الجمعة، 22 فبراير 2013

[(رقم 26)] ((النبي [عيسى] ومُعجِزة وِلادته وكلامه بالمهد ورفعه حيّا للسماء ثم نزوله قبل يوم القيامة ))

(( النبي [عيسى] ومُعجِزة وِلادته وكلامه بالمهد
ورفعه حيّاً للسماء ثم نزوله قبل يوم القيامة ))



<(!*!)> يتفرّع نسب النبي [عيسى] عليه السلام الى قسمين ، وهما:
ــ أوّلاً : إنّ‏ نسبه لجهة أمّه السيدة [مريم] العذراء رضوان الله عليها فهو كالآتي:
<(!!)> ذكر المؤرِّخ محمد بن اسحاق بأنّ [مريم] هي بنت عمران بن باشم بن امون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن موثم بن عزازيا بن امصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن ايشا بن ايان بن رحبعام بن [سليمان] بن [داود‏] عليهما السلام.‏
ــ ثانياً : 
أمّا نسبه الأساسي فهو‏ عبد الله ورسوله وكلمته إلى مريم.. وكانت ولادته من [أنثى بلا ذكر].. وقد جعل الله طريقة حمله مُعجزة كما حصل لأبي البشرية [آدم] وكذلك [حواء]..
 <(**)> قال الله تعالى: {{وَلِنَجْعَلَهُ ايَةً لِلنَّاسِ‏}‏}.. أي وليجعل خلقه دليلاً على كمال قدرة الله تعالى على كافة انواع الخلق، والتي كانت كالحالات الأربعة الآتية:
<(1)> خلق الله تعالى النبي [آدم]"من غير ذكر ولا انثى"،
<(2)> وخلق جدّتنا [حواء] "من ذكر بلا انثى" ،
<(3)> وخلق [عيسى] "من أنثى بلا ذكر" ،
<(4)> وخلق [بقية ذُريّة آدم] "من ذكر وأنثى".


==> وموضوعنا هذا يتعلّق بالحالة رقم <(3)> ، وهي حالة نبي الله [عيسى بن مريم]عليه السلام ، الذي هو كلمة الله إلى السيدة [مريم] العذراء رضوان الله عليها..
 <(!!*!!)> وذكر إبن كثير في كتاب البداية والنهاية بأنّ النبي [
عيسى بن مريم]عليه السلام وُلِد في "بيت لحم"، قريباً من "بيت المقدس"..
<><> وجاء وصف ذلك المكان في قوله تعالى: {{ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }} المؤمنون: 50 .
==> والمراد بالرَبْوَة هي التلّة المرتفعة.. وعند تلك التلّة أنجبت [مريم] إبنها [عيسى]عليه السلام.. وقد تمّت الولادة عند"جِزع نخلة" كان يابساً منذ زمن طويل ، وبقدرة الله عاد حيّاً كما كان سابقاً، وتحوّل الى نخلة مُثمرة مليئة بالرطب الشهي والمفيد جدّا لغذاء مريم وإنعاشها وتجديد طاقتها من بعد رحلتها الطويلة لتبتعد عن أعين الناس وثرثرتهم التي لا تطاق.. ثم إنّ ولادتها لم تكن سهلة عليها كبقيّة النساء الحوامل اللاتي يجدن من يساعدهنّ بذلك ويعطيهنّ كل الإرشادات الضرورية لولادتهن ولمولودهنّ..
===> أمّا هي فإنّ أرحم الراحمين سبحانه وتعالى لم يتركها لوحدها!!! بل يسّر  لها مولودها الواصل للحظته الى الدنيا والقادم من"عالم بيت الرحم".. فأنطقه الله ليواسيها ويساعدها بنصائحه وتوجيهاته الهامة في وضعها الذي لا تُحسد عليه..
<><> وهُنا وبسبب هذه المفاجأة السارّة نسيت [مريم] كل تعبها الجسدي والنفسي..
وعادت فأضاءت الدُنيا أمامها من جديد بسبب تلك المعجزة التي أكرمها الله وشرّفها بها .. <><> وكانت قبل ذلك قد شعرت بأنها ستكون عاجزة عن إقناع مجتمعها المليء بالزندقة وقلّة الدين والحياء..
==> واليكم حالة ووضع السيدة مريم خلال مرورها بتلك الصعاب إلى حين وصول البِشارة الجميلة لها..
<(**)> قال الله تعالى:{{ فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانا قَصِيّا * فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيا مَنْسِيّا *
<(**)> فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبا جَنِيّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنا .. }}. سورة مريم.
<(!!!)> ويبدو لي بأنّ النبي [عيسى]عليه السلام تكلّم  وهو ما زال طفلاً رضيعاً حديث الولادة
في حالتين.. وهما :
<1> فقد تكلّم بعد ولادته مباشرة عند "ربوة بيت لحم"
<><> حيث انطقه الله مُخاطباً والدته العظيمة ليواسيها ويُخفِّف عنها حيرتها وخوفها ممّا كان سيحلّ بها أمام قومها.. <><> كما انه أعلمها بأنه سيكون هو من يُدافع عنها أمام الناس عند رجوعها به لبيت المقدِس.. فشعرت [مريم] بسعادة لا توصف ، ثم حملته وتوجّهت به الى بيت كفيلها النبي [زكريّا]عليه السلام، الذي هو زوج خالتها .. <><> ويومئذٍ لم تتمكّن مريم من العودة الى خدمتها بالمسجد أو الإقامة فيه حتى تطهر من نِفاسها ..
<2> ثم عاد النبي [عيسى] فتكلّم مرّة أخرى وذلك عندما سمع كذب القوم وأقوالهم السخيفة المليئة بالإفتراءات والزندقة..
<(**)> فردّ عليهم كما جاء في قول الله تعالى:{{
ــ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّا *
ــ وَجَعَلَنِي مُبَارَكا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّا*
ــ وَبَرّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارا شَقِيّا *
ــ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَموتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّا *}}
.. سورة مريم.

<><> وكان [عيسى] في كلامه الثاني قد ردّ على "أشرار وسُفهاء بني إسرائيل" الذين وجدوا بأنّ الفـُرصة سانحة لهم ليُشكِّكوا الناس بدينهم عن طريق الطعن بمن يحملون رايته المباركة..
ــ فنالوا من أمِّ عيسى الطاهرة [مريم] رضوان الله عليها..
ــ ونالوا من والدها [عمران] رحمه الله، إمام بيت المقدس..
ــ ونالوا من كفيلها النبي [زكريّا] عليه السلام ..

==> وبعدئذ توقـّف النبي [عيسى]عن الكلام حتى بلغ وقته المطلوب مثل بقيّة الأطفال..
<(!!!)> فقد روى إسحاق بن بشرعن ابن عباس: (( إنّ [عيسى بن مريم] أمسك عن الكلام بعد أن كلّمهم طفلاً حتى بلغ ما يبلغ الغلمان، ثم أنطقه الله بعد ذلك "الحكمة والبيان".. فأكثر اليهود فيه وفي أمّه ([مريم]رضوان الله عليها) من القول، وكانوا يسمّونه"ابن البغيّة كما جاء في قوله تعالى:{{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانا عَظِيما}} )). سورة النساء: 156.

<(!!!)> وكان أمر[عيسى] قد إشتـُهر كثيراً بين كل الناس بسبب كلامه في المهد..كما انه ظهرت عليه كرامات ومُعجزات في حال صِغره، منها:
===> ما رواه إبن لهيعة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بأنّ [عيسى بن مريم] كان وهوغلام يلعب مع الصبيان،،
ــ فكان يقول لأحدهم: ((تريد أن أخبرك ما خبّأت لك أُمّك))؟؟
ــ فيقول (الصبي): ((نعم)).
ــ فيقول: ((خبّأتْ لك كذا وكذا))..
ــ فيذهب الغلام منهم إلى أمِِّه فيقول لها: ((أطعميني ما خبّأتِ لي))..
ــ فتقول (أمّه): ((وأي شيء خبّأت لك))؟!؟
ــ فيقول (إبنها): ((كذا وكذا))..
ــ فتقول له: ((من أخبرك))؟!؟
ــ فيقول : ((عيسى بن مريم)).


 ===> وذُكِرَ بأنّ رجلاً عمل ضيافة للناس بسبب طهور أولاده..
ــ فلمّا إجتمع الناس، أطعمهم ثم أراد أن يسقيهم شراباً، يعني خمراَ، كما كانوا يصنعون في ذلك الزمان .. ولكنه لم يجد في جراره شيئاً (من الخمر)، فشقّ ذلك عليه..
ــ فلما رأى[عيسى] ذلك منه (وكان ما زال صغيراً)، قام فجعل يمرّ على تلك الجرار، ويمرّ يده على أفواهها.. فلا يفعل بجرّة منها ذلك إلاّ إمتلأت شراباً من خيار الشراب (وليس خمراً.. وهذا يبيِّن بأنّ أنبياء الله كانوا يتجنّبون الخمر لأنها أم الخبائث بالرغم من انها يومئذ لم تكن مُحرّمة على الناس)..
ــ فتعجّب الناس من ذلك جدّاَ وعظّموه، وعرضوا عليه وعلى أمِّه [مريم] مالاً جزيلاً ، فلم يقبلاه.. وإرتحلا عنهما الى مصر..
==> وكان سبب تركهما لبلاد بيت المقدس وإنتقالهما الى مصر هو كما ذكر إبن عبّاس رضي الله عنهما حيث قال: ((كان عيسى يرى العجائب في صباه إلهاماً من الله، ففشا ذلك في اليهود .. وترعرع عيسى..فهمّت به بنو إسرائيل (أي أرادوا أن يقتلوه)،فخافت أمّه عليه..
==> فأوحى الله إليها (أي ألهمها) أن تنطلق به إلى أرض مصر))..

<(!*!)> ونقل إسحق بن بشر عن وهب بن منبه انه قال: (( إن عيسى لما بلغ 13 سنة أمره الله أن يرجع من بلاد مصر إلى "بيت إيليا"(أي بلاد بيت المقدس).
ــ قال: فأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل، وعلمه التوراة، وأعطاه إحياء الموتى، وإبراء الأسقام، والعلم ممّا يدّخِرون في بيوتهم..
<><> وتحدّث الناس بقدومه وفزعوا لِما كان يأتي من العجائب. فجعلوا يعجبون منه،فدعاهم إلى الله ، ففشا فيهم أمره ))..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( والى بقيّة الموضوع بإذن الله والمتعلِّق برفعه حيّا للسماء ثم نزوله قبل يوم القيامة ))..





وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق