(( أدب رسولنا الحبيب وحُسن تعامله مع زوّاره من غير المسلمين ))
<(!!)> ذكر العلاّمة المؤرّخ إبن كثير رحمه الله عن سعيد بن أبي راشد أنه قال : (( لقيتُ التنـّوخي (وهي من قبيلة عربية نصرانية كانت تعيش بمدينة) حمص ، (وكان هذا الرجل هو) "رسول (ملك الروم) هِرَقـْل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" ،،
==> قال سعيد فقلتُ للتنـّوخي : (( ألا تخبرني عن رسالة هرقل (ملك الروم) إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ورسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ))؟؟
==> قال (التنوخي) :"بلى"،قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فبعث دحية الكلبي إلى هرقل،، فلما أن جاءه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قسّيسي الروم وبطارقتها ،، ثم أغلق عليه وعليهم بابا..
==> فقال هرقل : (( قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم !!
وأنه أرسل إليّ يدعوني إلى ثلاث خصال :
1- يدعوني إلى أن أتّبعه على دينه ..
2- أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا،والأرض أرضنا..
3- أو نلقي إليه الحرب .
<><> والله لقد عرفتم فيما تقرءون من الكتب ، ليأخذنّ ما تحت قدمي ،
فهلمّ نتّبعه على دينه ، أو نعطيه مالنا على أرضنا ))..
فنخروا نخرة رجل واحد ، حتى خرجوا من برانسهم ..
==> وقالوا : (( تدعونا إلى أن ندع النصرانية ؟؟ أو نكون عبيدا لأعرابي جاء من الحجاز )) ؟؟؟
<><> فلما ظنّ (هرقل) أنهم إن خرجوا من عنده أفسدوا عليه الروم، رفأهم.
==> وقال : ((إنما قلتُ ذلك لكم لأعلم صلابتكم على أمركم))،،
ثم دعا (هرقل) رجلا من نصارى العرب فقال له : (( ادع لي رجلا ((حافظا للحديث عربي اللسان ، أبعثه إلى هذا الرجل (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) بجواب كتابه))..
ـــ فجاء بي (اي بالتنّوخي) ، فدفع إليّ كتابا ..
==> قال التنوخي : فقال لي هرقل : (( اذهب بكتابي إلى هذا الرجل فما ضيّعت من حديثه، فإحفظ لي منه ثلاث خصال )):
-1- انظر هل يذكر "صحيفته" التي كتب إليّ بشيء ؟
-2- وأنظر إذا قرأ كتابي فهل يذكر "الليل" ؟
-3- وانظر في "ظهره" هل به شيء يريبك ؟
<(!!)> فانطلقتُ بكتابه حتى جئتُ [تبوك].. فإذا هو (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) جالس بين ظهراني أصحابه مُحتبيا ..
==> فقلتُ : (( أين صاحبكم )) ؟؟
==> قيل : (( ها هو ذا )) ..
<(*)> فأقبلتُ أمشي حتى جلستُ بين يديه ، فناولته كتابي ، فوضعه في حجره ،
*** ثم قال : [[ ممّن أنت ]] ؟؟
ــ فقلتُ : (( أنا أحد تنّوخ ))،،
*** قال:[[هل لك في الإسلام الحنيفية ملّة أبيك إبراهيم]]؟
<(*)> قلتُ: ((إني رسول قوم ، وعلى دين قوم ، لا أرجع عنه حتى أرجع إليهم))،،
*** فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال : [[ {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}]]..
*** يا أخا تنّوخ : [[إني كتبتُ بكتاب إلى كسرى، فمزّقه ، والله ممزقه وممزّق ملكه..
ــ وكتبتُ إلى النجاشي (وهو غير النجاشي المسلم الذي صلى عليه النبي والمسلمين عند وفاته ، حيث كانوا يسمّون هذا الإسم لكل من يحكم الحبشة ) بصحيفة فخرقها ، والله مخرقه ومخرق ملكه،،
ــ وكتبتُ إلى صاحبك (أي هرقل) بصحيفة فأمسكها ، فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير ]]..
<(*)> قلتُ: (( هذه إحدى الثلاثة التي أوصاني بها صاحبي (أي هرقل) ))،،ثم إنه (أي رسول الله صلى الله عليه وسلم) ناول الصحيفة رجلا عن يساره ( وهو معاوية رضي الله عنه ، فقد كان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ،،
<(*)> قلتُ: (( من صاحب كتابكم الذي يقرأ لكم ))؟؟
<(*)> قالوا : (( معاوية ))،،
<><> فإذا في كتاب صاحبي (أي هرقل، وكان فيه): ((تدعوني إلى جنّة عرضها السموات والأرض أُعِدّت للمُتّقين،، فأين النار))؟؟؟
*** فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يردّ على سؤال الملِك هرقل متعجّبا) : [[ سبحان الله !! أين الليل إذا جاء النهار]] ؟؟
===> قال التنوخي : فكتبته (اي كتب هذا القول لانه كانت فيه العلامة الثانية من العلامات الثلاث المطلوبة منه) ،،
*** ثم قال لي (النبي عليه الصلاة والسلام) : [[ إنّ لك حقـّاً ، وإنك رسول ،، فلو وجدتّ عندنا جائزة جوّزناك بها (اي أعطيناك إياها كجائزة)،، إنّا سفر ، مرملون ( حيث كانوا في تبوك ، اي خارج بيوتهم الموجودة بالمدينة المنورة ) ]] ..
===> قال التنوخي : فناداه رجل من طائفة الناس ، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا أجوّزه (اي انا أعطيه جائزته) ))،، ففتح رحله فإذا هو يأتي بحلّة صفّورية ، فوضعها في حجري،،
<(*)> قلتُ: (( من صاحب الجائزة )) ؟
==> قيل الي : عثمان (ذو النورين رضي الله عنه)،،
*** ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [[ أيكم يُنزل هذا الرجل (اي من يستضيفه بالمبيت عنده)]] ؟؟
==> فقال فتى من الأنصار: (( أنا ))..
==> فقام الأنصاري وقمتُ معه ، حتى إذا خرجتُ من المجلس،،
ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
*** وقال لي: [[ تعال يا أخا تنّوخ ]] ..
<(!*!)> فأقبلتُ أهوي إليه حتى كنتُ قائما في مجلسي الذي كنتُ بين يديه ،،
*** فحلّ ( رسول الله صلى الله عليه وسلم) حبوته عن ظهره
وقال:[[ ها هنا..امض لما أُمِرْتَ له (اي انه أرشده الى موقع خاتم النبوّة بظهره وكان ذلك مما طلبه هرقل من التنوخي]]..
==> فجلتُ في ظهره، فإذا أنا بخاتم في موضع غضون الكتف مثل الحجمة الضخمة..
===> قال التنوخي : فكتبته (اي كتب ذلك لانه كان العلامة الثالثة) ،،
<(!!)> قال : ثم رجعتُ الى هرقل فأعلمته بكلّ ما "سمعتُ" و"شاهدتّ "ُ من مكارم وفضائل هذا النبي الكريم (صلوات الله وسلامه عليه)..
###################
فسبحان الله !!
ــ ما أعظم وأجمل خُلُق رسول الله صلّى الله عليه وسلم!!
ــ وما أروع حُسن تعامله حتى مع غير المسلمين !! وكذلك مع رُسُل أعدائه !!
ــ وإنّ شهادة هذا "التنّوخي النصراني" ، خير دليل على ذلك..
ــ وكذلك رأي وشهادة "هرقل" قيصر الروم ، يوضّحان حقيقة ما أخفاه الكثير من المعاندين الذين أتوا من بعده على مرّ القرون..
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق