وقصّة حبسه بالجُبّ مع السباع الضاريّة ))
<(!*!)> كان "بُخت نصّر" قد إنصرف راجعا الى بلاده بعد أن خرّب <بيت المقدس> وشتّت سكانه من بني إسرائيل ولم يترك هناك إلإّ النبيّ [أرميا] مع بعض المؤمنين من اتباعه.. فعاد بسبي كثير من اليهود وغيرهم من بلاد الشام وغيرها ، وكان في السبي النبيّ [دانيال بن حزقيل] عليه السلام الذي أراد له "بُخت نصّر" الموت بطريقة وحشيّة ، بدون ان يعلم بأنها كانت السبب في نجاته من الموت ومن الأسر..
<(!!)> قال إبن أبي الدنيا: (( ضرا "بخت نصر" أسدين (أي تركهما مدة طويلة بدون طعام) ، فألقاهما في جُبّ.. وجاء [بدانيال] فألقاه عليهما ،، فلم يهيِّجاه (أي انهما تعاملا معه كصاحب لهما بالرغم من جوعهما الشديد )..
فمكث ما شاء الله (في حبسه بالجُبّ) ثم اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب.
<(!!)> فأوحى الله إلى النبيّ [أرميا] وهو بـ (بلاد)الشام: ((أن اعدد طعاماً وشراباً لـ (النبيّ)[دانيال]..
==> فقال(أرميا): ((يا ربّ أنا بالأرض المقدسة، و[دانيال] بأرض"بابل" من أرض العراق))!!
فأوحى الله إليه ((أن أعدد ما أمرناك به، فإنا سنرسل من يحملك ويحمل ما أعددتّ )).
<(*!*)> ففعل (أرميا).. وأرسل إليه من حمله، وحمل ما أعدّه، حتى وقف على رأس الجُبِّ..
==> فقال [دانيال]: (( من هذا ))؟
<**> قال: (( أنا أرميا )).
==> فقال: (( ما جاء بك ))!!؟
<**> فقال: (( أرسلني إليك ربّك )).
==> قال: (( وقد ذكرني ربّي ))!؟!
<**> قال: (( نعم )).
<(***)> فقال [دانيال] (شاكرا الله أرحم الراحمين الذي أنقذه من الموت والأسر) : ((
ــ الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره،
ــ والحمد لله الذي يجيب من رجاه،
ــ والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره،
ــ والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً،
ــ والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة،
ــ والحمد لله الذي هو يكشف ضرّنا بعد كربنا،
ــ والحمد لله الذي يقينا حين يسوء ظنّنا بأعمالنا،
ــ والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ينقطع الحيل عنا )).
<(!!)> وذكر المؤرِّخ محمد بن إسحاق، عن أبي العالية انه قال: (( لما افتتحنا (مدينة) "تستر" وجدنا في مال <بيت الهرمزان> سريراً عليه رجل ميت..
==> قلتُ: (( فما صنعتم بالرجل ))؟
==> قال:((حفرنا بالنهار 13 قبراً متفرِّقة، فلما كان بالليل دفنّاه وسوّينا القبور كلّها لنعميه على الناس فلا ينبشونه)).
==> قلتُ: (( فما (كانوا) يرجون منه ))؟؟
==> قال: (( كانت السماء إذا حبست عنهم المطر برزوا بسريره فيُمطرون)).
==> قلتُ: (( من كنتم تظنون الرجل ))؟
==> قال: (( رجل يقال له [دانيال] )).
==> قلتُ: (( ما تغيّر منه شيء ))؟؟
==> قال: (( لا ،، إلاّ شعرات من قفاه، إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض، ولا تأكلها السباع )).. قال إبن كثير إنّ هذا الإسناد صحيح إلى أبي العالية.
<(***)> وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[[ إن الله عزّ وجلّ حَرَّمَ على الأرض أجسادَ الأنبياءِ ]]..
صحّحه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود.. وقال الحاكم عنه: صحيح على شرط البخاري.. ووافقه الذهبي.. وصحّحه إبن حبّان وكذلك النووي .
<><> وذكر إبن أبي الدنيا أنّ أبا موسى (الأشعري) لمّا وجده (أي لذلك النبيّ) وذكروا له أنه [دانيال].. التزمه وعانقه وقبّله، وكتب إلى (الخليفة) عمر يذكر له أمره..
<><> فأمر عمر بأن يُغسل (ذلك النبي) بماء وسدر، ويُكفّن ويُدفن ويُخفى قبره، فلا يعلم به أحد (حتى لا يغالوا فيه)..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى متابعة هذه الإضاءات التاريخية بإذن الله
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق