<(!!*!!)> سُبحان الله !! لقد أدهشت العالم"مُعجزة" خلق النبي [عيسى] عليه السلام، وكذلك تأييد الله له ببعض الخوارق، وكان منها:
ــ (1) طريقة خلقه بغير أب!!
ــ (2) و كلامه فور ولادته وبعدها !!
ــ (3) و تمكين الله له بإحياء بعض الموتى !!
ــ (4) و قصّة نزول المائدة عليه !!
ــ (5) و شفائه للأمراض المستعصية والمستحيلة !!
ــ (6) و إعطائه العلم لِما يدّخِر الناس في بيوتهم !!
ــ (7) و طريقة رفعه حيّاً للسماء ووجوده حتى الآن هناك!!
ــ (8) و طريقة نزوله بعدئذ إلى الأرض، ثم سيكون موته الطبيعي ..
==>فكل ذلك حيّر عقول الناس المؤمنة بالله والدار الآخرة،
==> وأبعد المسافات فيما بينهم في العقائد والعبادات ..
==> وجعل الأديان السماوية العالمية تنقسم في النبي [عيسى] الى 3 آراء مُختلفة، وهي :
-1- [الديانة اليهوديّة] فقد انكروه هو ونبوّته ورسالته وإنجيله .. وحاربوه هو وأمِّه السيِّدة مريم العذراء وافتروا عليها بكلام باطلٍ ..
<><> وبهذا يكونوا قد "أنزلوه إلى أسفل السافلين" ..
-2- [الديانة النصرانيّة] فإنهم "رفعوه الى أعلى عِِلّييّن"..
<><> "حيث جعلوه إبن الله".. أمّا أمِّه السيِّدة العذراء فبقيت عندهم ضمن المعقول..
-3- [الديانة الإسلامية] فإنهم يؤمنوا بأنّ طريقة حمل مريم بـ [عيسى] كانت مُعجزة كما حصل للنبي [آدم] ولجدتنا [حواء]..
<><> فهو عندهم "عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه"..
<><> ويؤمنوا بنبوّته ورسالته والإنجيل الذي أعطاه الله إياه.. وإنّ أمّه السيِّدة العذراء [مريم بنت عمران] فهي بنظرهم من السيدات العظيمات الكاملات.. وأنه جاء فيها وبإبنها النبي [عيسى] آيات كثيرات في القرآن، وبالأحاديث في السُنة النبوية ، منها :
*** قول الله تعالى : {{ وَإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ إصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَإصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ }}.
*** وورد حديث عن أبي موسى الأشعري انه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ كمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاّ : (1) آسية إمرأة فرعون، (2) و مريم بنت عمران، (3) و خديجة بنت خويلد..]]. رواه البخاري مسلم.
*** وكذلك ورد حديث عن عُبادة بن الصامت انه قال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : [[ من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله،
وأنّ[عيسى]"عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"،
والجنّة حقّ، والنار حقّ ، أدخله الله الجنّة على ما كان من العمل ]]. رواه البخاري .
————————————–
<(!*!)> وذكر المؤرِّخ إبن جرير الطبري عن المؤرِّخ محمد بن إسحاق انه قال: (( إنّ [عيسى] عليه السلام قبل أن يُرفع (الى السماء) وصّى "الحواريين" (أي تلامذته) بأن يدعو الناس إلى [(عبادة الله وحده لا شريك له)] ))..
————————————–
<(!*!)> وذكر المؤرِّخ إبن كثير عن الحسن البصري ومحمد بن إسحاق قالا:
(( إنّ الله تعالى رفع النبي [عيسى]عليه السلام إلى السماء بعدما "توفــّاه بالنوم"على الصحيح المقطوع به (أي رفعه الله الى السماء حيّاً وهو نائم) ، وخلّصه ممّن كان أراد أذيّته من اليهود الذين وشوا به إلى بعض الملوك الكفرة في ذلك الزمان وكان اسمه "داوُد بن نورا"، فأمر بقتله وصلبه...
ــ وأنهم (اي الشرطة) حصروا [عيسى] في دار"ببيت المقدس"، وذلك عشيّة الجمعة ليلة السبت..
ــ فلمّا حان وقت دخولهم (ليقبضوا عليه) ألقى (الله) شبهه على أحد الحاضرين عنده ،
ــ ورفع [عيسى] من روزنة (نافذة) من ذلك البيت إلى السماء، وأهل البيت ينظرون..
ــ ودخل الشرط (اي الشرطه) فوجدوا ذلك الشاب الذي أُلقي عليه شبهه، فأخذوه ظانّين أنه [عيسى].. فصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه إهانة له )).
<(!*!)> وحكى الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن حبيب، قال : (( قال جبريل لمريم: يا مريم إنّ الله قد رفع المسيح وطهّره من الذين كفروا.. وهذا الفتى المصلوب هو الذي ألقي شبهه عليه فصُلب وقُتل مكانه،، وأن أهله قد فقدوه، فلا يدرون ما فـُعـِل به، فهم يبكون عليه.. فإذا كان يوم كذا وكذا فأتِ غيض (غابة) كذا وكذا فإنك تلقين المسيح (هناك).
<><> ولمّا كان ذلك اليوم ذهبت مريم فوجدت عيسى في الغيضة.. فقال لها:" يا أمه إن القوم لم يقتلوني، ولكن الله رفعني إليه "))..
<(!*!)> ونقل إبن جريرالطبري عن العلاّمة وهب بن منبه انه قال: (( إنّ [عيسى بن مريم] لمّا أعلمه الله أنه خارج من الدنيا ، فدعا الحواريين (حيث أراد أن يودِّع تلامذته الـ 12 من "الحواريين".. كما انه أراد ان يُبيِّن لهم خطأ بعضهم وضعف إرادته أمام المغريات المادية).. فصنع لهم طعاماً وقال:
==> ليكفرنّ بي (اي سينكر معرفته بي) أحدكم (الليلة) قبل أن يصيح الديك..
==> وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة وليأكلنّ ثمني (اي سيشي بي احدكم لأجل مبلغ من المال)...
<><> فخرجوا (أي الحوارييّون) وتفرقوا..
<><> وكانت اليهود تطلبه ..
==> فأخذوا "شمعون" أحد الحواريين ( ليسألوه عن مكان النبي عيسى )..
ــ وقالوا (لبعضهم): ((هذا من أصحابه))..
ــ فجحد (شمعون معرفته بمعلّمه) وقال لهم: ((ما أنا بصاحبه)). فتركوه..
<><> ثم أخذه آخرون (فحقّقوا معه أيضاً).. فجحد كذلك..
<><> ثم سمع (شمعون)"صوت ديك". فبكى وأحزنه (لأنه تذكّر قول النبي عيسى فيه عندما أعلمهم بأنّ أحدهم (ويقصد شمعون) سيكفرنّ به ، (اي سينكر معرفته به وذلك قبل أن يصيح الديك في ليلة رفعه للسماء)..
====> وفي الصباح أتى "أحد الحوارييّن" (وهو يودس) إلى اليهود فقال لهم:
==> ((ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح))؟؟
<><> فجعلوا له "ثلاثين درهماً"..==> فأخذها (منهم) ودلّهم عليه..
==> فأخذوه واستوثقوا منه وربطوه بالحبل..
==> وكان شُبِّه عليهم قبل ذلك..
<><><> (وفي الطريق كان اليهود يسخرون منه..) وجعلوا يقودونه ويقولون له: (( أنت كنت تُحْيِ الموتى، وتنتهر الشيطان، وتُبريء المجنون.. "أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل (المربوط به)" ))؟!
<><> وكانوا يبصقون عليه ويلقون عليه الشوك .. حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها..
==> فصلبوا ما شُـبِّه لهم (أي"يودس او يهوذا" أمّا نبيّ الله [عيسى]عليه السلام) فرفعه الله إليه )).
<(!!*!!)> ونقل ابن أبي حاتم عن سعيد بن جُبَيْر عن ابن عبّاس انه قال: ((
ــ لما أراد الله أن يرفع [عيسى] إلى السماء، خرج (عليه السلام)على أصحابه ،
==> وكان عنده من "الحواريين 12 رجلاً" (وهم): (1) بطرس، و(2) يعقوب بن زبدا، و(3) يوحنا ، و(4) اندراوس، و(5) فليبس، و(6) ابرثلما، و(7) متى، و(8) توماس، و(9) يعقوب بن حلقيا،و(10) تداوس، و(11) فتاتبا، و(12) يودس (ويسمى أيضا يهوذا بن) كريا يوطا..
<><> و"يودس" هذا هو الذي دلّ اليهود على [عيسى]..
<><> فألقى (الله) على "يودس" شبه [عيسى]، ورفع (الله) [عيسى] من روزنة (نافذة) في البيت إلى السماء.
<><> وجاء اليهود فأخذوا "الشبه"(يهوذا اي يودس) فقتلوه ثم صلبوه)).
<(!*!)> ونقل الضحّاك عن ابن عبّاس انه قال: (( إستخلف [عيسى] (تلميذه)"شمعون" (لينوب عنه بعد رفعه للسماء)، وقتلت اليهود [يودس]الذي ألقي عليه الشبه)).
<(**)> قال الله تعالى : {{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ * إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}}. آل عمران: 54-55 .
<(**)> وقال تعالى: {{ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}}. النساء: 156-159 .
<(!*!)> وذكر المؤرِّخ إبن جرير الطبري عن المؤرِّخ محمد بن إسحاق قال: (( إنّ [عيسى] عليه السلام قبل أن يُرفع عيَّن كل واحد من الحواريين إلى طائفة من الناس في إقليم من الأقاليم من الشام والمشرق وبلاد المغرب..
<(!!)> وقال بأنّ الإنجيل نقله عنه أربعة (أشخاص) وهم: (1) لوقا، و(2) متّى، و(3) مرقس، و(4) يوحنا ..
<(!!)> وهؤلاء الأربعة <><> منهم "اثنان" ممّن <<أدرك المسيح ورآه>>، وهما: (1) متى و(2) يوحنا..
<><> ومنهم "اثنين" من <<أصحاب أصحابه>> وهما: (1) مرقس و(2) لوقا.
<(!!*!!)> وذكر المؤرِّخ العلاّمة إبن كثير بأنه بعدما رُفع [عيسى] الى السماء، وتمّ صلب "الواشي الغادر" اختلف الناس في [عيسى] على أقوال:
(1) [(اليعاقبة)] وهم أصحاب يعقوب البرادعي، وكانوا من أهل المجمع الثالث، فقالوا: (( كان "الله" فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء ))..
(2) [(النسطورية)] وهم أصحاب نسطورس، أهل المجمع الثاني، فقالوا: (( كان فينا "إبن الله" ما شاء، ثم رفعه الله إليه ))..
(3) [(الحوارييِّون ومن تبعهم من الموحِّدين على مرّ العصور)]، فقالوا: ((كان فينا "عبد الله ورسوله" ما شاء، ثم رفعه الله إليه ))..
<><> فتظاهرت "الكافرتان"(اي اليعاقبة والنسطورية) على "المسلمة" (وهي فرقة الحوارييِّن ومن تبعهم من الموحِّدين) فقتلوها.. فلم يزل "الإسلام" طامساً (أي ان فرقة الموحِّدين بقيت لا تتمكن من المجاهرة بعقيدتها الصحيحة) حتى بعث الله النبي محمد صلّى الله عليه وسلم.
<(!*!)> قال إبن عبّاس: وذلك في قوله تعالى: {{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}}.. سورة الصف: 14.
<(!*!)> قال إبن كثير: بعد (أن رُفِع) المسيح بثلاثمائة سنة اختلف البتاركة الأربعة وجميع الأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهبان، في المسيح على أقوال متعددة، لا تنحصر ولا تنضبط.
<><> فإجتمعوا وتحاكموا إلى الملك [قسطنطين] باني "القسطنطينية"(والذي كان اوّل ملك من الروم يقتنع بالمسيحيّة وفرضها بالقوّة على كل مملكته المنتشرة في انحاء المعمورة)..
===> وكان هذا المجمع هو الأوّل <*> فسمّوا [الملكية] (نسبة لذلك الملك الذي ترأّس الإجتماع الكهنوتي والذي ناصر رأي فرقة على الآخرين)، فصار"الملك" إلى قول من تلك المقالات ودحض من عاداهم وأبعدهم (اي ان الملك ابعد مخالفيه عن الوظائف وعن المجاهرة بأقوالهم فيما يتعلّق بما اوجده هو وفرقته [الملكية]عن النبي عيسى عليه السلام)..
<><> وقد بنت (فرقة) [الملكية] الكنائس الهائلة، وعمدوا إلى ما كان من بناء اليونان، فحولوا محاريبها إلى الشرق، بعد ان كانت إلى الشمال .
===> وقال إبن كثير: إنّ جميع (تلك الفرق) [الملكية] و[النسطورية] و[اليعقوبية] يعتقدون نفس العقيدة، ويختلفون في تفسيرها.
<><> وتفرّدت (فرقة الحوارييِّن (أي تلامذة عيسى المقرّبين ومن تبعهم من الموحِّدين) وهي الفرقة التابعة لـ "عبد الله بن اريوس"، الذي ثبت على قوله بأنّ [عيسى] هو: << عبد من عباد الله ورسول من رسله >>..
فسكنوا البراري والبوادي، وبنوا الصوامع والأديرة والقلايات.. وقنعوا بالعيش الزهيد، ولم يخالطوا أولئك الملل والنحل..
<(!!*!!)> ثم وبعد 3 قرون (والقرن هو 100 سنة) من رفع النبي [عيسى] للسماء ، وخلال زيارة الإمبراطور الروماني الوثني [قسطِن] أو (قسطنطيوس) الى بلاد الشام
تعرّف على شابّة مسيحيّة أسمها [هيلانة]،وهي (حرّانية فندقانية، كما ذكرالمؤرّخ إبن كثير).. ولفت إنتباهه فيها إعتزازها الكبير بكرامتها وطيبتها وجمالها وبساطتها مع ثقتها بنفسها.. فتزوّجها وأخذها معه الى عاصمة بلاد الروم [بزنطة] والتي سميت بعدئذ بـ"القسطنطينية" نسبة الى"قسطنطين"إبنهما، (وحالياً إسمها إسطنبول).
<><> وكانت تلك الشابة البسيطة مؤمنة بالله وملتزمة بعقيدتها المسيحيّة.. لهذا بعد ان ولدت إبنها <ولي العهد> "قسطنطين" قرّرت أن تبعده عن جوِّ الإلحاد والوثنية، فأرسلته مباشرة الى"بيت أخواله" ليتربّي عندهم التربية الصالحة القائمة على الدين والإيمان ومكارم الأخلاق..
<><> وكانت النتيجة بأنّ إبنها عاد اليها شاباً مسيحيّاً مُلتزماَ مثلها ومثل أخواله.. وهنا رأت الأم بأن تُهيّأ إبنها الذي هو "ولي العهد" ليكون جاهزاً لحكم الإمبراطورية الرومانيّة وتنصيرها بدون معارضة من العائلة المالكة وكبار رجالات المملكة العظيمة..
<><> فأوجدت حوله نخبة من "رجال الدين" الذين قاموا بدمج دين النبي عيسى [(التوحيديّ)] بــ [(الآراء الوثنية)] الرومانية ..
<><> فتأثّر"قسطنطين" بمعلميه الجدد.. وتولّدت القناعة عنده بأنّ هذا الدين هو عبارة عن معتقدات وإجتهادات وأفكار حُرّة لرجال الدين.. وأصبح يرى بأنّ [النصرانية] بحاجة الى حمايته ورعايته ونشره لها في انحاء العالم الذي سيكون تابعاً له من بعد وصوله للحكم..
ــ ثم وبعد موت والده أصبح هو قيصر [الإمبراطورية الرومانيّة] ذات الإنتشار الواسع في مشرق الأرض الى مغربها..
ــ وبما انّ الناس كانوا يرون بأنّ تلك"الديانة الجديدة" هي كما يريدها قيصرهم"قسطنطين" وليس كما كان يريدها النبي [عيسى]، ولا كما فهمها تلامذة عيسى من الحوارييّن الصالحين.. لأنّ القيصر كان مُطاعاً في كل شيء عند رعيَّته حتى في نواحي العبادات والمعتقدات.
<><> وبهذا إستطاع "قسطنطين" من نشر"افكاره ومعتقداته المسيحية" بسهولة تامّة في كامل إمبراطوريته وذلك خلال فترة وجيزة ..
<><> ووضع هو وجماعته من رجال الدين [(قانوناً لدينه الجديد)] حيث إستمرّ قروناً طويلة.. وتمّ فرضه على الناس بالقوّة..
<><> ثم وبمرور الزمن الطويل أصبح ذلك القانون مُجرّد <عادة متوارثة> عند الناس وبالذات من بعد نجاح الثورة الفرنسية في أوروبّا ، فحلّ [(القانون المَدَني)]، <(أي حُكم الشعب نفسه بدل الدين)> محلّ[(قانون القيصر لدينه الجديد)]..
<(*!*)> قال المؤرِّخ إبن كثير: (( فوضع الروم (اي الملك وجماعته) [القوانين والأحكام]، وكان منها مخالف "للعتيقة" التي هي "التوراة"..
وأحلّوا أشياء هي حرام بنص"التوراة" ومن ذلك (اكل لحم)"الخنزير"، و"صلوا إلى الشرق"))..
<(!**!)> وذكر إبن كثير بأنّ [قسطنطين] بنى <(منطقة بيت لحم)> على محل <مولد المسيح>..
<(!**!)> وبنَتْ أمّه [هيلانة] على <(قبر المصلوب)> "القمامة" (اي كنيسة القيامة في بلد بيت المقدس)..
<><> وهم يسلِّمون لليهود أنه المسيح ..(أي انّ [هيلانة] وإبنها [قسطنطين] وبقيّة المقرّبين منهما من رجال الدين وغيرهم يعتقدون بأنّ المصلوب كان هو [النبي عيسى] عليه السلام ، كما انهم يرفضون رأي أصحاب النبي [عيسى] القائل بأنّ المصلوب هو شبيه النبي عيسى ، وأن عيسى رفعه الله للسماء حيّاً).
<(*!*)> وقال إبن كثير: (( إنّ اليهود لمّا صلبوا ذلك الرجل (الشبيه بالنبي عيسى) وألقوه بخشبته، جعلوا مكانه [(مطرحاً للقمامة والنجاسة وجِيَف الميتات والقاذورات)]..
<><> فلم يزل كذلك حتى كان في زمان"قسطنطين" المذكور، فعمدت أمه "هيلانة" فإستخرجت (خشبة الصليب) من هنالك معتقدة أن [المسيح] (هو الذي صُلِب عليها) ))..
<(*!*)> وقال إبن كثير: (( إنّ النصارى في ذلك اليوم "عظّموا تلك الخشبة"، وغشّوها بالذهب واللآليء..
ــ ومن ثم اتخذوا الصلبان وتبركوا بشكلها وقبلوها.
ــ وأمرت[هيلانة] فأزيلت تلك القمامة، وبُنيَ مكانها [(كنيسة هائلة مُزخرفة بأنواع الزينة)]، فهي هذه المشهورة اليوم ببلد "بيت المقدس" التي يُقال لها "كنيسة القُمامة"،بإعتبار ما كان عندها، ويسمونها "كنيسة القيامة"، يعنون التي يقوم "جسد المسيح" منها..
<(!**!)> ثم أمرت[هيلانة] بأن توضع"قمامة البلد وكناسته وقاذوراته" على [(الصخرة)] التي
هي"قبلة اليهود" (وذلك إنتقاماً منهم لأنهم (أي اليهود) كانوا يكرهون [عيسى] وأمّه (مريم)..
<><> ولم يزل كذلك (أي أنّ هذه القاعدة من توسيخهم للصخرة التي هي قبلة اليهود استمرّت زمناً طويلاً) حتى فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه "بيت المقدس"، فكنّس عنها القمامة بردائه، وطهّرها من الأخباث والأنجاس.. وأنه لم يضع المسجد (الذي بناه هناك) وراءها، ولكن أمامها، حيث صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلّم "ليلة الإسراء" بالأنبياء (في المسجد الأقصى ببيت المقدِس) )).
==> وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلّى بالمسجد الأقصى"ليلة الإسراء" في مقدّمة المسجد.. وذلك ليخالف اليهود في قبلتهم .. فترك [الصخرة] خلفه ولم يجعلها أمامه كي لا تكون قِبلة له ولأمّته من بعده..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( والى بقيّة الموضوع بإذن الله، والمتعلِّق بنزول [عيسى] الى الأرض قبل يوم القيامة ))..
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق