السبت، 13 أبريل 2013

[(76)] (( توضيح عن حقيقة الجن، وأنواعهم، وعلاقتهم بالبشر، والإضاءة على القرين (الشيطان) الموكل بنا ))

 (( توضيح عن حقيقة الجن، وأنواعهم، وعلاقتهم بالبشر، 
والإضاءة على القرين (الشيطان) الموكل بنا ))

<(!*!)> خلق الله تعالى [الجن] من النار.. وهم يأكلون ويشربون ، ويتناسلون .. وإنّ منهم المؤمن ومنهم الكافر..
*** قال الله تعالى‏:‏ {‏{ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ }}.. سورة ‏الرحمن‏. (أي خلقهم من طرف اللهب‏ ، ومن خالصه، وأحسنه).. 
*** وقال‏:‏ {‏{وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ}}..الحجر.
<><> وقسّم  الله تعالى "الجن" إلى [مسلم] و[كافر] ،،
*** قال تعالى‏:‏ {‏{ ‏وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا  الْهُدَى آمَنَّا  بِهِ‏ }}‏ . .‏{{‏ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ ‏}}.. سورة‏ ‏ ‏الجن‏ .‏
<><> وأما كافرو الجن ، فمنهم الشياطين ، ومقدّمهم الأكبر‏:‏ [إبليس] عدو آدم أبي البشريّة‏ ..‏ وقد سلّطه الله هو وذريته على آدم وذريته‏.‏
<(!**!)> وتكفّل الله عزّ وجل ، بعِصمة من آمن به ، وصدَّق رسله ، وإتبع شرعه منهم ، كما قال في كتابه الحكيم ‏:‏ ‏{{‏إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً‏}}‏ ‏ الإسراء‏ .‏
*** وقال تعالى‏:‏ {‏{ يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا  يُؤْمِنُونَ‏}}..‏‏الأعراف‏
<(!!)> وأن إبليس أنظره الله إلى يوم القيامة، محنة لعباده، واختباراً منه لهم ، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏{ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ‏}‏}.. سورة ‏ سبأ‏ .
 *** وعن عائشة رضي الله عنها  قالت‏؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ [[ ‏خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجان من نار، وخُلق آدم ممّا وُصِف لكم ‏]] رواه مسلم‏.‏

<(!!)> وقال عبد الله بن عمر وإبن عبّاس ، وكثير من عُلماء التفسير‏:‏ (( خُلِقت الجِن قبل آدم عليه السلام بألفي(2000)عام .. وكان قبلهم في الأرض تعيش قبيلة [الحن] وقبيلة [البن].. فسلّط الله عليهما "الجن" ، فقتلوهم وأجلوهم عنها ، وأبادوهم منها ، (ثم) سكنوها (اي الجن) بعدهم، فسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم جنداً من الملائكة فطردوهم إلى جزائر (اي جُزُر) البحور )).‏
<(!!)> وذكر السُدّي في ‏‏تفسيره‏ عن إبن مسعود ، وعن ناس من الصحابة رضي الله عنهم قالوا :‏  (( لما فرغ الله من خلق ما أحب ، إستوى على العرش ، فجعل إبليس على ملك الدنيا ، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم [الجِن] )) ..
<(!**!)> وإنما سمّوا بالجن لأنهم "خُزّان الجنّة"(ومفرد خُزّان خازن)،‏ وكان"إبليس" خازناً للجنّة،هذا بالإضافة إلى ملكه الدنيا.. فوقع في صدره إنما أعطاني الله هذا لمزية (لميّزة) لي على الملائكة‏ )).‏
<(!*!)> ونقل محمد بن إسحاق عن ابن عباس أنه قال : ((  كان إبليس من سكّان الأرض ، ومن أشدّ الملائكة اجتهاداً ، وأكثرهم علماً ، وكان من قبيلة يقال لها الجنّ ))‏.‏
<(*)> وهناك رواية ثانية لإبن عبّاس قال‏:‏ (( كان إبليس من أشرف الملائكة ، وأكرمهم قبيلة ، وكان خازناً على الجنان ، وكان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض .. وكان يسوس ما بين السماء والأرض)).
<(*)> ونقل قتادة عن سعيد بن المسيّب‏ انه قال :‏ (( كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا‏ )).‏
*** قال تعالى‏:‏ ‏{{ ‏وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً‏}}‏ ‏ ‏الكهف‏:‏
<(!!)> فأهبط الله إبليس من الملأ الأعلى ..
*** وذكر تعالى‏ في كتابه العزيز :‏ ‏{{ ‏قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً  * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاّ غُرُوراً * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً}}الإسراء‏:‏62-65‏‏
<><> فنزل إبليس إلى الأرض حقيراً، ذليلاً، مذموماً، مدحوراً، متوعّداً من الله بالنار.. هو ومن إتّبعه من الجنّ، والإنس..
==> إلا أنّه ومع ذلك فإنه يجهد كل الجهد على إضلال بني آدم ، بكل طريق ، وبكل مرصد‏.‏

<(!!)> وجاء في بعض الآثار عن ابن عمر‏ بأن بعض الجنّ مرّوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قائم يصلّي بأصحابه ببطن نخلة ، وهي من أرض مكة .‏.‏ فوقفوا ، فاستمعوا لقراءته‏.‏
<><> ثم اجتمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة ..
**  فسألوه عن أشياء.. أمرهم بها، ونهاهم عنها،
** وسألوه الزاد ..  فقال لهم‏:‏
‏[[ ‏كل عظم ذكر إسم الله عليه، تجدونه أوفر ما يكون لحماً ، وكل روثة علف لدوابكم ،، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يستنجي بهما ،
 وقال‏ :‏ ‏[[ ‏إنهما زاد إخوانكم الجن ‏]]‏‏ .‏
 رواه الترمذي عن جبير،، وابن جرير، والبزّار عن ابن عمر‏.‏
 
<(!!)> فإبليس لعنه الله هو حي الآن، مُنظر من الله إلى يوم القيامة، بنص القرآن ، وله عرش على وجه البحر، وهو جالس عليه ، ويبعث سراياه يلقون بين الناس الشرّ والفتن.. وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{{‏إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً‏}}. ‏ ‏النساء‏:‏ 76‏
=========================
ٍِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ*** عن عُرْوَةَ (بن الزبير رضي الله عنهما) اَنَّ (خالته) عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَتْهُ اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً..
ــ قَالَتْ ((فَغِرْتُ عَلَيْهِ)) ،، ــ فَجَاءَ فَرَأى مَا اَصْنَعُ ،،
ــ فَقَالَ : [[‏مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ اَغِرْتِ]]؟؟
ــ فَقُلْتُ : (( وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ ))؟!! ــ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [[‏أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ]]؟؟‏ 
ــ قَالَتْ : (( يَا رَسُولَ اللَّهِ !! أوَمَعِيَ شَيْطَانٌ ))؟؟؟
ــ قَالَ:[[‏نَعَمْ‏]]. ــ قُلْتُ :  ((وَمَعَ كُلِّ اِنْسَانٍ))؟؟؟  ــ قَالَ: [[ نَعَمْ ]]‏.‏ ــ ــ قُلْتُ : ((وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ)) ؟؟؟  ــ قَالَ:[[‏نَعَمْ.. وَلَكِنْ رَبِّي اَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى اَسْلَمَ]].‏صحيح مسلم 
*** وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ ؛  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :‏[[ مَا مِنْكُمْ مِنْ اَحَدٍ اِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ]]‏.‏ ــ قَالُوا (أي الصحابة) : (( وَاِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ))؟؟؟
ــ قَالَ ‏: [[ وَاِيَّاىَ ،، إِلاَّ اَنَّ اللَّهَ أعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ ،، فَلاَ يَاْمُرُنِي اِلاَّ بِخَيْرٍ ‏]]‏ ‏.‏ صحيح مسلم

<(!!!)> سبحان الله !! فهذه الأحاديث توضّح بأن الإنسان معه [قرين من الجِن]،، وجاءت تسميته بـ [الشَيْطَان] كما هو وارد في رواية عروة إبن الزبير عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.  
***  وهناك رواية أخرى جاء فيها هذه الزيادة : [[ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ]]‏‏‏ ‏.‏
 
<(!!)> وأنا مقتنع بأن الله تعالى قد يُسخّر ملائكته الكرام ليحمي ويحفظ عباده الصالحين والمخلصين .. فقد وردت احاديث صحيحة **  في فضل آية الكرسي، وأن من قرأها في ليلة، لا يقربه الشيطان حتى يُصبِح‏.‏
*** وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ ‏[[ ‏من قال لا إله إلا الله، ** لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، >> وكانت له حرزاً من الشيطان، يومه ذلك، حتى يمسي،  ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر من ذلك‏]] صحيح البخاري .‏
**  وورد بأنه من قرأ كذا ، أو قال كذا ،، حفظه الله حتى يُمسي.. وحتى يُصبِح …
** وكذلك من قال عند خروجه من بيته [[بسم الله توكّلت على الله لا قوّة إلا بالله]] جاءه ملك فرافقه وحماه وحفظه وكفاه من كل سوء حتى يرجع إلى بيته.. 
 <(!!!)> وإنّ قناعتي بأنّ الملائكة - وبإستثناء [رقيب وعتيد]- هم مجموعات ، وليسوا مثل القرين (اي الشيطان) الموكل بنا ، فهو يكون لوحده،،
وانهم (أي الملائكة) يحضرون عند الطلب ، أي عندما نذكر الله وندعوه بما أراده لنا وعلّمنا إياه نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام.
<(!!)> أما القرين (اي الشيطان) الموكل بنا ،، فسواء طلبناه ام رفضناه ، فإنه لا يفارقنا إلاّ عند الممات ، اي بعد أن يطمئن على ثمرة جهوده الخبيثة ، وبأنّ أحدنا قد مات على غير ما  يرضي ربّنا .. نعوذ بالله من غضب الله سبحانه وتعالى..
<(!!!)> وقناعتي فإنّ مُهمّة "القرين" أو"الشيطان" المسموح له فيها معنا هي ((محصورة بالأمور التالية)) :
1 - مُساعدة [النفس الأمّارة بالسوء لإضلال صاحبها والتمرّد على فِطرَته السليمة] ،،
2 - تأجيج الصراع ضدّ [النفس المطمئنّة التقيّة الراضية] ،،
3 -
الوسوسة والإضلال وإبعاد الناس عن طاعة الله،، والحرص الشديد على إدخالهم جهنّم. 
<><> والعياذ بالله من الزَيْغ والضَلال ، ومن شرِّ الشياطين  ووساوسهم.

 
مع جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق