الأحد، 14 أبريل 2013

[(121)] (( توجيهات أبويّة هامّة وحكيمة تتعلّق بالتربية السليمة ))

(( توجيهات أبويّة هامّة وحكيمة تتعلّق بـ"التربية السليمة" ))

<(*!*)> ذكر المؤرِّخون بأن الحسن بن سهل تولّى إمارة "المدينة المنوّرة" في زمن العبّاسييِّن.. وكان ولده "إبراهيم" عالماً
وأديباً معروفاً وفارساً .. وكان راجح العقل، وفاضلاً في رأيه وفي جميع أموره ..
==> ولهذا كان أبوه معجبا به وبتصرّفاته منذ  صغره.. <><> وفي زمن صباه دخل عليه بغتة في "يوم عيد" لينظر الى حاله وهيئته في مثل ذلك اليوم كيف هي؟؟
<(**)> فوجده وحده ليس عنده أحد يؤنسه ويستريح الى مجالسته ، ويقطع به نهاره..
<><> فأنكر ذلك عليه ولم يرضه منه..
===> وقال له: (( يا بنيّ !! ما لك منفردا ؟ ولا أرى أنيساً عندك ، ولا ملهيّاً بقربك؟!!
<><> وإنما كان ينبغي لك أن تكون قد أعددتّ لهذا اليوم"جليسا"
  [(بحيث تكون مواصفاته كالآتي)]:
(1) أديبا ، (2) عالما بالأخبار ، (3) وحكيما ، (4) ومسامرا ظريفا ، (5) وراويا للأشعار ، (6) ودمثا (نبيل الخُلُقِ‏)، (7) وحصيفا (محكم الرأي)، (8) ومنذرا ، (9) وطيّبا ، (10) وبريئا ، (11) وملهيا ، (12) وغردا (مجيدا للكلام وبصوت عذب) ، (13) وحاذقا ، (14) ومصيبا )).. 

===>(( يا بنيّ !! 
أوما علمت ان مجالسة أهل "الطُرف والأدب"  
 [(يكون فيها الآتي)]:
 -1- حياة للقلوب ، -2- ، ومنبّهة للعقول ، -3- وزيادة في المروءة ، -4- وتحشد على طلب معالي الأمور ))..
<><> وقد قال أحد الحكماء :
(( كم من نفس أصيلة أخملها صناعة التأدّب!!!
وكم من نفس وضيعة قد رفعها الأدب!!! )).. 

===> (( يا بنيّ !! إن الأدب أخفّ محملا من الجوهر الثمين ، وأنفع من المال الطاهر ، وأحسن من الرياش ، وأنجى من الجيوش في الشدائد ، وأزين في الرخاء من مدخور العلائق ، وأجود في المحافل من نفيس الذخائر ، وإنس في الوحدة من القرائن،وأجمع في الغربة من الوطن)) 
===> (( يا بنيّ !! أوما علمت ما قال بعض حكماء العرب؟! إذ يقول لإبنه : << يا بنيّ [أطلب العلم، وأحرص على الأدب فإن فيهما (الآتي)]:
(1) زيادة في العقل ، (2) ودليل علي الخير ، (3) وعون علي المروءة ، (4) ووصلة في المجالسة ، (5) وشفيع أمام الحاجة ، (6) وانس في الوحدة ، (7) وصاحب في الغربة ، (8) ووسيلة إلى أهل العلم والجدّ ، (9) وسبب إلي الدنو من أهل الشرف والمقدرة
>> )).. 
===> (( يا بنيّ !! ما رأيت كيف "يعلّم العالم" العالم ؟! و"يأنس الجاهل" بالجاهل؟!)).. 
===> (( يا بنيّ !!
أوما تعلم  ما يين المرء وما ينقضه، ويخلّ بمروءته، ويضع من قدره ، ويخمل شرفه
 (هو الآتي) :

-1- تركه طلب العلم والأدب ، -2- ورغبته عنهما ، -3- وزهده فيهما ، -4- وقلّة معرفته بفضلهما ، -5- وجهله بعظيم قدرهما. 
<><> وقد قال خالد بن صفوان : ((ما الإنسان لولا الأدب إلاّ صورة مصوّرة ، ونهمة مهملة)).
<><> ولقد أنشدني أبو الهذيل العلاّف في مثل ذلك :
إذا لم يكن للمرء عقل يزيّنه <> ولم يكن ذا دين قويم ولا أدب 
فما هو إلاّ ذو قوائم أربع <> وإن كان ذا مال كثير وذا حسب. 
والمعنى
: (إذا كان الشخص ناقص العقل والدين والأدب ، فيصبح كالدابة وإن كان ثريّا وصاحب حسب ونسب)..

<><> ولله درّ الخليفة عمر بقوله : (( كرم المرء تقواه <>  ومروءته خلقه <> وحسبه دينه))..
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
سبحان الله ما أجمل تراثنا المّضيء !! وما أروع علماء صدر الإسلام الذين إهتمّوا كثيرا في تربية اولادهم تربية سليمة قائمة على طلب العلم والأدب مع بعضهما البعض.  
 
وتقبلوا جميل تحياتي .. المستشار محمد الأسعد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق