الثلاثاء، 19 فبراير 2013

[(رقم 14)] ((وصِيّة الله عزّ وجلّ للنبيّ [موسى] عليه السلام، وأمره له بالعشر كلمات ))

(( وصِيّة الله عزّ وجلّ للنبيّ [موسى] عليه السلام،
وأمره له بال 10 كلمات "العظيمات والمباركات"))



<(*!*)> ذكرنا سابقاً بأنّ الله تعالى قد أغرق فرعون وأعوانه ، وأنقذ عباده الموحّدين.. وخلال توجّه النبيّ [موسى] عليه السلام وقومه الى بلاد الشام حصل له ذلك الشرف الرفيع ، حيث أصبح [كليمُ الله] سبحانه وتعالى.. وسأُضيء لكم على ما ذكره العلاّمة الكبير الحافظ إبن كثير في تاريخه المميّز والهام جدّا "البداية والنهاية"..
<(*!*)> فقد وضّح عمّا جرى لبني إسرائيل من الأمور العجيبة عند جبل "طور سيناء" ، وضياعهم في تلك الصحراء الكبيرة بسبب كفرهم وعنادهم، وبُعدهم عن تعاليم أنبيائهم [موسى وهارون] ثم من بعدهما [يوشع] عليهم الصلاة والسلام ..
*** قال الله تعالى‏:‏ ‏{{‏يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى * وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى‏}}‏ . سورة ‏طه‏:‏ 80-82‏ .‏

<(*!*)> قال إبن كثير ‏ رحمه الله :‏ نزل بنو إسرائيل حول "طور سيناء" ،،،وصعد [موسى] الجبل،
<(*)> فكلّمه ربّه وأمره أن يُذكِّر بني إسرائيل ما أنعم الله به عليهم، من إنجائه إياهم من فرعون وقومه، وكيف حملهم على مثل جناحي نسر من يده وقبضته ..
<(**)> وأمره أن يأمر بني إسرائيل بأن يتطهّروا ويغتسلوا ويغسلوا ثيابهم ، وليستعدّوا إلى اليوم الثالث‏ ، ثم فليجتمعوا فيه حول الجبل ، ولا يقتربنّ أحد منهم إلى الجبل ، حتى ولا شيء من البهائم، ما داموا يسمعون [صوت القرن] (وهو البوق الذي ينفخ فيه الملَك المُكلّف من ربّ العالمين) .. فمن دنا منه قـُتِل ،،، فإذا سكن [القَرْن] فقد حلّ لكم أن ترتقوه (أي الجبل)..
<(*)> فسمع بنو إسرائيل ذلك، وأطاعوا، واغتسلوا، وتنظفوا، وتطيّبوا‏.‏
<(!!!)> وفي "اليوم الثالث"
(أي اليوم الموعود) ركب الجبل غمامة عظيمة ، وفيها أصوات وبروق ، و[صوت الصور] (اي صوت البوق) شديد جداً ..
===> ففزع بنو إسرائيل من ذلك فزعاً شديدا ، وخرجوا فقاموا في سفح الجبل ، وغشي "الجبل" دُخّان عظيم ، في وسطه عمود من نور، وتزلزل "الجبل" كلّه زلزلة شديدة.. واستمرّ [صوت الصور] واشتدّ ، و[موسى] عليه السلام فوق "الجبل"، والله يكلّمه ويناجيه‏.‏.
===> وأمر الربّ عزّ وجلّ [موسى] أن ينزل فيأمر بني إسرائيل أن يقتربوا من الجبل ليسمعوا "وصيّة الله"..
===> وأن يأمر الأحبار - وهم العلماء عندهم - أن يدنوا كثيرا من الجبل ، ليكونوا أقرب ما يكون من موسى ..
**************************
<><> واليكم
وصيّة الله عزّ وجلّ لموسى عليه السلام، وأمره له بالعشر كلمات وهي :  
(< 1 >) :  [ الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ]،،
(< 2 >) : و [ النهي عن الحلف بالله كاذباً ]،،
(< 3 >) : و [ الأمر بالمحافظة على السبت ] ،، ومعناه‏:‏ هو التفرّغ بيوم من الأسبوع للعبادة ولراحة الجسد .. ولقد انعم الله علينا نحن بيوم الجمعة الذي هو من افضل ايام الله ، ونُسِخ ذلك السبت‏ ..
(< 4 >) : و [أكرم أباك وأمّك ليطول عمرك في الأرض،الذي يعطيك الله ربّك‏]،،
(< 5 >) : و [ لا تقتل ] ،،
(< 6 >) : و [ لا تزن ] ،،
(< 7 >) : و [ لا تسرق ] ،،
(< 8 >) : و [ لا تشهد على صاحبك شهادة زور] ،،
(< 9 >) : و [ لا تمدّ عينك إلى بيت صاحبك ] ،،
(< 10 >) : و [ لا تشته امرأة صاحبك، ولا عبده، ولا أمَتَه،ولا ثوره،ولا حماره،ولا شيئاً من الذي لصاحبك
ومعناه : هو النهي عن الحسد‏ بشكل عام وبكل ألآمور والأحوال .‏
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

<(*)> قال كثير من عُلماء السلف وغيرهم‏:‏ إنّ مضمون هذه "الوصايا  العشر" في آيتين من القرآن الكريم عندنا..
وهما‏:‏
1- <><> قوله تعالى في سورة الأنعام‏:‏ ‏{{ ‏قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}}.
2- <><> وقوله تعالى
في نفس السورة : { وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ‏ }‏. سورة الأنعام

ــ فالحمد لله الذي أضاء قلوبنا بنور الإسلام الحنيف ،، ــ وأنعم علينا بديننا الجامع والشامل.. الذي أغنانا عن كلّ ما جاء من قبلنا من أديان ورسالات سماويّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 والى متابعة هذه الإضاءات التاريخية في القريب بإذن الله.

  
مع جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق