا إن الغضب جمرة ( [توقد]، كما ورد في إحدى الروايات)
في قلب إبن آدم ،، أفما رأيتم ( أي هل رأيتم) إلى حمرة عينيه ؟ وانتفاخ أوداجه ؟؟
===> فمن أحسّ من ذلك بشيء ،، فليلزق بالأرض‏ (أي [فليجلس] كما هو وارد في إحدى الروايات) ]].‏
مسند الإمام أحمد والترمذي
<(***)> وعن عطية رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[[ إن الغضب من الشيطان ،، وإن الشيطان خلق من النار ،، وإنما تطفأ النار بالماء ،،
فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ ]].
 مسند الإمام أحمد وأبو داود
<(***)> وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[[ ليس الشديد بالصرعة ،، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ]].
الصحيحين 
<(***)> وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [[
ـــ ما من جرعة أحبّ إلى الله من "جرعة غيظ" يكظمها عبد ..
ـــ ما كظم عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا ]]‏.‏
مسند الإمام أحمد
<(!!!)> وقال العجلي رحمه الله : (( ما امتلأتُ غضبًا قط ،، ولا تكلّّمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت )).
<(!!!)>وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :((قد أفلح
 من عُصِم عن
"الهوى"و"الغضب"و"الطمع")).
<(!!!)> وقال الحسن (البصري) رحمه الله :  ((
<><> "أربع من كُنّ فيه ، عصمه الله من الشيطان ، وحرّمه على النار":
===> من ملك نفسه :
<1> عند "الرغبة" ،،
<2> و (عند) "الرهبة" ،،
<3> و (عند) "الشهوة" ،،
<4> و (عند) "الغضب" )) .
<><> فهي مبدأ الشرّ كلّه ،، والله المستعان..

اللهمّ إنّا نعوذُ بك من الغضب إلاّ لك وفي سبيلك ..
وجنّبنا شرور أنفسنا .. اللهمّ آمين.

توجيهات نبوية تتعلّق بإلتماس
وتقبّلوا جميل تحياتي ،، المستشار محمد الأسعد

[(122)] ((روائع تـُراثية تتعلّق بـ[المروءة] التي تُعتبر من الكنوز الثمينة والمُفيدة لأصحاب النفوس الكريمة))

 ((روائع تـُراثية تتعلّق بـ[المروءة] التي تُعتبر من الكنوز الثمينة والمُفيدة لأصحاب النفوس الكريمة))
  
<(**)> قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( كرم المرء تقواه ،، ومروءته دينه ،، ودينه حسن خلقه ،، والجبن والجرأة غرائز .. فالجريء يقاتل عمّن لا يؤوب الى رحله ،، والجبان يفرّ عن امّه وأبيه ))..
<(**)> وقال أحد علماء السلف :
 
<><> الثياب اربعة وهي : (((1)"السخاء" هو ثوب جمال ،، و(2)"الكرم" هو ثوب وقار،، و(3)"الندم" هو ثوب رجاء ،، و(4)"إنجاز الوعد" هو ثوب مروءة ))..
<><> وإنّ"المروءة" هي إجتناب الرجل ما يشينه،، وإكتساء ما يزيّنه.. وانه لا "مروءة" لمن لا ادب له ،، ولا ادب لمن لا عقل له ،، ولا عقل لمن ظنّ انّ في عقله ما يغنيه ويكفيه من غيره ..
<><> و"المروءة" تدل على الكرم و الأعراق ،، وتبعث على مكارم الأخلاق ،، وعلى صون المرء نفسه عن الأدناس ،، وتمنعه بألاّ يشينها عند الناس ، ثم تكون له كالحرز عمّا يسخر او يضحك الآخرين منه ..
==> فهي تعين المرء في ان يراعي مناهج الشرع وآدابه في زمانه ومكانه ،، كما تعينه ليتخلّق بأخلاق امثاله من ابناء عصره ،، لأنّ الأمور العرفية تختلف بإختلاف الأشخاص والأزمنة والبلدان ،، مع مراعاة كافة الأحوال ليكون الإنسان على افضل وأحسن حال .. <><> وأسباب "المروءة" إنما هي مرتبطة [ بشرف النفس ، وعلو الهمّة].. فإذا اجتمعتا لم يتفرّقا ..
<><> وعلى قدر شرف النفس تكون "المروءة"،، ومن كذب افسد مروءته ..
و
"للمروءة" وجوب وآداب لا يحصرها عدد ،، ولا إكتملت وجوهها فى بشر ، فإن كان، ففي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم دون سائرهم.. وأما الناس فعلى مراتب..
قال الشاعر: كمال المروءة صدق الحديث <> وستر القبيح عن الشامتينا
<(**)> وقال اللخمي : ((اذا سنح لك ذكر شيء (شخص) فأذكره بأحسن اسمائه،فإن ذلك من المروءة، وانما المرء بمروءته))
<(**)> ونقل العتيبي عن ابيه قال: (( لا تتمّ مروءة الرجل إلاّ بخمس، وهي ان يكون: (1) عالما،، (2) وصادقا،، (3) وعاقلا،، (4) وذا بيان،، (5) ومستغنيا عن الناس))..
<><> وإنّ "قدر الرجل" على قدر همّته ،، وصدقه على قدر مروءته ،، وشجاعته على قدر إنفته ،، وعفـّته على قدر غيرته .. وعلى قدر"المروءة" تكون السخاوة ))..
<(**)> و قال رجل للأحنف ما المروءة ؟؟ فقال : (( تصبر على ما غاظك وتصمت عما عندك حتى يلتمس منك ))..
<(**)> : وقال محمد بن علي بن الحسين : (( ان من الصدق في السنّة التجافي من الذنب لأهل المروءات ))..
<(**)> وعن الشعبي عن مسروق قال كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكروا عنده الحسب فقال:((حسب الرجل دينه))
<(**)> وسأل معاوية رضي الله عنه رجلا فقال له : (( ما تعدّون المروءة فيكم؟
قال الرجل : "الحرفة والعفـّة"
<(**)> وكان عمر بن الخطاب اذا اتاه فتى فأعجبه حاله، سأل عنه هل له حرفة ؟ فإن قيل " لا "،، قال : (( سقط من عيني ))..
<(**)> ورأى عمر بن الخطاب رجلا يقول : (( انا إبن بطحاء مكة ))..
فوقف عليه وقال : ((( ان كان لك "دين" فلك شرف ،، وان كان لك "عقل" فلك مروءة ،، وان كان لك "علم" فلك شرف ،، وإلاّ "فأنت والحمار" سواء )))..
<(**)> وقيل للأحنف ما
"المروءة" ؟ قال: ((الفقه في الدين،، والصبر على النوائب،، وبرّ الوالدين))..
<(**)> وقال معاوية لحكيم ما "المروءة"؟: ((قال "الصبر" و"الصمت".. الصبر على ما ينوبك، والصمت حتى يحتاج الى الكلام))..
<(**)> ودخل عبد الملك بن مروان على معاوية رضي الله عنه ، وعنده عمرو بن العاص رضي الله عنه ، فسلّم عبد الملك ثم جلس ،، ثم لم يلبث ان نهض ..
فقال معاوية:((ما أكمل مروءة هذا الفتى (أي عبد الملك)!!
فقال عمرو : يا امير المؤمنين : (( إنه اخذ بأخلاق "اربعة" وترك اخلاقا "ثلاثة" ..
(1) أخذ بأحسن البشر اذا لقي ،، (2) واحسن الحديث اذا حَدَّث،،(3) وأحسن الاستماع اذا حُدِّث،،(4) وبأيسر المؤونة اذا خولف..
-1- وترك مزاح من لا يوثق بعقله ولا دينه ،، -2- وترك مخالفة لئام الناس ،،
-3- وترك من الكلام كل ما يعتذر منه ))..
<(**)> كان ابراهيم الإمام يقول : (( "الكامل المروءة" من احرز دينه ، ووصل رحمه ، وإجتنب ما يلام عليه ))..
<(**)> وسأل عبيد الله بن زياد حكيما عن "المروءة" ؟ فقال : (( هي اربع خصال :
(1) ان يعتزل الرجل الريبة ، فلا يكون في شيء منها ، فانه اذا كان مريبا كان ذليلا ،،
(2) وان يصلح ماله ، فلا يفسده ، فإنه إن افسد ماله لم يكن له مروءة ،،
(3) وان يقوم لأهله بما يحتاجون اليه، حتى يستغنوا به عن غيره ، فإنه من احتاج اهله الى الناس لم تكن له مروءة،،
(4) وان ينظر فيما يوافقه من الطعام والشراب فيلزمه ، فإن ذلك من "المروءة"، وان لا يخلط على نفسه ومشربه ))..
<(**)> وكتب الحسن بن سهل لرجل كتاب شفاعة .. فجعل الرجل يشكر ويدعو له .. فقال الحسن : (( يا هذا علام تشكرنا ؟ إنا نرى الشفاعات "زكاة مروءتنا" ،، وانه بلغني ان الرجل يسأل عن فضل جاهه يوم القيامة كما يسأل عن فضل ماله ))..
<(**)> وقال الشربيني:((المروءة هي الإستقامة،لأن من لا مروءة له لا حياء له،ومن لا حياء له قال ما شاء .. لقوله صلى الله عليه وسلم: [[اذا لم تستح فإفعل ما شئت]]))..
<(**)> وكان إبن عمر رضي الله عنهما انه يقول:(( انا معشر قريش كنّا نعدّ الجود والحلم هما "السؤدد" ،، ونعدّ العفاف وإصلاح المال هما "المروءة"))..
<(**)> وقال بعض الحكماء: من شرائط "المروءة" ان يتعفـّف المرء عن الحرام ،، ويتصلّف عن الآثام ،، وينصف في الحكم ،، ويكفّ عن الظلم ،، ولا يطمع فيما لا يستحقّ ،، ولا يعين قويا على ضعيف ،، ولا يسرّ ما يعقبه الوزر والاثم،، ولا يفعل ما يقبّح الذكر والإسم))..
<(**)>وسُئِل حكيم عن الفرق بين"العقل"و"المروءة"؟؟
فقال : ((العقل يأمرك بالأنفع،، والمروءة تأمرك بالأجمل))..
<(**)> وقال الأحنف بن قيس : (( كثرة الضحك تذهب الهيبة ،، وكثرة المزح تذهب المروءة ،، ومن لزم شيئا (أي داوم عليه) عُرِف به ))..
<(**)> وقال ابن سلاّم : (( حدّ المروءة رعي مساعي البرّ ،، ورفع دواعي الضرّ ،، والطهارة من جميع الأدناس ،، والتخلّص من عوارض الإلتباس حتى لا يتعلّق بحاملها لوم ،، ولا يلحق به ذمّ ..
وما من شيء يحمل على صلاح الدين والدنيا ، ويبعث على شرف الممات والمحيا إلاّ وهو داخل تحت "المروءة" ))..
<(**)> وسأل احد الحكماء:من هو الكامل المروءة؟ فقال:(( من حصّن دينه ، ووصل رحمه ، وأكرم إخوانه)).
<(**)> وقال بعض العلماء : (( إتـّق مصارع الدنيا بالتمسّك بحبل "المروءة" ،، وإتق مصارع الآخرة بالتعلّق بحبل التقوى ،، تفز بخير الدارين ،، و تحلّ ارفع المنزلتين .. ولا تفارق "الصبر" فتعظم عليك البلوى ،، ولا "المروءة" فتشمت بك الأعداء ))..
<(**)> وقال بعض الحكماء هذه الأبيات:
ــ إذا جلست وكان مثلك قائما<>فمن"المروءة"ان تقوم وإن أبى
ــ وإذا إتّكأت وكان مثلك جالسا<>فمن"المروءة"ان تزيل المٌتكا
ــ وإذا ركبت وكان مثلك ماشيا<>فمن"المروءة"ان مشيت كما مشى
<><> والمعنى : إذا كان معك من هو بمرتبتك ، او أعلى منك مكانة ، فالواجب عليك بألاّ تميّز نفسك عنه، سواء كنت جالسا او متكئا او راكبا او ما شابه ذلك حتى ولو أذن لك بذلك ..


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد