الأحد، 14 أبريل 2013

(( أدب رسولنا الحبيب وحُسن تعامله مع زوّاره من غير المسلمين ))

(( أدب رسولنا الحبيب وحُسن تعامله مع زوّاره من غير المسلمين )) 



<(!!)> ذكر العلاّمة المؤرّخ إبن كثير رحمه الله عن ‏سعيد بن أبي راشد أنه قال : (( لقيتُ ‏ ‏التنـّوخي (وهي من قبيلة عربية ‏‏نصرانية ‏كانت تعيش بمدينة) حمص ، (وكان هذا الرجل هو) "‏رسول (ملك الروم‏) ‏هِرَقـْل ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم" ،،

==> قال
سعيد فقلتُ للتنـّوخي : (( ألا تخبرني عن رسالة ‏هرقل (ملك الروم)‏ ‏إلى النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم ، ورسالة رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏إلى‏ ‏هرقل ))؟؟

==> قال (التنوخي) :"بلى"،قدم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏تبوك ‏فبعث ‏دحية الكلبي‏ ‏إلى ‏هرقل،، فلما أن جاءه كتاب رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏دعا قسّيسي‏ ‏الروم ‏وبطارقتها ،، ‏ثم أغلق عليه وعليهم ‏بابا..

==> فقال ‏هرقل : (( قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم !!

 
وأنه أرسل إليّ يدعوني إلى ثلاث ‏ ‏خصال :‏

1- يدعوني إلى أن أتّبعه على دينه ..

2- أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا،والأرض أرضنا..

3- أو نلقي إليه الحرب .

<><>  والله لقد عرفتم فيما تقرءون من الكتب ، ليأخذنّ ما تحت قدمي ،

فهلمّ نتّبعه على دينه ، أو نعطيه مالنا على أرضنا
))..


فنخروا ‏ ‏نخرة ‏‏رجل واحد ، حتى خرجوا من ‏برانسهم ..

==> وقالوا ‏: (( ‏تدعونا إلى أن ندع النصرانية ؟؟ أو نكون عبيدا لأعرابي جاء من ‏ ‏الحجاز )) ؟؟؟

<><> فلما ظنّ (هرقل) أنهم إن خرجوا من عنده أفسدوا عليه‏ ‏الروم، ‏رفأهم.

==> وقال : ((إنما قلتُ ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم))،،

ثم دعا (هرقل) رجلا من ‏‏نصارى ‏العرب ‏فقال له : (( ادع لي رجلا ((حافظا للحديث عربي اللسان ، أبعثه إلى هذا الرجل (أي رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم) بجواب كتابه))..

ـــ فجاء بي (اي ب
التنّوخي) ، فدفع إليّ‏ ‏ ‏ ‏كتابا ..

==> قال ‏التنوخي : فقال لي هرقل : (( اذهب بكتابي إلى هذا الرجل فما ضيّعت من حديثه، فإحفظ لي منه ثلاث خصال )):

-1- انظر هل يذكر "صحيفته
" التي كتب إليّ بشيء ؟

-2- وأنظر إذا قرأ كتابي فهل يذكر
"الليل" ؟

-3- وانظر في
"ظهره" هل به شيء ‏‏يريبك ‏؟

<(!!)>
فانطلقتُ بكتابه حتى جئتُ [‏تبوك].. ‏فإذا هو (أي رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم) جالس بين ‏ظهراني ‏أصحابه ‏‏مُحتبيا ..

==> فقلتُ : (( أين صاحبكم )) ؟؟

==> قيل : (( ها هو ذا )) ..

<(*)> فأقبلتُ أمشي حتى جلستُ بين يديه ، فناولته كتابي ، فوضعه في حجره ،

*** ثم قال : [[ ممّن أنت ]] ؟؟

ــ فقلتُ : (( أنا أحد ‏ ‏تنّوخ ‏))،،

***‏ قال:[[هل لك في الإسلام‏ ‏الحنيفية‏ ‏ملّة أبيك ‏إبراهيم]]؟‏

<(*)> قلتُ: ((إني رسول قوم ، وعلى دين قوم ، لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم))،،

*** فضحك النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم وقال ‏: [[ {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}]]..

*** يا أخا ‏ ‏تنّوخ : ‏‏[[إني كتبتُ بكتاب إلى ‏ ‏كسرى‏، فمزّقه ، والله ممزقه وممزّق ملكه..


ــ وكتبتُ إلى ‏ ‏النجاشي‏ (وهو غير النجاشي المسلم الذي صلى عليه النبي والمسلمين عند وفاته ، حيث كانوا يسمّون هذا الإسم لكل من يحكم الحبشة ) ‏بصحيفة فخرقها ، والله مخرقه ومخرق ملكه،،

ــ وكتبتُ إلى صاحبك (أي هرقل) بصحيفة فأمسكها ، فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير ]]..

<(*)> قلتُ: (( هذه إحدى الثلاثة التي أوصاني بها صاحبي (أي هرقل) ))،،ثم إنه (أي رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم) ناول الصحيفة رجلا عن يساره ( وهو معاوية رضي الله عنه ، فقد كان كاتب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ) ،،

<(*)> قلتُ: (( من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم ))؟؟

<(*)> قالوا ‏: (( ‏معاوية ))،،

<><> ‏فإذا في كتاب صاحبي (أي هرقل، وكان فيه): ((تدعوني إلى جنّة عرضها السموات والأرض أُعِدّت للمُتّقين،، فأين النار))؟؟؟

*** فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم (يردّ على سؤال الملِك هرقل متعجّبا)‏ : [[ سبحان الله !! أين الليل إذا جاء النهار]] ؟؟

===> قال ‏التنوخي :  فكتبته (اي كتب هذا القول لانه كانت فيه العلامة الثانية من العلامات ال
ثلاث المطلوبة منه) ،،

*** ثم قال لي (النبي عليه الصلاة والسلام) : [[ إنّ لك حقـّاً ، وإنك رسول ،، فلو وجدتّ عندنا جائزة جوّزناك بها (اي أعطيناك إياها كجائزة)،، إنّا سفر ، ‏مرملون ‏( حيث كانوا
في تبوك ، اي خارج بيوتهم الموجودة بالمدينة المنورة ) ‏ ]] ..

===> قال ‏التنوخي :  فناداه رجل من طائفة الناس ، وقال لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ : (( أنا أجوّزه (اي انا أعطيه جائزته) ))،، ففتح ‏رحله ‏‏فإذا هو يأتي بحلّة ‏ صفّورية ، فوضعها في حجري،،

<(*)> قلتُ: (( من صاحب الجائزة )) ؟

==> قيل الي :عثمان ‏(ذو النورين رضي الله عنه)،،

*** ‏ثم قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : [[‏ ‏أيكم يُنزل هذا الرجل (اي من يستضيفه بالمبيت عنده)]] ؟؟

==> فقال فتى من ‏ ‏الأنصار: ((‏ أنا ))..

==> فقام الأنصاري وقمتُ معه ، حتى إذا خرجتُ من المجلس،،

ناداني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏،

*** ‏وقال لي: [[ تعال يا أخا ‏‏تنّوخ ]] ..

<(!*!)> ‏فأقبلتُ أهوي إليه حتى كنتُ قائما في مجلسي الذي كنتُ بين يديه ،،‏

*** ‏فحلّ ( رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم) حبوته ‏عن ظهره

 وقال:[[ ها هنا..امض لما أُمِرْتَ له
(اي انه أرشده الى موقع خاتم النبوّة بظهره
وكان ذلك مما طلبه هرقل من التنوخي]]..

==> فجلتُ في ظهره، فإذا أنا بخاتم في موضع‏ غضون ‏الكتف مثل الحجمة الضخمة..


===> قال ‏التنوخي :  فكتبته (اي كتب ذلك لانه كان العلامة الثالثة) ،،

<(!!)> قال : ثم رجعتُ الى هرقل فأعلمته بكلّ ما "سمعتُ" و"شاهدتّ "ُ من مكارم وفضائل هذا النبي الكريم (صلوات الله وسلامه عليه)..



###################

فسبحان الله !!

ــ
ما أعظم وأجمل خُلُق رسول الله ‏ ‏صلّى الله عليه وسلم!!

ــ وما أروع حُسن تعامله حتى مع غير المسلمين !! وكذلك مع رُسُل أعدائه !!

ــ وإنّ شهادة هذا "التنّوخي النصراني" ، خير دليل على ذلك..

ــ وكذلك رأي وشهادة "هرقل" قيصر الروم ، يوضّحان حقيقة ما أخفاه الكثير من المعاندين الذين أتوا من بعده على مرّ القرون..





وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق