الخميس، 28 فبراير 2013

[(33)] إضاءات تاريخية هامّة على (([أُمّة أتباع الأنبياء والرُسُل] منذ [النبيّ آدم] وحتى[نبيِّنا محمد] عليهم الصلاة والسلام.. مع وقفات ومحطّات لبعض القبائل العربيّة التي إنتشرت في البلاد))

(([أُمّة أتباع الأنبياء والرُسُل] منذ[النبيّ آدم] وحتى[نبيِّنا محمد] عليهم الصلاة والسلام.. مع وقفات ومحطّات 
لبعض القبائل العربيّة التي إنتشرت في البلاد))
 


<[# 1 #]>  لقد بعث اللّه تعالى النبيّ [آدم] عليه السلام الى أولاده وأحفاده ومن تبعهم في زمانه..
<[# 2 #]>  وفي حياته بعث الله إبنه النبيّ [شيت] عليه السلام ليكون عوناً لأبيه بعد أن كثُر الناس وإنتشروا في البلاد.. و[شيت] هو أوّل من بنى الكعبة..
<[# 3 #]>
وفي حياتهما بعث الله حفيدهما النبيّ [إدريس] عليه السلام الذي كان ملكاً على مناطق الصعيد بمصر..
 
<(*!*)> وبعد وفاة إدريس بدأ الناس يشتغلون بتعلّم السِحر والطلاسِم والإهتمام بكل ما يُقرّبهم من طُريق الشيطان.. وبدأ إبليس عدوّ جدّهم [آدم] وعدوِّهم يُغري ضعاف النفوس منهم.. وقام يجنّدهم للخروج على دين الفطرة ، وعن تعاليم أنبيائهم عليهم السلام..
وكان زمنه زمن حضارات وتطوّر ورُقيّ .. حيث إنتشرت الصناعات والزراعة والعلوم والفنون وعِلم الحساب والفلَك والطبّ واللغات الكثيرة والتفنّن ببناء القصور وأماكن العبادة ، وكذلك وُجدت الإختراعات العامّة لتُسهَِّل المعيشة لبني البشر.. فعاش الناس في راحة وسعادة وإستقرار..
<(*!*)> وفي هذا الجوّ المشحون بالسموم الوثنية التضليليّة ، والمكائد الشيطانية التشكيكيّة 
<[# 4 #]>
أرسل الله النبيّ [نوح] عليه السلام - حفيد الملِك الحكيم النبيّ [إدريس] - ليطهّرهم من كُفرهم وشِركِهم.. فأهلك الله "الأمم المُكذّبة" بواسطة الطوفان، ونجّى من آمن منهم..
<(*!*)> وعاش [نوح] (950) عامًا.. وهو أوّل رسول أرسله الله للبشريّة..

<(!!**!!)> وقد إختصّه الله تعالى بأن جعله من <[أُولي العزم من الرُسُل الخمسة]> وهم:
1- [نوح] ، 2- [إبراهيم] ، 3- [موسى] ، 4- [عيسى] ، 5- ورسولنا [مُحمّد] خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام..
<[# 5 #]> ومن بعد الطوفان تمّ حصر"النبوّة" و"الرِسالة" في ذُُرِّيَّة [(سام بن نوح)] عليه السلام دون ذُُرِّيَّة أشقّائه "حام" و"يافث" او غيرهما من الناس وذلك طيلة الفترة التي امتدّت من الطوفان حتى مجيء إبراهيم الخليل.
<(***)> قال الله تعالى:‏ {{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ }}‏‏. سورة ‏الحديد‏:‏ 26‏ ‏‏.
<[# 6 #]> ثمّ بعث الله النبيّ [إبراهيم الخليل]عليه السلام.
<[# 7 #]> فحُصِرت "النبوّة" و"الرِسالة" في رسول الله النبيّ [إبراهيم الخليل] عليه السلام وبولدَيْه وهما :
ــ (1) النبـيّ [اسماعيل] جــدّ  رسولنا وحبيبنا  النبيّ [مُحمّد] عليهم السلام ..
ــ (2) والنبيّ [إسحاق] والد النبيّ [يعقوب أي(إسرائيل)] عليهم السلام ..
<[# 8 #]> وحُصِرت"النُبوّة" و"الرِسالة" بذُُرِّيَّة [اسماعيل] و[إسحاق] لوحدهما.‏.
<(*!*)> وكان النبيّ [إبراهيم الخليل] وبمُساعدة ولده النبيّ [اسماعيل] عليهما السلام قد أعادا بناء "الكعبة المُشرّفة" في مكّة المُكرّمة على قواعدها الأصلية التي وضعها النبي [شيت بن آدم] عليهم السلام.. ثم وبمُساعدة ولده النبيّ [إسحاق] قاما ببناء "بيت المقدس" في فلسطين، وكانت الفترة بين بناء المسجدين هي 40 عاما.
<(!!**!!)> وذكر المؤرِّخون بأنّ عدد "الرسُل" التي أرسلها الله للبشريّة هم  316 رسولاً..
<(!*!)> ويقال بأن عدد "الأنبياء" كان 124 ألف نبيِّ .. وغالبيتهم كانوا من بني إسرائيل‏ الذين يرجع نسبهم الى النبي [يعقوب] المُلقّب بـ (إسرا ئيل) أي "عبد الله" بالعربية.. وهو إبن [إسحاق] بن [إبراهيم] عليهم السلام.. 

<><> وبالنبيِّ [عيسى بن مريم] عليه السلام خُتِمت "النبوّة" و"الرِِِسالة" في ذُُرِّيَّة النبيّ [إسحاق] وفي كل بني إسرائيل..
<[# 9 #]> ثم أخيراَ وبحفيد النبي [اسماعيل] إنتهت "النبوّة" و"الرِسالة" في العالم أجمع ..
<(!!***!!)>
حيث خُتِمتا بسيّد ولد آدم، وسيّد الأنبياء والمُرسلين، رسولنا وحبيبنا "مُحمّد" صلّى الله عليه وسلم..


*** قال تعالى :‏ {{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ‏ }}. ‏سورة الحديد‏: ‏26‏ ‏‏.‏ 
<(!*!)> وكان من بعد الطوفان بفترة وجيزة قد ملك مدينة [بابِل] طاغية كبير هو:"نمروذ"إبن كوش بن كنعان بن حام بن [نوح].. فقام يُجبر الناس على عبادة الأوثان، كما جاء في كتاب الطبقات الكبرى، وذكر المؤرِّخون بأنه وقعت يومئذ في بابِل مُشكلة أدهشت الناس وفرّقتهم.. حيث تبلبلت لغة الناس.. وكان أبناء [نوح] وأولادهم قد ناموا بالمساء على لغتهم "السريانية" وفي الصباح إستيقظوا فوجدوا انفسهم غُرباء بألسنتهم لا يفهمون كلام بعضهم البعض.. فقد علّمهم الله تعالى اثناء نومهم (بواسطة الإلهام) لغات جديدة مكان لغتهم..
==> ومن هنا إنتشرت اللغات المتعدِّدة.. فصار لبني [سام] 18 لسانا، ولبني [حام] 18 لسانا، ولبني [يافث] 36 لسانا..
<(!!!)> ففهّم الله"العربية"الى (بعض أبناء سام بن [نوح]، وهم: -1- [طسم بن سام] ، -2- و [عمليق بن سام] (وهو ابو العماليق كلهم ومن بينهم فراعنة مصر)، -3- وأبناء وأحفاد [إرم بن سام] ، -4- و[ارفخشد بن سام].
<(!!!)> والعرب ينقسموا الى نوعين هما: [عارِبة] و[مُستعربة‏].‏
==> فـ [العرب العارِبة] هم: ((عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل والعمالقة وجرهم وحضرموت وحضوراء وبنو ثابر وغيرهم)).. وتسمّى هذه الأمم بـ [العرب العارِبة] لأن لسانهم الذي جُبلوا عليه كان"العربية".
==> وكانت العرب تسمّي (بني قحطان بن عابر) و(بني [اسماعيل بن إبراهيم] عليهما السلام)  بـ [العرب المُستعربة] لأنهم كانوا لا يتكلّمون بلسان هذه الأمُم حتى سكنوا بين أظهرهم‏،، لأنّ لغة (عابـِر) كانت في الأصل"سريانية"، إمّا لغة [إسماعيل] عليه السلام فكانت في الأصل"عبرانية"..
فتعلّم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كانوا في زمانهم ، وممّن كان قبلهم من قوم عاد وثمود ومعاصريهم..
وتعلّم [اسماعيل] عليه السلام وذرّيته اللغة العربية من ((قبيلة جرْهم العربية اليمنية)) حين نزلوا بمكّة ضيوفاً عليه وعلى أمّه السيِّدة [هاجر] رحمها الله..‏
*** وقد ورد في صحيح مسلم عن وَاثِلَةَ بْنَ الاَسْقَعِ أنه قال؛
كان رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [[ اِنَّ اللَّهَ إصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ اِسْمَاعِيلَ ، وَإصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَإصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَإصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ]]‏.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
((وإليكم بعض الوقفات والمحطّات للقبائل العربيّة التي إستقرّت بأرض [اليمن] وذلك لطبيعتها وخصوبة أرضها ووفرة مياهها..ومن هناك إنتشر بعضهم في البلاد المجاورة كـ [مكة والمدينة ونجد والعراق وبلاد الشام ومصر وغيرها] )).
*** قال الله تعالى‏:‏ ‏{{‏ ‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ‏ }}‏. سورة ‏الحجرات‏:‏ 13‏ ‏‏.‏
==> قال علماء النسب‏:‏ يقال "شعوب"، ثم "قبائل"، ثم "عمائر"، ثم "بطون"، ثم "أفخاذ"، ثم "فصائل"، ثم "عشائر‏"..‏ و[العشيرة] أقرب الناس إلى الرجل، وليس بعدها شيء‏.‏ ‏ ‏
==> وقال العلاّمة المؤرِّخ إبن كثير: كانت العرب تسمّي كل من ملّك [اليمن]"تُبَّعاً"،ومن ملك [الشام] مع الجزيرة "قيصر"، ومن ملك [الفرس] "كسرى"، ومن ملك [مصر]"فرعون"، ومن ملك[الحبشة]"النجاشي"..
ــ وكان من اشهر ملوك اليمن هو الملك "عبد شمس" المُلقّب بـ "سبأ".. فهو ((عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر)).. 
ــ وكان له "10 أولاد".. سكن 6 منهم في ((اليمن)) وهم : [مذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وِحِمْيَر]..
وسكن 4 منهم ((ببلاد الشام)) وهم : [لخم، وجذام ، وعاملة ، وغسّان].

ــ وكان الملك [سبأ] أوّل من بنى "سد مأرِب"، وسلّط إليه 70 وادياً يفد إليه، وجعل له 30 منفذا يخرج منها الماء.. وقد مات ولم يكمل بناؤه.. فكملته قبيلة ولده [حِمْيَر] من بعده.. وكان إتساعه فرسخاً في فرسخ‏..‏ وكانوا في غِبطة عظيمة، وعيش رغيد، وأيام طيبة، حتى أنّ المرأة كانت تمرّ بالمكتل (السلّة) على رأسها فتمتليء من الثمار ممّا يتساقط فيه، من نضجه وكثرته‏.‏
*** قال الله تعالى‏:‏ ‏{{ ‏لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ‏}}..‏ ‏سورة ‏سبأ‏:‏ 15‏ ‏‏.‏
==> وكانت الملكة ((بلقيس)) زوجة النبي [سليمانٍ] عليه السلام، تـُعتبر هي والملك [سَيْف بن ذي يَزَن] من أشهر ملوك قبيلة [حِمْيَر بن الملك سبأ]..    
==> وكان الناس بأرض اليمن يعيشون في غبطة عظيمة، وأرزاق وثمار وزروع كثيرة.. وكانوا مع ذلك على الإستقامة والسداد وطريق الرشاد.. فلما بدّلوا نعمة الله كفراً وعدلوا عن الهُدى إلى الضلال أرسل الله عليهم "سيْل العرِم"، كما *** قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏{ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ‏}} سورة سبأ‏:‏ 16-17‏‏‏.‏
==> ولما أصيبوا بـ"سيْل العرِم" هلكت أموالهم، وخربت بلادهم، وإحتاج [أهل مأرب] الذين كان لهم السدّ ان ينتقلوا عنها.. فتفرقوا في غور البلاد ونجدها..
ـ1ـ  فنزلت طوائف منهم [الحِجاز]، ومنهم "خزاعة" نزلوا ظاهر [مكة]،
ـ2ـ  ونزلت طوائف أخرى منهم [المدينة المنورة]، وهم "الأوْس والخزْرج" فكانوا أوّل من سكنها‏.‏. ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود ، هم‏:‏ بنو قينقاع، وبنو قريظة، وبنو النضير، فأقاموا عندهم‏ في المدينة على شروط  ولكنهم لم يفوا بها، بل استطالوا عليهم.. وبعدها نشبت بينهم معارك متتابعة..
ـ3ـ  ونزلت طائفة منهم [بلاد الشام]، وهم‏:‏"غسّان" و"تنّوخ"، و"تغلب"، و"عاملة"، و"بهراء"، و"لخم"، و"جذام" وغيرهم..
وكانوا قد تنصّروا عندما وصلتهم دعوة النبي [عيسى] عليه السلام.. وبعدئذ ولمّا وصلت الفتوحات الإسلامية المباركة الى بلادهم كانوا أوّل من إنشرح قلبه لها ودخلوا الإسلام على الفور.

—————————————
<(*!*)> قال إبن عبّاس‏:‏ وبقي باليمن 6 قبائل، وهم: مذحج، وكندة، والأشعريون، وأنمار‏ أبو خثعم، وبجيلة، وحِمْيَر‏.‏
وإستمرّ فيهم المُلك حتى سلبهم ذلك "أبرهة" ملك الحبشة نحواً من سبعين سنة‏..
ثم عاد فحرّرها منه ملك اليمن [ سَيْف بن ذي يَزَن الحِمْيَري] بن ذي اصبح بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن ابرهه بن الحارث بن قيس بن صفي بن "حِمْيَر بن سبأ" بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر.
وكان قد إتخذ من "قصر غُمْدَان" مقراً  له .. وللعلم فهذا القصر هو من القصور التي بنتها الشياطين للملكة [بلقيس] بأمر من النبي [سليمان] عليه السلام..
==> وكان الملك [ سَيْف بن ذي يَزَن الحِمْيَري] عاقِلاً حَكيماَ.. وكان عالماً بعلوم وأخبار الأقدمين، ومُطّلِع على كثير من الكُتب التي ورثها عن أجداده ملوك وأمراء العرب الذين إستقرّوا باليمن وما حولها، والذين توارثوها عن الأنبياء السابقين وعن العلماء والمؤرّخين الكبار، والتي كانت توضِّح بأنّ النبوّة المُشَرِِّفة ستنتهي وتُخْتم بنبيٍّ عربيٍّ هاشميِّ من مكّة، وبأنّ علامات ظهوره ووقتها كان متطابقا مع عصر ذلك الملك العالم والحكيم.. وقد أسرّ بذلك لسيّد مكّة [عبد المُطّلِب] الذي هو جدّ نبيّنا وحبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم ، حيث أوصاه بالإهتمام به وحمايته.. ثم قام ينتظر بعثته على أحرِّ من الجمر ليؤمِن به ويناصر رسالته السماويّة.. ولكنه توفي قبل البعثة النبويّة المُباركة.. 
==> ومن أشهر وأعظم رجال القبائل العربية التي إستقرّت في [بلاد الشام] هو الأمير [يوسف آل سَيْفا الغسّاني] أحد أحفاد ["غسّان بن سبأ" بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر].. حيث إتخذ من بلدة [عكّار العتيقة] الحصينة عاصمة له.. وقد وصل حكمه من نهر بيروت حتى مدينة حلب.. وكان مشهوراً بالعدل والكرم مثل أجداده العرب السابقين،، وهو إبن عمّ الملك الحكيم [ سَيْف بن ذي يَزَن الحِمْيَري].


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

الأربعاء، 27 فبراير 2013

[(32)] إضاءات تاريخية هامّة على (( "أصل العرَب"، والفَرْق بين "العَرَب العَارِِِبَة" و"المُسْتَعربَة" ‏))

((أصل العرَب"،والفَرْق بين"العَرَب العَارِِِبَة"و"المُسْتَعْربَة"))

 
<(!!**!!)> جاء في كتاب الطبقات الكبرى بأنّ ذُُرِّيَّة أبناء [نوح] عليه السلام (وذراريهم) إستمرّوا على الإسلام، (حوالي 300 سنة) ، حتى ملك نمروذ ، (وهو ليس النمروذ الذي كان في زمن النبي إبراهيم عليه السلام) ، فهذا الملِك هو إبن كوش بن كنعان بن "حام" بن [النبي نوح] عليه السلام..

(والنمروذ هذا هو الذي غيّر وبدّل دين ربّ العالمين).. حيث أنه دعى الناس إلى عبادة الأوثان ففعلوا..
<(!*!)> فأمسوا (أي أبناء نوح وذراريهم) وكلامهم <السريانيّة> (وهذه اللغة كانت لغة الآباء والأجداد لذلك العصر وقبله حتى عصر النبي آدم) ، ثم أصبحوا وقد "بَلْبَلَ الله ألسنتهم" ، فجعل لا يعرف بعضهم كلام بعض (بالرغم من انهم كانوا أهل وإخوة وأبناء عمومة)..

<(!!**!!)> ففهّم الله <اللُغة العَرَبَيَة> الى أربعة إخوة من أولاد [(سام‏ بن نوح)] ، وهم : -1- <طَسَمْ> ، -2- و<عِمْليقْ>
(وهو ابو العماليق كلّهم) ، -3- و<إرَمْ> وأبنائه وأحفاده -4- و<ارفخشد>.. 
 
<(!!**!!)> وإنّ العرب مُتنوِّعين الى نوعَيْن، هما:

1-<(عَارِبَة)> و 2- <(مُسْتَعْربَة)‏>.‏
<><>فذهب بعض كِبار المؤرِّخين كإبن إسحاق والطبري الى أنّ
<العَرَب العَارِبَة> هم: "عاد وثمود وطسم وجديس واميم وعبيل والعمالقة وجرهم وحضرموت وحضوراء وبنو ثابر وغيرهم"
<><> وكانت العرب تسمّي"تلك الأمم (أي القبائل المذكورة هنا)" بـ <العَرَب العَارِبَة> لأنّ لسانهم الذي جُبِلوا عليه من البداية هو العربيّة.
<><> فتقول"لـ بني [النبيّ إسماعيل بن إبراهيم]"عليهما السلام، و لـ بني ((قحطان بن عابِر))  ===>
<العَرَب المُسْتَعْربَة‏>.‏.
===> لأنهم كانوا لا يتكلّمون بلِسان هذه الأمُم العربيّة حتى سكنوا بين اظهُرِهم‏.
<(!!**!!)>فقد كانت لُغة <عابِِر> و<اسماعيل> (في البداية هي) "عَجَمِيّة"..إمّا "سِرْيانِيّة"(كلغة عابر)، وإمّا "عِبْرانيّة"(كلغة النبي إسماعيل)..
<><> فتعلّم"بنو قحطان"((العربية)) من (العرب) العاربة ممن كانوا في زمانهم ، وممّن كان قبلهم من عاد وثمود ومعاصريهم..
<><> وتعلّم "(النبي) اسماعيل عليه السلام وذُرِّيّته" ((اللغة العربية)) من "قبيلة جرْهمْ" حين نزلوا بمكّة ضيوفا عليه وعلى أمّه السيّدة العظيمة [هاجَر] رضي الله عنها.. 
<(!!**!!)> وكان نبيّنا محمدِ صلى الله عليه وسلّم من <العَرَب المُسْتَعْربَة‏> لأنه من ولد [إسماعيل] عليه السلام.
<(**)> فقد ورد عن وَاثِلَةَ بْنَ الاَسْقَعِ أنه قال: كان رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: [[
إن الله اصطفى "كنانة" من ولد [إسماعيل]..
وإصطفى "قريشا" من كنانة..
وإصطفى من قريش "بني هاشم".
و"إصطفاني" من بني هاشم ]]. صحيح مسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى مُتابعة هذه الإضاءات المُباركة بإذن الله.


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
 

السبت، 23 فبراير 2013

[(رقم 31)] إضاءات تاريخية هامّة على (( الحقائق الواردة عن"صخرة بيت المقدس" منذ النبي [إبراهيم] عليه السلام الى ما بعد صدر الإسلام ))

 ((الحقائق الواردة عن"صخرة بيت المقدس"
 منذ النبي [إبراهيم] عليه السلام الى ما بعد صدر الإسلام))

 <(!!*!!)> وأبدأ بوصف موجز لـ"صخرة بيت المقدس".. 
===> فهي صخرة عاديّة تماماً ، وإنها متصلة بالجبل الموجود بجوارها.. ويبلغ طولها 18 متراً، وعرضها 14 متراً..والمسجد مبنيٌ حولها.. وهناك "قـُبة" جميلة مرصّعة بالمعادن الثمينة تمّ رفعها فوقها في القرون المتأخِّرة من بعد إنتهاء العصر الذهبي لصدر الإسلام وذلك عندما خيّم "عصر الإنحطاط" على أجواء المسلمين وإنتشر فيهم الكثير من الظلمات والجهل وقاموا يؤلّفون القصص الدينيّة المكذوبة ثم يغلِّفونها بلباس الدين الحنيف ليتقبّلها الناس بسهولة..
 

 <(!!*!!)> وأعرض لكم توضيح العلاّمة [الألوسي] عمّا ذكره الناس عن هذه [الصخرة] وتداولهم لتلك الكذِبة التي أصبحت مشهورة عند غالبية المسلمين في العالم..
===> فقال رحمه الله في تفسير روح المعاني عند تفسير سورة "الإسراء":
(( ومن [(الأكاذيب المشهورة)] (قولهم) أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم العروج (للسماء)،
ــ صعد على "صخرة بيت المقدس" وركب البُراق..
ــ فمالت "الصخرة" وإرتفعت لتلحقه،
ــ فأمسكتها الملائكة..
ــ ففي طرف منها (أي من تلك الصخرة) أثر قدمه الشريف..
ــ وفي الطرف الآخر أثر أصابع الملائكة عليهم السلام..
ــ فهي (أي الصخرة) [(واقفة في الهواء)] قد إنقطعت من كل جهة..
ــ لا يمسكها إلاّ الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض، سبحانه وتعالى )).
-
------------------------------------
<><> لهذا فإني اتمنى منكم الإنتباه لمثل هذه المغالطات الكاذبة..
  <(!*!)> قال العلاّمة [ابن القيم] رحمه الله : (( كل حديث في "الصخرة" فهو كذِب مُفترى )).
<(!*!)> وقال [شيخ الإسلام بن تيمية] رحمه الله:

 إنّ (( أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لم يكونوا يُعظِّمون "الصخرة".. وإنما يُعظِّمها اليهود وبعض النصارى..
وكان أئمة الأمّة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلّى الذي بناه (الخليفة)عمر، وأما "الصخرة" فلم يصلِّ عندها [عمر] ولا الصحابة.. ولا كان على عهد [الخلفاء الراشدين] عليها قبّة.. بل كانت (الصخرة) مكشوفة في "خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية"..
(وللعلم فإنّ المسجد بناه الخليفة عمر أثناء خلافته، ولهذا لم يتعرّض شيخ الإسلام هنا لذكر الخليفة ابو بكر رضوان الله عليهم أجمعين) )).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
==>
وكان الأنبياء في بني إسرائيل يستخدمون تلك "الصخرة المُرتفعة" منبراً لخطبهم ومواعظهم، وذلك بسبب وجودها بجوار "البيت المُقدّس" الذي بناه [إبراهيم الخليل] عليه السلام..
==> ذكر إبن كثير عن إسحاق بن بشر‏ عن وهب بن منبه أنه قال‏:‏
((إنّ الله تعالى لما بعث[أرميا] إلى بني إسرائيل، وذلك حين عظُمت الأحداث فيهم، فعملوا بالمعاصي وقتلوا الأنبياء.. فأوحى الله إلى النبي [أرميا] إني مهلك بني إسرائيل ومنتقم منهم.. <><> (( فقـُم على [(صخرة بيت المقدس)] يأتيك أمري ووحيِ‏)) ثم جمعهم بعد ان جاءه الوحي بذلك فخطب بهم وهو واقف على "الصخرة".‏ 
==> وكان أنبياء بني إسرائيل يجعلون تلك "الصخرة" [(قِبلة)] لهم ويُصلّون بإتجاهها ..

<(!*!)> وقد ذكر إبن كثير أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه إستشار كعباً أين يضع المسجد؟؟
ــ فقال (كعب): (( اجعله خلف "الصخرة" فتجتمع القِبلتان: (1) قِبلة[موسى]،و(2) قِبلة[محمد] صلى الله عليه وسلم)).
ــ فقال عمر : (( ضاهيت (اي شابهت) اليهودية .. لا .. ولكن أصلّي حيث صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتقدم (عمر) إلى القِبلة فصلى (أي أنه خالف اليهود فيما يفعلون، فترك"الصخرة" خلفه ولم يجعلها قبلةً له مثلهم) ))..
<(**)> عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ؛ قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :
[[ أُتيتُ بـ "البـُراق"
(وهو حيوان اصغر من الحصان يضع رجله حيث ينتهي بصره) فركبته (أي بمكة) حتى أتيتُ "بيت المقدس" فربطتّه بالحلقة التي يربط به الأنبياء ، ثم دخلتُ المسجد فصليتُ فيه ركعتين، (وكانت صلاته في مقدّمة المسجد، اي ترك "الصخرة" خلفه ولم يجعلها قبلته كما ذكر الخليفة عمر في وصفه السابق) ]]. صحيح مسلم
<(**)> قال الله تعالى: {{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }}. الإسراء.
<(**)>  وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: [[ صلينا مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  نحو"بيت المقدس" ستة عشراً (عاما) أو سبعة عشراً ، ثم صُرفنا نحو الكعبة ]]. صحيح البخاري .
<(!!**!!)> أخيرا وفي الخاتمة فإني أكرِّر ما قاله العلاّمة إبن القيِّم الجوزيّة رحمه الله: (( كل حديث في "الصخرة" فهو كذِب مُفترى )).
 


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

[(رقم 30)] إضاءات تاريخية هامّة على (( النبي [عيسى]عليه السلام وقِصـّته مع الشابّة الميِّتة العائدة من قبرها ))

((النبي [عيسى]عليه السلام وقِصـّته مع الشابّة الميِّتة العائدة من قبرها))
 


 <(!!*!!)> لقد أعطى الله تعالى عبده ونبيّه [عيسى] عليه السلام بعض "الخوارِق"، وأيّده بكثير من "المُعجزات" التي يعطيها عادة لأنبيائه ورُسله  ليسهل عليهم نشر دعوتهم.. وكتأيِّيدٍ من الله لهم على صدقهم أمام الناس في رسالتهم السماويّة التي يبلِّغونها..
==> وكان ممّا إنفرد به [عيسى] دون غيره من الأنبياء هو تمكين الله له بإحياء بعض الموتى !!

<(!!*!!)> وإليكم تلك "الخوارِق والمُعجِزات"الثابتة التي أعطاه الله تعالى إيّاها..

*** جاء في كتاب الله تعالى‏: {{ إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبريء الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين *  وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون*}}.سورة ‏المائدة‏:‏111-110‏ 

*** وقال تعالى‏:‏ {‏{ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل * ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين * ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون * إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم *}}. سورة ‏آل عمران 48-51‏ =======================
<(!!*!!)> وإليكم قِصـّته مع الشابّة الميِّتة كما أوردها المؤرِّخ إبن كثير رحمه الله في تاريخه البداية والنهاية ، فقال: إنّ نبيّ الله [عيسى] عليه الصلاة والسلام  كان زاهداً بالدُنيا،وبدون أيّ منزل يأوي إليه،بل كان يسيح في الأرض ليس له قراراً،ولا موضع يُعرف به..
<><> وذات يوم  مرّ على إمرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي..
<(*)> فقال لها‏ : [[ مالك أيتها المرأة‏ ]] ؟؟!
==> قالت ‏:‏ (( ماتت إبنة لي ، لم يكن لي ولد غيرها (أي وحيدتها) ، وإني عاهدتُّ ربّي أن لا أبرح من موضعي هذا حتّى أذوق ما ذاقت من الموت، أو يُحييها الله لي فأنظر إليها‏ )).‏
<(*)> فقال لها نبي الله عيسى‏:‏ [[ أرأيتِ إن نظرتِ إليها ، أراجعة أنتِ‏ عن قرارك ]]؟؟‏
==> قالت‏:‏ (( نعم‏ )).‏
<><> (ويومها لم يكن النبي[عيسى] قد أحيا أحدا من الموتى قبل ذلك).
<><> فصلّى ركعتين ، ثم جاء فجلس عند القبر،
<(!!!)> فنادى تلك الميّتة [النداء الأول] ، قائلاً :
[( يا فُلانة : قومي بإذن الرحمن فأخرُجي )]..
<##> فتحرّك القبر،،
<(!!!)> ثم نادى [النداء الثاني]،،
<##> فإنصدع القبر بإذن الله،،
<(!!!)> ثم نادى [النداء الثالث]،،
<##> فخرجت وهي تنفُض رأسها من التُراب..
 
<(*)> فقال لها عيسى ‏:‏ [( ما أبطأ بك عنـّي )]؟؟‏؟‏
<><> قالت‏:‏(( لمّا جاءتني [الصيحة الأولى] بعث الله لي ملكاً فـ "ركّب خلقي"،،
 
<><> ثم جاءتني [الصيحة الثانية] فـ "رجّع إليّ روحي"،،
<><> ثم جاءتني [الصيحة الثالثة] فـ "خِفْتُ أنها صيحة القيامة"، فشاب رأسي وحاجباي وأشفارعيني ، من مخافة القيامة‏ (بالرغم من انها شابة صغيرة) )).‏
——————————————————————-
<(!!)> ثم أقبلت على أمّها فقالت‏ :
ــ ((يا أمّاه ما حملك على أن أذوق كرْب الموت مرّتين))؟!!
ــ (( يا أمّاه !!! إصبري وإحتسبي ، فلا حاجة لي في الدنيا ))..
<(!!)> ثم إلتفتت إلى النبي [عيسى] فقالت له :
ــ (( يا روح الله ، سَلْ ربّي أن يردّني إلى الآخرة،، وأن يُهوِّن عليّ كَرْب الموت ))،،
<(!!)> فدعا النبي [عيسى] لها الله تعالى فقبضها إليه، وإستوت عليها الأرض..
——————————————————————-
<(!**!)> حيث عادتْ [البنت الميّتة] الى مُستقرّها الحقيقي عند خالقها عزّ وجلّ ،،
<(!**!)> ورجعت [الأم الحيّة] الى دارها المؤقـّت قريرة العين ممّا سمعته من حبيبتها وفلذة كبدها ، المستريحة عند أرحم الراحمين سُبحانه وتعالى.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد