السبت، 16 فبراير 2013

((قصة غرق الفرعون الطاغية الوليد بن مصعب, ومعجزة نجاة جثته و تخليدها في الدنيا ليكون عبرة لأمثاله الأشرار))

((قصة غرق الفرعون الطاغية الوليد بن مصعب, ومعجزة نجاة جثته و تخليدها في الدنيا ليكون عبرة لأمثاله الأشرار))

<(*! *)> ذكر العلامة إبن كثير بأنه حين جاء الوحي إلى موسى (عليه السلام) يأمره بالخروج (ببني إسرائيل من مصر خوفا من بطش فرعون بهم وإبادتهم), خرجوا مسرعين, فحملوا العجين قبل اختماره, وحملوا الأزواد وألقوها على عواتقهم .. وكانوا قد استعاروا من أهل مصر حليا كثيرا.
==> فخرجوا بليل, وساروا مستمرين ذاهبين من فورهم, طالبين بلاد الشام, وأخرجوا معهم تابوت النبي يوسف عليه السلام .. <> <> وكان بين خروجهم من مصر بص حبة موسى عليه السلام, ودخولهم إليها بصحبة نبيهم يعقوب (أي إسرائيل) والد النبي يوسف عليهما السلام 425 سنة.

<(! *!)> قال المفسرون وغيرهم من أهل الكتاب: استأذن بنو إسرائيل فرعون في الخروج إلى عيد لهم, فأذن لهم وهو كاره, ولكنهم تجهزوا للخروج, وتأهبوا له .. <(! *!)> وجاء في البداية والنهاية ايضا بأنه لما خرج بنو إسرائيل .. كان أهل مصر في مناحة عظيمة على (موت) أولادهم و أموالهم, ليس من بيت إلا وفيه عويل ..
<> <> وخرجوا على طريق بحر سوف, وكانوا في النهار يسيرون والسحاب بين أيديهم يسير أمامهم, فيه عامود نور, وبالليل أمامهم عامود نار, فإنتهى بهم الطريق إلى ساحل البحر فنزلوا هنالك .. ولما علم فرعون بذهابهم, حنق عليهم كل الحنق, وإشتد غضبه عليهم. وشرع في استحثاث جيشه وجمع جنوده, ليلحقهم ويمحقهم ..
فخرج في مليون ونصف فارس ..

<(*)> فقلق بنو إسرائيل كثيرا حتى قال قائلهم: ((كان بقاؤنا بمصر أحب إلينا من الموت بهذه البرية)) ..
==>
فقال موسى لمن قال هذه المقالة: ((لا
تخشوا .. فإن فرعون وجنوده لا يرجعون إلى بلدهم بعد هذا)).

<(!)> فأدركهم فرعون عند شروق الشمس عند الشاطيء, وكان هامان على مقدمة جيشه .. فعندها قال أصحاب موسى وهم خائفون: ((إ نا لمدركون)) .. وذلك لأنهم إضطروا في طريقهم إلى عبور البحر, فليس لهم طريق ولا محيد إلا سلوكه وخوضه ..
وهذا ما لا يستطيعونه ولا يقدرون عليه .. وكانت الجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم, وهي شاهقة منيفة, وفرعون قد غالقهم وواجههم
  في جنوده وجيوشه .. <> <> فكانوا في غاية الخوف والذعر منه لما قاسوا في سلطانه من الإهانة والمنكر.
==> فشكوا إلى نبي الله ما هم فيه مما قد شاهدوه وعاينوه, وكان معه أخوه "هارون" و "يوشع بن نون" الذي كان يومئذ من سادات بني إسرائيل وعلمائهم وعبادهم الكبار, وقد أوحى الله إليه, وجعله نبيا من بعد موسى وهرون عليهما السلام ..
وكان معهم أيضا: مؤمن آل فرعون, وهم وقوف وبنو إسرائيل بكمالهم عليهم عكوف ..
<> <> فقال لهم موسى: {{كلا إن معي ربي سيهدين}}, وكان في الساقة, فتقدم إلى المقدمة, ونظر إلى البحر, وهو يتلاطم بأمواجه, ويتزايد زبد أجاجه, وهو يقول: (((ههنا أمرت)) ) ..
===>
ويقال: فإن مؤمن آل فرعون جعل يقتحم بفرسه مرارا في البحرفلم يتمكن من سلوكه ..
فقال لموسى عليه السلام: ((يا نبي الله أههنا أمرت))? فيقول نبي الله: (((نعم))).
فلما تفاقم الأمر, وضاق الحال, واشتد الأمر, وإقترب فرعون وجنوده, وزاغت الأبصار, وبلغت القلوب الحناجر, فعند ذلك أوحى الحليم العظيم القدير, رب العرش الكريم, إلى موسى الكليم:
{{أن اضرب بعصاك البحر}} ..
===> فلما ضربه: إنفلق اثنتي عشرة طريقا, لكل سبط طريق يسيرون فيه .. وهكذا كان ماء البحر قائما مثل الجبال, مكفوفا بالقدرة العظيمة, الصادرة من الذي يقول للشيء: ((كن فيكون)) ..
<(*)> ولما أمر موسى عليه السلام أن يجوز البحر ببني إسرائيل, فإنحدروا فيه مسرعين مستبشرين مبادرين, وقد شاهدوا من الأمر العظيم ما يحير الناظرين, ويهدي قلوب المؤمنين ..

<(*)> فلما جاوزوه وخرج آخرهم منه, وانفصلوا عنه, كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه, ووفودهم عليه, فأمره القدير ذو الجلال أن يترك البحر على هذه الحال ليقتحمه فرعون البحر,, فلما رأته الجنود قد سلك البحر إقتحموا وراءه مسرعين , فحصلوا في البحر أجمعين, حتى هم أولهم بالخروج منه, فعند ذلك أمر الله تعالى كليمه, فيما أوحاه إليه أن يضرب البحر بعصاه, فضربه فإرتطم عليهم البحر كما كان, فلم ينج منهم إنسان. <(! *!)> قال إبن كثير أنه لما جعلت الأمواج تخفض فرعون تارة, وترفعه أخرى وبنو إسرائيل ينظرون إليه وإلى جنوده, ماذا أحل الله به وبهم من البأس العظيم والخطب الجسيم, ليكون أقر لأعين بني إسرائيل, وأشفى لنفوسهم ..
<> <> فلما عاين فرعون الهلكة, وأحيط به, وباشر سكرات الموت, أناب حينئذ وتاب وآمن حين لا ينفع نفسا إيمانها.
وجاء في تفسير ابن كثير عن ابن عباس انه قال <(*!)>: لما أغرق الله فرعون أشار بإصبعه (السبابة) ورفع صوته وقال:
{{آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل}} .
*** وجاء في قوله تعالى: {{آلآن
وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}} استفهام إنكار! ونص على عدم قبوله تعالى منه ذلك ..
قال الله تعالى: {{بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}} الأنعام:. 28
ا
-----------------------
<(**!!)> قال إبن عباس وغيره: شك بعض بني إسرائيل في موت فرعون حتى قال بعضهم: ((إنه لا يموت)),

<(**)> فأمر الله البحر فرفعه على مرتفع وعليه درعه التي يعرفونها من ملابسه,
==> ليتحققوا بذلك هلاكه, ويعلموا قدرة الله عليه)).

------------
<(! **!)> وإني أرى بأن نجاة جثة هذا الفرعون الطاغية من الغرق وتخليدها في الدنيا ==> كانت معجزة وعبرة لأمثاله الأشرار عبر العصور المتلاحقة ..
<(! **!)> ولكن وللأسف فإن تلك العبرة تم طمسها من أطراف مغرضة وبعيدة عن مخافة الله,,
==> فقاموا يراوغون ويوهمون الناس بأن جثة ذلك الطاغية بقيت الى يومنا بسبب "التحنيط" .. مع العلم بأن كلام رب العالمين في ذلك جاء واضحا للناس كوضوح الشمس في وسط النهار ..
*** فقد قال الله تعالى: {{فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ءاية, وإن كثيرا من الناس عن ءاياتنا لغافلون}}. سورة يونس: 92

================================================== =
==> وقد أغرقهم الله تعالى, وسلبهم عزهم ومالهم وأنفسهم, وأورث بني إسرائيل جميع أموالهم وأملاكهم ولم يبق يومئذ بمصر سوى العامة والرعايا. <> <> وكان هذا من إجابة الله تعالى لدعوة كليمه موسى وأخيه هارون عليهما السلام ..
<(! *!)> وذكر ابن عبد الحكم في تاريخ مصر أنه من ذلك الزمان تسلط نساء مصر على رجالها, بسبب أن نساء الأمراء والكبراء تزوجن بمن دونهن من العامة .. فكانت لهن السطوة عليهم, وإستمرت هذه سنة متبعة في نساء مصر ..
<(! *!)> وبموت هذا الفرعون اللعين و الطاغية الكبير ((الوليد بن مصعب بن معاوية)) إنتهى حكم الفراعنة من مصر نهائيا ..
<(! *!)> و جاء في المواعظ والإعتبار في ذكر الخطب والآثار للمقريزي بأن ملوك مدين (وهم قبائل سامية عربية مثل الفراعنة) ملكوا مصر 500 عام بعد غرق فرعون, حتى أخرجهم منها نبي الله [سليمان بن داود] عليهما السلام, فعاد الملك بعدهم إلى القبط (ابناء عم الفراعنة, لأنهم من أحفاد حام بن نوح) ..
<(! *!)> و
جاء بأ ن جالوت بن بالوت لما قتله نبي الله [داود] عليه السلام, سار ابنه جالوت بن جالوت إلى مصر, وبها ملوك مدين (وهي قبائل سامية عربية), فأنزله ملك مصر (وهو احد ملوك مدين) بالجانب الغربي .. فأقام بها مدة, ثم سار إلى بلاد الغرب.
*************************
<(*)> ولما أغرق الله فرعون وجنوده, حينئذ سبح موسى وبنو إسرائيل ..
وأخذت مريم بنت عمران - أخت موسى وهرون - عليهما السلام, دفا بيدها, وخرج النساء في أثرها كلهن بدفوف وطبول, وجعلت مريم ترتل لهن وتقول: ((سبحان الرب القهار الذي قهر الخيول وركبانها, إلقاء في البحر)).

**************************
<(**)> عن إبن عباس قال: ((قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة, واليهود تصوم يوم عاشوراء (وهو يوم العاشر من شهر محرم).
فقالوا: "هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون".

==> قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: [[أنتم أحق بموسى منهم, فصوموا]])) .. البخاري.

((ولكنه لم يعد واجبا بعد ان فرض رمضان علينا, وأصبح صومه مستحب فقط كما ذكر فقهاء الصحابة)).
---------------
<(***)> قال تعالى: {{ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم * أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين * وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين * وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون * وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون * فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون * فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون * واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون * كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين * ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين * من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين * ولقد اخترناهم على علم على العالمين * وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين}} الدخان: 17-33
<(***)> وقال تعالى: {{وقال
موسى ربنا إنك أتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون}} .. يونس: 88-89.


و الى متابعة هذه الإضاءات التاريخية في القريب بإذن ا لله.

و تقبلوا جميل تحياتي,,, المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق