الأحد، 17 فبراير 2013

((التعزية الرائعة والمميزة التي كتبها "ذو القرنين" لأمه عند وفاته ليواسيها بفاجعتها به))

<(# #)> ذكر العلامة ابن الجوزي رحمه الله هذه التعزية الرائعة التي كتبها "ذو القرنين" ملك الملوك في زمانه, الذي حكم المشرق والمغرب .. وكان عبدا صالحا لله تعالى .. وقد اختلفوا في زمن وجوده! والأرجح عندي بأنه عاش في أواخر زمن رسول الله [إبراهيم الخليل] عليه الصلاة والسلام, وانهما إلتقيا سوية, وتأثر به وبرسالته السماوية,, فإتبعها ونشرها في كافة انحاء المعمورة ..
<(! #!)> وكان "ذو القرنين" رحمه الله بارا بوالدته ويحبها كثيرا .. وكان بعيدا عن مكان إقامتها بسبب إنشغاله بالدعوة الى الله تعالى,
لهذا عندما صار على فراش الموت, أراد أن يواسيها قبل فاجعتها به, وأحب أن يخفف عنها ألم تلك المصيبة القادمة اليها, فكتب لها هذه الكلمات العظيمات .. وأمر نائبه بأن يرسلها لأمه الحكيمة بعد وفاته, ثم يلحقها بجنازته ..
************************

فكتب لها {*!}: ((بسم الله الرحمن الرحيم
==> من "الإسكندر بن قيصر" رفيق أهل الأرض بجسده قليلا, ورفيق أهل السماء بروحه طويلا (بإذن الله ورضاه) ..
==> إلى أمه "روقية" ذات الصفاء,,
التي لم تمتع بثمرتها في دار القرب,,
وهي مجاورته عما قليل في دار البعد (بإذن الله) ..

<(**)> يا أماه! يا ذات الحكمة,,
==>
أسألك برحمتي وودي وولادتك إياي,, ==> هل وجدت لشيء قرارا باقيا وخيالا دائما??
<(**)> ألم تري إلى الشجرة كيف تنضر أغصانها وتخرج ثمرتها وتلتف أوراقها,, ثم لا يلبث الغصن أن يتهشم,, والثمر أن يتساقط,, والورق أن يتباين!
<(**)> ألم تري النبت الأزهر يصبح نضيرا,, ثم يمسي هشيما!
<(**)> ألم تري إلى النهار المضيء ثم يخلفه الليل المظلم!
<(**)> ألم تري إلى القمر الزاهر ليلة بدره كيف يغشاه الكسوف!
<(**)> ألم تري إلى شهب النار الموقدة ما أوشك ما تخمد!
<(**)> ألم تري إلى عذب المياه الصافية ما أسرعها إلى البحور المتغيرة!
<(**)> ألم تري إلى هذا الخلق كيف يعيش في الدنيا, قد امتلأت منه الآفاق, واستعلت به الأشياء, وولهت به الأبصار والقلوب!
<(**)> ألم تري أنه قيل لهذه الدار:
==> روحي بأهلك فإنك لست لهم بدار,,
==> يا واهبة الموت,,
==> ويا موروثة الأحزان,,
==> ويا مفرقة بين الأحبة,,
==> ويا مخربة العمران!

<(**)> ألم تري إلى كل مخلوق يجري على ما لا يدري!
<(**)> هل رأيت يا أماه <*> معطيا لا يأخذ? <*> ومقرضا لا يتقاضى? <*> ومستودعا لا يسترد وديعته?!
<(**)> يا أماه! إن كان أحد حقيقا بالبكاء <> فلتبك السماء على نجومها <> ولتبك الحيتان على بحورها <> وليبك الجو على طائره <> ولتبك الأرض على أولادها, والنبت الذي يخرج منها <> وليبك الإنسان على نفسه التي تموت في كل ساعة, وعند كل طرفة. .
<(**)> يا أماه! إن الموت لا يعتقني من أجل أني كنت عارفا أنه نازل بي!
==> فلا يتعبك الحزن .. فإنك لم تكوني جاهلة بأني من الذين يموتون!

<(**)> يا أماه! إني كتبت كتابي هذا وأنا أرجو أن تعتبري به! ويحسن موقعه منك .. فلا تخلفي ظني,,, ولا تحزني روحي,,,
<(**)>
يا أماه! إني قد علمت يقينا, أن الذي أذهب إليه, خير من مكاني الذي أنا فيه <> <> وأطهر من الهموم والأحزان والأسقام والنصب والأمراض ..

<> <> فإغتبطي لي بمذهبي, واستعدي لإتباعي ..
<(**)> يا أماه! إن ذكري قد إنقطع من الدنيا >> وما كنت أذكر به من الملك والرأي. <> <> فإجعلي لي من بعدي ذكرا أذكر به في حلمك وصبرك والرضا بما يقول الحكماء ..
<(**)> يا أماه! إن الناس سينظرون إلى هذا منك وهم راض وكاره ومستمع وقائل .. <> <> فأحسني إلي وإلى نفسك في ذلك ..
<(**)>
يا أماه! السلام في هذا الدار قليل زائل >>> فليكن عليك وعلينا في دار الأزل السلام الدائم ..
<(**)> فتفكري بفهم وديعة نفسك أن تكوني "شبه النساء" في الجزع,,, كما كنت لا أرضى "شبه الرجال" في الاستكانة والضعف,,, ولم يكن ذلك يرضيك في ..
<(**)> أيا أماه! إصنعي طعاما وإجمعي من قدرت عليه من نساء أهل المملكة)) ..
***********************

ثم مات رحمه الله
>>> فلما حمل تابوته (ووصل) إلى أمه >> تلفتت بعظماء أهل المملكة,,,,
فلما رأته (أي رأت تابوته وسط تلك الجموع) قالت (وبجلادة نادرة): ((
===> يا ذا الذي بلغ العالم حلمه,,,
===> وجاز أقطار الأرض ملكه,,,
===> ودانت الملوك عنوة له,,,
<(!!)> م الك اليوم نائما لا تستيقظ? وساكتا لا تتكلم?
<(!!)> من بلغك عني بأنك وعظتني فإتعظت?? وعزيتني فتعزيت??
===> فعليك السلام حيا وميتا)).

ثم أمرت بدفنه.
# # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # #

ما شاء الله على عظمة هذه الوالدة الحكيمة العاقلة ..
وما شاء الله على روعة هذا القائد الصالح والعادل الذي تمكن بفضل الله عز وجل من حكم العالم أجمع بما يرضي الله تعالى ..
وما أروع بره بوالدته حتى وهو على فراش الموت! ..



و تقبلوا جميل تحياتي,,, المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق