الأحد، 14 أبريل 2013

[(117)] (( إضاءات على تصرّفات زوجيّة تؤدِّي الى فشل الأسرة وتدميرها ))

 (( إضاءات على تصرّفات زوجيّة تؤدِّي الى
فشل الأسرة وتدميرها ))
<(*!*)> هذه الإضاءات الهامة تتعلّق بطلاق الخليفة "عبد الملك" لزوجته "لُبابة" التي كان يُحبّها كثيراً.. 
==> وبما أن مثل هذه القصَّة تتكرّر بإستمرار وتُسبّب في تدمير [العائلات] التي هي "أساس المجتمع"..
==> لهذا رأيتُ أن أعرض لكم تلك القصَّة مع تعليقاتي عليها..
—————————
<(*!*)> فقد ذكر "إبن خلكان بأنّ "لـُبابة" بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كانت تحت [عبد الملك بن مروان] فطلّقها، (أي انها كانت زوجة للخليفة الأموي عبد الملك)،،
<(*!*)> وكان سبب طلاقه لها، هو أنه عضّ تفـّاحة ثم رمى بها إليها، (أي أنه أكل لقمة من تفـّاحة ثم أعطاها إياها..وكان يريد ملاطفتها والتقرّب منها وإظهار مودّته لها ومكانتها عنده)،،
<(!*!)> فأخذت (زوجته) السكّين وحزّت من التفاحة ما  لامسّ فمّه منها،،
ــ فقال‏ الخليفة لها: (( ولِمَ تفعلين هذا ))!!‏؟ (حيث إستغرب هذا التصرّف الاسفزازي منها)‏ ..
ــ فقالت‏:‏ (( أزيل الأذى عنها )) ،، ( فقد أعلمته بأنها تزيل ما علق من من آثار فمّه عليها ،، وسمّت ذلك بالأذى)..
<(!*!)> فطلّقها عبد الملك‏.. ( لأنه شعر بأنها قد أهانته وجرحت كرامته بفعلتها هذه ثم بردِّها القاسي عليه) ]].‏

*** وتعليقي على هذه الحادثة يتناول عدّة أوجه وهي:

1 - *** لقد أخطأت الزوجة عدّة أخطاء شنيعة :
<==> أولاً : كان الواجب عليها أن تأخذ من زوجها تلك التفّاحة التي أهداها إياها فتأكل شيئا منها من الطرف المقابل للمكان الذي أكل منه ثم تترك الباقي ، وفي حال نفورها وعدم تمكّنها من أكلها ، بإمكانها أن تشكره على إكرامه لها، ثم تعلمه بأنها ستحتفظ بها إلى وقت آخر ،، بدلا من إزالتها لذلك الموقع بالسكين بهذا الشكل المهين والبعيد عن اللياقة والإحترام،، حتى ولو كان الزوج مريضا في فمه..
<==> ثانيا : وكان الواجب عليها بألاّ تخبر زوجها بأنها تزيل الأذى عن ذلك الموقع الذي لامس فمه التفاحة ،، بل كان يمكنها أن تصحّح خطأها على الفور ، وذلك بالإعتذار له ،، وتعلمه بأنها لم تكن تقصد شيئا ، بل كان ذلك مُجرّد عبث ولهو منها.

2 - *** ولقد أخطأ الزوج خطأ كبيراً وهو :
<==> كان الواجب عليه أن ينصح زوجته ، وينبّهها لذلك الخطأ الذي وقعت فيه ، وسبّب بإزعاجه ،، قبل تدمير حياتهم الزوجية بهذه السرعة ،، وبالذات إذا كانا يعيشان حياة سعيدة مع بعضهما.
<==> كما أني أرى بأنه من الأفضل للزوجين أن يهتمّا كثيرا بالإحترام الكبير فيما بينهما ..
<==> وعليهما أن يقومان بتعطيل [ميزان] الحساسيّة فيما بينهما ،، ويستعملان بدلا عنه [قبّان] التعاون والتفاهم والنقاش الهاديء والهادف.

3 - *** فأنا أعتقد بأن الزوجة كانت كارهة لزوجها ، ونافرة منه بشكل تام … وكان كل همّها هو ان تنال حرّيتها وتخرج من ذلك [[القفص المذهّب والمرصّع بأغلى أنواع الجواهر]] ..
*** ولهذا فقد تعمّدت إستفزازه وإغضابه كي يثور عليها ويطلّقها.. وقد نجحت بذلك..
<><> وأنا على يقين بأنها لو تفاهمت معه على الطلاق بغير هذا الأسلوب لفشلت معه كلّيا،،، لأنه كان يحبها كثيرا،،
ولهذا جاءت ردّت فعله نحوها على قدر تلك المحبّة.

4 - *** وإني أرى بأن الزوجة أخذت بأخفّ الضررين عليها وهما:
==> إما التعايش مع زوجها وهي كارهة ،
==> وإما خراب بيتها بالطلاق.
*** كما أرى بأنه كان الواجب على  الزوج أن يهجر زوجته بعض الوقت أو بعض الأيام القليلة إلى أن تهدأ نفسه نحوها،،،
وتكون خلالها قد قامت هي بتطييب خاطره ولو بكلمة أو إبتسامة جميلة،، وألخ…
==> وطبعا فإن مثل هذا الحلّ ممكن أن يكون عند الزوجين المتفاهمين والمقتنعين ببعضهما البعض .. وهو غير متوفر في حالة هذا الخليفة..
<=> امّا في عصرنا فهناك وللأسف نجد الكثير من الرجال كل همّهم ينصبّ على جمال المرأة وجاذبيتها ويغمضون أعينهم عن كافة العيوب فيها حتى ولو أن مسلك تلك ((الجميلة الفاتنة)) كان غير مشرّف لهم والعياذ بالله..
<=> وكذلك فإنّ غالبية النساء في عصرنا ينصبّ كل همّهن على ثراء الزوج ومكانته الإجتماعية المرموقة، ويغمضون أعينهن عن كافة العيوب حتى ولو كان أحدهم من أهل المعاصي والإنحراف والعياذ بالله متجاهلين العواقب الوخيمة التي تنتظرهم، وينسون بان ((الزواج نصف الدين))..
كما جاء عن حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
[[ إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين ..
فليتق الله في النصف الباقي]]. حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

5 - *** أخيراً ونتيجة لإهمال الزوجين وتصرفاتهم الرعناء تبدأ المحاكم والمشاكل ويأتي دور "نشر الغسيل" امام كل الناس وذلك بعد أن يصل كل طرف منهما إلى هدفه ومبتغاه الدنيء،، ثم يكون مصيرهما هو الطلاق.
>>> وأحياناً كثيرة تنعكس أخطاء الكبار على الصغار ويكون الأولاد هم الضحيّة الأكبر بين الزوجين.. فيضيعوا المساكين ويتشرّدوا..
نسأل الله السلامة والتوفيق للجميع..


 
  وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق