الثلاثاء، 19 فبراير 2013

[(رقم 8)] ((النبيّ [إبراهيم] وقصّته مع [النمرود] ملِِك بابِل ))

[(رقم 8)] إضاءات تاريخية هامّة على البشريّة منذ [النبيّ آدم]  وحتى [نبيِّنا محمد] عليهم الصلاة والسلام..

0020 (( النبيّ [إبراهيم] وقصّته مع [النمرود] ملِِك بابِل )) 

 

<(*!*)> ذكر المؤرّخ محمد إبن إسحاق في كتابه [السيرة النبويّة]، وتابعه عليه المؤرّخ إبن هشام  فقالا‏ : بأنّ رسول الله "إبراهيم" (خليل الرحمن) عليه السلام  هو إبن"تارخ"(وهو آزر) ، بن " تاخور"(ناحور) ، بن "شارخ" (ساروغ بن "ارغو" (راعوبن "فالغ" ، بن "عابر" ، بن "شالخ"(شالح) ، بن "ارفخشد" ، بن "سام" ، بن رسول الله "نوح" عليه وعلى كل الأنبياء الصلاة والسلام‏.‏
==> وكان كل من على وجه الأرض يومئذ كفاراً، سوى إبراهيم الخليل وإمرأته سارة ، وابن أخيه النبيّ لوط عليه السلام..
###> وكان [إبراهيم الخليل] عليه السلام قد أتاه الله تعالى رُشْده في صغره ، وإبتعثه رسولاً ، وإتّخذه خليلاً في كِبَره ، وأزال به الكثير من الشرور والضلال..
*** قال الله تعالى‏:‏ ‏{
‏{ ‏وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ‏}}‏ ‏الأنبياء‏:51‏.
*** وقال تعالى‏:‏ ‏{
‏{أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ‏ }}أي‏:‏ كيف تعبدون أصناماً أنتم تنحتونها من الخشب والحجارة، وتصورونها وتشكلونها كما تريدون‏.‏ ‏{‏وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ‏}‏ إذ ليست العبادة تصلح ولا تجب إلا للخالق وحده لا شريك له‏.‏
‏{‏قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ * فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ‏}‏
‏‏الصافات‏:‏ 97-98‏‏ .. فكادهم الله جل جلاله وأعلى كلمته، ودينه وبرهانه ..
*** قال تعالى‏:‏‏{
‏{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ‏}}‏ ‏‏الأنبياء‏:‏ 68-70‏‏‏.‏
وذلك أنهم شرعوا يجمعون حطباً من جميع ما يمكنهم من الأماكن، فمكثوا مدة يجمعون له، حتى أن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملنّ حطباً لحريق إبراهيم ، ثم عمدوا إلى ذلك الحطب ، وأطلقوا فيه النار ، فاضطّربت وتأجّجت وإلتهبت وعلاها شرر لم ير مثله قط‏.‏.

ووضعوا إبراهيم عليه السلام في كفـّة منجنيق ثم أخذوا يقيّدونه ويكتفـّونه
==> وهو يقول‏: ‏((لا إله إلاّ أنت سبحانك ، لك الحمد ولك الملك ، لا شريك لك))..
<><> فلما وضعوه في المنجنيقً وألقوه إلى النار قال‏:((‏حسبُنا الله ونعم الوكيل)).‏
*** عن ابن عباس أنه قال‏:‏ [[ حسبُنا الله ونعم الوكيل،
<(!)> قالها إبراهيم حين أُلقي في النار.‏
<(!)> وقالها نبيّنا محمد حين قيل له‏:‏ ‏{‏{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ‏}}]].‏  ‏آل عمران‏:‏ 173-174‏‏ .  رواه البخاري
<><> وذكر بعض السلف : أن الملَك جِبْريل عليه السلام عرض لإبراهيم الخليل عندما قُذِف بالمنجنيق ، وكان ما زال في الهواء ،
<(!!!)> فقال جبريل‏:‏ ((( ألك حاجة‏ ))) ؟؟؟‏
<(*!*)> أجابه الخليل:‏ (( أمّا إليك فلا ))‏.‏.
<><> ويروى عن ابن عباس وسعيد بن جُبَيْر رضي الله عنهما بأنه جعل ملك المطر يقول ‏:‏
((متى أومر فأرسل المطر)) ؟؟‏؟‏
<(**)> فكان أمر الله أسرع‏.‏.. قال تعالى‏:‏‏ {‏ ‏قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيم َ‏}‏ ‏‏الأنبياء‏:‏ 69‏‏‏.‏ (أي أن النار أُمِرَت بألا تضُرّه‏) .
<><> وقال السُدّي‏:‏ (( كان معه ملك الظل، وصار إبراهيم عليه السلام في ميل الجوبة حوله النار، وهو في روضة خضراء، والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول إليه، ولا هو يخرج إليهم ))..
<(!!!)> فعن أبي هريرة أنه قال‏:‏ (( أحسن كلمة قالها (آزر) أبو إبراهيم إذ قال لما رأى ولده على تلك الحال‏ : " نعم الربّ ربّك يا إبراهيم‏ " )).‏
<(!!!)> وروى ابن عساكر عن عِكْرٍمَة: (( أن أم إبراهيم نظرتْ إلى إبنها إبراهيم عليه السلام فنادته ‏:‏ " يا بُنَيْ إني أريد أن أجيء إليك، فأدعُ الله أن ينجّيني من حرِّ النار حولك " !! فقال‏ :‏ (( نعم ))‏.‏
فأقبلتْ إليه لا يمسّها شيء من حرّ النار ، فلمّا وصلتْ إليه إعتنقته وقبّلته ، ثم عادت ‏)).‏
<(!!!)> وكان النمرود قد طغا وبغى وتجبّر وعتا ، وآثر الحياة الدنيا‏.‏. ولمّا دعاه إبراهيم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، حمله الجهل والضلال وطول الآمال ، على إنكار الخالق .. فحاجَّ إبراهيم في ذلك ، وادّعى لنفسه الربوبية ..
ــ فلما قال الخليل‏ :‏ (( ربّي الذي يُحي ويُميت ))،
ــ قال‏:‏ (( أنا أُحْيِ وأُُميت‏ ))..‏
***‏{‏ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ‏}‏
‏ ‏{ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏}
‏‏.‏
>>> ذكر السُدّي بأن
هذه المناظرة‏ كانت يوم خرج إبراهيم من النار.
<><> وبعدها هاجر إبراهيم الخليل وإمرأته سارة ، وابن أخيه النبيّ لوط عليه السلام إلى فلسطين..
==> وكان [النمرود] ملك بابل يعادي إبراهيم ، وكان أحد ملوك الدنيا..
<(!!!)> 
قال المفسرون وغيرهم من علماء النسب والأخبار‏:‏ : لقد ملك الدنيا أربعة‏ ملوك:  مؤمنان و كافران ..
ــ فالمؤمنان‏ : [ ذو القرنين ] و [ سليمان
ــ والكافران‏ :‏ [ النمرود ] و [ بختنصّر ]..
<><> وكان النمرود عنده طعام يوزّعه على الناس ، وكان الناس يفدون إليه ليأخذون حقّهم من ((الإعاشة)) ، فوفد إبراهيم في جملة من وفد ليأخذ حصّته ،، ولكن ما إن علم نواب الملِك (النمرود) بوجود إبراهيم الخليل بينهم ، وانه يريد حصته من الإعاشة ، حتى أعلموا سيّدهم بذلك ،

فأمرهم بعدم إعطائه شيئاً ، وذلك انتقاماً منه ..
<(*!*)> فخرج وليس معه شيء في عدليه (أكياسه) من الطعام‏.‏
<(*!*)> فلما قرُب من أهله عمد إلى تلّة من التُراب ، فملأ منه عدليه (أي
ملأ الكيسَيْن الفارغَيْن الذيْن احضرهما معه ليأخذ فيهما قوْته وقوت عياله بالتُراب) وقال‏‏ أشغُل أهلي بهذا التُراب إذا قدمتُ عليهم ، أفضل من أن أعود فارغ اليدين ..
<(##)> فلمّا قدِم بيته ، وضع رِحاله ، وجاء فإتـّكأ ونام ..

فقامت امرأته [سارة] إلى الكيسين فوجدتهما ملآنين طعاماً طيّباً ، ولا ينقصه إلاّ الطبخ والتجهيز.. فعملتْ منه طعاماً‏ لزوجها الجائع ..‏
<(##)> فلمّا إستيقظ إبراهيم وجد الطعام الذي أصلحته له  زوجته ..
ــ فقال لها‏ :‏ (( أنـّى لكم هذا‏ )) ؟‏!!
ــ قالت‏:‏ (( هذا الذي جئت به انت ))!!
 <><> فعرف أنه رَزقا رزقه الله عزّ وجل إياه ، وبدّل له ذلك التُراب الذي حمله معه إلى أطيب الطيّبات وكل ما تشتهيه أنفسهم ..

######################
فسُبحان الله الرحمن الرحيم !! الذي يبتلي عباده الصالحين ويمتحنهم ليرفع مكانتهم ويُكفّر عنهم سيّئاتهم ، وليثيبهم من فضله العظيم ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى متابعة هذه الإضاءات التاريخية في القريب بإذن الله. 

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق