((النبيّ الملِِِك[داود]عليه السلام مع ذكر بعض إقواله الحكيمة))
<(*!*)> ذكر العلاّمة المؤرِّخ إبن كثير نسب النبي [داود] عليه السلام فقال:
هو إبن ايشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عويناذب بن ارم بن حصرون بن فارص بن "يهوذا" بن [يعقوب] بن [إسحاق] بن [إبراهيم الخليل] عليهم السلام .
<(!!)> ونقل المؤرِّخ محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه انه ذكر صفات النبي [داود]عليه السلام فقال: كان "قصيرا" ، "أزرق العينين"، "قليل الشعر"، "طاهر القلب ونقيّه"..
<(**)> قال الله تعالى في كتابه العزيز عن نبيّه [داود]عليه السلام :
{{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ *
وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ
وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ
وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}}..البقرة.
<(!!)> عن البَراء بن عازب قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدّث أن عدة "أصحاب بدر" على عدة (عدد) أصحاب (الملك المؤمن) ((طالوت)) الذين جاوزوا معه النهر،
==> فقال: (( ولم يجاوز معه إلاّ بضعة عشر وثلاثمائة (اي حوالي 313) مؤمن)). البخاري
<(!!)> وذكر السٌدِّي : بأن [داود] عليه السلام كان قد سمع [(طالوت)] ملك بني إسرائيل وهو يُحرِّض بني إسرائيل على قتل (الملك الضال)"جالوت" وجنوده، وهو يقول: ((من قتل "جالوت" زوّجته بإبنتي، وأشركته في مٌلكي)). فلما تواجه الصفّان برَز "جالوت" ودعا إلى من يُبارزه القتال، فتقدم إليه [داود] ففلق له رأسه .. وبعد مقتله فرََّ جيشه مُنهزِماً.
<><> عندها وفى (الملك)[(طالوت)] بما وعد[داود] به وزوّجه ابنته ، وأجرى حكمه في ملكه.. ثم عظُم أمر [داود] عند بني إسرائيل فأحبّوه، ومالوا إليه أكثر من [(طالوت)].
<><> وجمع الله له بين المُلك والنُبوّة .. اي بين خيرَي الدنيا والآخرة ..
<><> وكان المُلك يكون في سِبط ، والنبوّة في آخر ، فاجتمع في [داود] هذا وهذا.
<(**)> قال الله تعالى:{{ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَْْ}}..
==> أي: << لولا وجود الحُكّام لأكل قويّ الناس ضعيفهم >>..
==> وجاء في بعض الآثار بأنّ ((السُلطان ظلّ الله في أرضه)).
<(**)> قال الله تعالى:{{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}}.. سبأ.
<(**)> وقال تعالى:{{... وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}}.الأنبياء..
<<أي أعانه الله على عمل الدروع من الحديد ليحصن المقاتلة من الأعداء ، وأرشده إلى صنعتها وكيفيتها .. وكانت قبل ذلك من صفائح>> .
<(!!)> قال الحسن البصري وقتادة والأعمش: <<ألان الله قد له الحديد حتى كان يفتله بيده، لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة>>.
<(**)> قال تعالى:{{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ }}.. سورة ص .
<< اي كان ذا قوّة في العبادة والعمل الصالح..وكان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر >>.
<(**)> وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[[ أحب الصلاة إلى الله صلاة [داود]، وأحبّ الصيام إلى الله صيام [داود]..
ــ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه،
ــ وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ]].. البخاري و مسلم.
<(**)> قال تعالى:{{ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً }}.. الإسراء .
<><> قال العلاّمة إبن كثيرعن "الزبور" ((بأنه كتاب مشهور فيه من المواعظ والحكم ما هو معروف لمن نظر فيه)).
<(!!)> ونقل الإمام الأوزاعي عن عبد الله بن عامر انه قال: ((أُعطِيَ [داود] من حُسن الصوت ما لم يُعط أحد قط ، حتى أن كان الطير والوحش ينعكف حوله)) .
<(!!)> وقال وهب بن منبه: ((كان لا يسمعه أحد إلا حجل كهيئة الرقص .. وكان يقرأ "الزبور" بصوت لم تسمع الآذان بمثله)).
<(**)> وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ (القرآن) فقال: [[لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داود]] وفي رواية أخرى: [[من مزامير داود]]. مُسند الإمام أحمد .
<><> أي كان صوته جميلاً ورخيما في القرآن ، وما سُمِع صوتاً أحسن من صوت أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في الترنّم والتغني بالقرآن مع التدبر والتخشّع..
<(**)> وقال تعالى:{{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}}..سبأ.
<><> كان [داود] عليه السلام هو المقتدى به في ذلك الوقت في العدل وكثرة العبادة وأنواع القُرُبات.. حتى إنه كان لا يمضي ساعة من آناء الليل وأطراف النهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلاً ونهاراً .
<(**)> وقال تعالى:{{وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}}..سورة ص .
<><> أي: أعطيناه مُلكاً عظيماً، وحُكماً نافذاً.
<(**)> وقال تعالى:{{يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}}..سورة ص .
<><> قال إبن كثير بما معناه : بأنّ هذا الخطاب من الله تعالى لداود.. والمراد به "ولاة الأمور" و"حُكّام الناس".. فقد أمرهم بالعدل، واتباع الحق المنزل من الله لا ما سواه من الآراء والأهواء.. وتوعّد من سلك غير ذلك وحكم بغير ذلك.
<(!!)> نقل أبو بكر بن أبي الدنيا عن أبي الجلد انه قال؛ قرأتُ في مسألة [داود] عليه السلام أنه قال:
==> يا رب !! ((كيف لي أن أشكرك، وأنا لا أصل إلى شكرك إلاّ بنعمتك))؟؟
<><> قال: فأتاه الوحي أن يا داود: "ألست تعلم أن الذي بك من النعم مني"؟؟؟
==> قال: ((بلى يا رب)).
<><> قال: "فإني أرضى بذلك منك".
<(!!)> وجاء في "كتاب الزُهد"لعبد الله بن المُبارك عن وهب بن منبه انه قال: إن في حكمة آل داود (الأتي):
<(*)> حقّ على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات:
<1> ساعة يناجي فيها ربه،
<2> وساعة يحاسب فيها نفسه،
<3> وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه،
<4> وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل،
<><> فإن هذه الساعة عون على هذه الساعات، وإجمام للقلوب..
<(*)> وحق على العاقل:(1) أن يعرف زمانه، (2) ويحفظ لسانه، (3) ويقبل على شأنه..
<(*)> وحق على العاقل أن لا يظعن إلاّ في إحدى ثلاث:
-1- زاد لمعاده، -2- ومرمة لمعاشه، -3- ولذة في غير محرم.
<(!*!)> وجاء عن النبي [داود] عليه السلام حِكما هامّة ومفيدة ، فقال :
ــ كن لليتيم كالأب الرحيم ..
ــ واعلم أنك كما تزرع كذلك تحصد ،
ــ ويا زارع السيئات أنت تحصد شوكها وحسكها .. ــ ومثل الخطيب الأحمق في نادي القوم، كمثل المغني عند رأس الميت..
ــ وما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح من ذلك الضلالة بعد الهُدى..
ــ وانظر ما تكره أن يذكر عنك في "نادي القوم" فلا تفعله إذا خلوت..
ــ ولا تعدن أخاك بما لا تنجزه له، فإن ذلك عداوة ما بينك وبينه..
<(!!)> وقد ذكر المؤرِّخ الكلبي بأنه كان لداود عليه السلام "مائة امرأة"، ولسليمان (إبنه) "ألف امرأة" منهن ثلاثمائة سرية ( كانت 300 إمرأة بدون عقد ، أي مُلك يمين وسبايا حروب، و700 إمرأة من الحرائر ، أي معقود عليهنّ ).
<(**)> عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[ كان داود عليه السلام فيه غيرة شديدة، فكان إذا خرج أغلق الأبواب، فلم يدخل على أهله (اي نسائه) أحد حتى يرجع..
<><> قال فخرج ذات يوم وغُلقت الدار.. فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار..
ــ فقالت لمن في البيت: ((من أين دخل هذا الرجل والدار مغلقة؟؟ والله لنفتضحن بداود))..
ــ فجاء داود فإذا الرجل قائم في وسط الدار ..
ــ فقال له داود: ((من أنت))؟
ــ فقال: ((أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا أُمنع من الحجاب)).
ــ فقال داود: ((أنت والله إذن ملك الموت، مرحباً بأمر الله)).. ثم مكث حتى قبضت روحه،
ــ فلما غُسَّل وكُفِّن وفُرِغ من شأنه طلعت عليه الشمس (وكانت قويّة جدّا وحارِقة).
ــ فقال (ولده النبي) [سليمان] للطير: ((أظلّي على داود))، فأظلته الطير حتى أظلمت عليه الأرض (من كِثرة ظلّ الطير).]]. اخرجه الإمام أحمد وإنفرد بإخراجه .. وإنّ إسناده جيّد قوي ورجاله ثقات.
<(**)> وروي عن بعضهم أن ملك الموت قال له :
ــ ((يا نبي الله قد نفذت السنون والشهور والآثار والأرزاق))..
ــ قال: فخر ساجداً على مرقاة من تلك المراقي فقبضه وهو ساجد.
<(**)> وعن وهب بن منبه قال: لم يمت في بني إسرائيل بعد [موسى وهارون] أحد كانت بنو إسرائيل أشدّ جزعاً عليه منهم على [داود].
<(**)> وقال الحسن البصري : ((مات [داود] عليه السلام فجأة وهو ابن مائة سنة)) .
ــ قال: فخر ساجداً على مرقاة من تلك المراقي فقبضه وهو ساجد.
<(**)> وعن وهب بن منبه قال: لم يمت في بني إسرائيل بعد [موسى وهارون] أحد كانت بنو إسرائيل أشدّ جزعاً عليه منهم على [داود].
<(**)> وقال الحسن البصري : ((مات [داود] عليه السلام فجأة وهو ابن مائة سنة)) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى متابعة هذه الإضاءات التاريخية في القريب بإذن الله.
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق