الأحد، 14 أبريل 2013

[(128)] ((الفوائد المأخوذة من قصّة الصحابي [أُوَيْس القرني] مع الخليفة [عمر] رضي الله عنهما ))

  ((الفوائد المأخوذة من قصّة الصحابي
[أُوَيْس القرني] مع الخليفة [عمر] رضي الله عنهما ))
 
<(!!!)> وردت هذه القصّة عند إماميْن كبيريْن من عُلماء الحديث الشريف ، وإني انقلها بشكل مُختصر مع التصرُّف في بعض الشروحات وذلك حِرصا مني على عدم الإطالة..
فعن
أُسَير بن  عمرو انه قال‏:‏ كان 
عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم‏:‏ 
 ((أفيكم أويس بن عامر (القرْني) ‏))؟؟  حتى أتى على أويس  رضي الله عنه..
==> فقال له‏ :‏ (( أنت أويس بن عامر ))؟‏؟‏ 
 ==> قال‏:‏ "نعم" ،
 ==> قال عمر:‏ (( سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول :
[[‏ يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن ... له والدة هو بها برّ ، لو أقسم على الله لأبرّه ، فإن إستطعتَ أن يستغفر لك فافعل]].
<(!!)> ثم قال له: ((فإستغفر لي))..فاستغفر(أويس) له.
 ==> فقال له عمر: (( أين تريد‏ ))؟؟  قال‏:‏ "الكوفة"،
 ==> قال عمر:(( ألا أكتب لك إلى عاملها‏ ‏))؟؟ اي اراد عمر ان يعطيه كتاب توْصيَة ليهتمّ به أمير الكوفة ويساعده فيما يحتاجه .. 
 ==> فقال أويس:"أكون في غبراء الناس ( أي من عامتهم) أحبّ إليّ" ..
 <(!!!)> فلما كان من العام المُقبل حجّ رجل من أشرافهم (أي من الكوفة مقطن أويس ، فوافق عمر (أي إلتقاه).. فسأله عن أويس ..
 ==> فقال ‏:‏ (( تركته رثّ البيت ، قليل المتاع ))..
 ==> قال عمر:(( سمعتُ رسول الله يقول‏‏ (وذكر له الحديث السابق)..
<(!!)> فلمّا رجع الرجل الى الكوفة أتى "أويسًا"، فقال له : ((إستغفر لي))..
==> قال‏ أويس:‏ "أنت أحدث عهدًا بسفر صالح ، فإستغفر لي‏".‏
 <(!!!)> ولمّا لاحظ ‏ أويس بأن خبر صلاحه بدأ ينتشر بين الناس ، وعرفوا بأنّه مُستجاب الدعوة.. كما أنه لاحظ بأنهم قاموا يبالغوا في تعظيمه ويقصدونه ليدعو الله لهم.. 
==> لهذا تركهم على الفور وإنطلق على وجهه‏ متواريّا عن أنظارهم حتى لا يُفتتنوا به وبصلاحه.‏
#####################


ويُستفاد من هذه الحادثة عدّة فوائد هامّة :

1- لقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرجل العظيم [أويس القرني] على برّه بوالدته ، وأصبح بذلك مُستجاب الدعوة ، وبأنه لو أقسم على الله لأبرّه .
2- جواز التعريف بالأتقياء الصالحين ، والإهتمام بهم ، والتقرُّب الى الله بتلبية حاجاتهم ، ومساعدتهم على أمور حياتهم.
3- من صِفات الصالحين عدم التعالي والترفـُّع والتميّز عن عامّة الناس .
4- جواز طلب الدعاء من الصالحين ، وجواز إستغفارهم للآخرين.
5- ويُستفاد ايضا بأنه يُستحب للأتقياء الصالحين التواري عن الأنظار عندما يُفتتن الناس بهم وبصلاحهم ، وذلك بتغيير مكان مُصلاّهم وألخ...
6- وبأنّ دعوة المُسافر مُستجابة ، وبالذات عندما يكون السفر للطاعة والعِبادة. 


   
وتقبّلوا جميل تحياتي
،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق