((النبيّ [شعيا بن أمصيا] عليه السلام
وقصّته مع الملك "حزقيا" حاكم بني إسرائيل))<(!*!)> ذكر المؤرِّخ الكبير العلاّمة إبن جريرالطبري بأنه بعد وفاة النبي [سليمان بن داود] عليهما السلام "ملك" من بعده ابنه [(رحبعام)] مدة 17 سنة ..
ومن بعده تفرّقت مملكة الملك [سليمان] العظيمة بعد ان إمتدّت في أرجاء المعمورة ووصلت حضارتها الى مكانة عالية جدا ونادرة في الرُقيِّ ، وخاصة بعد ان سخّر الله تعالى له الجن والشياطين فأطاعوه وبنوا له ما يعجز الوصف عنه وكانت أعمالهم أقرب ما تكون الى الخيال لعظمتها ورَوعتها..
<><> ومن بعد النبي [سليمان] خلفه بالنبوّة [شعيا بن أمصيا] عليه السلام..
<(!*!)> قال المؤرِّخ محمد بن إسحاق: كان النبي [شعيا]هو ممّن بشّر (بالنبي) عيسى وبـ (النبي) محمد عليهما الصلاة السلام..
ــ وكان في زمنه "ملك على بني إسرائيل" ببلاد بيت المقدس اسمه [(حزقيا)]..
ــ وكان سامعاً مُطيعاً للنبي [شعيا] فيما يأمره به، وينهاه عنه من المصالح..
<(!!)> وكانت الأحداث قد عظمت في بني إسرائيل.. فمرض الملك [(حزقيا)]، وخرجت في رجله قرحة..
<(!)> وفي ذلك الزمان توجّه [سنحاريب] ملك "بابل" الى بلاد بيت المقدس، في 600 ألف راية.. ففزع الناس فزعاً عظيماً شديداً..
<(!*!)> وذكر العلاّمة المؤرِّخ إبن كثير بأنّ الملك [(حزقيا)] قال للنبي [شعيا]: ((ماذا أوحى الله إليك في أمر [سنحاريب] (ملك بابِل) وجنوده))؟
فقال: ((لم يوح إليّ فيهم شيء بعد)).
<(*)> ثم أقبل الملك على القبلة فصلّى وسبح ودعا وبكى..
==> فقال وهو يبكي ويتضرّع إلى الله عزّ وجلّ بقلب مخلص وتوكّل وصبر:
((اللهم يا رحمان يا رحيم ، القدّوس المتقدِّس، المترحِّم الرؤوف الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم، اذكرني بعلمي وفعلي وحُسن قضائي على بني إسرائيل.. وذلك كله كان منك، فأنت أعلم به من نفسي ، سِرّي وإعلاني لك)).
==> قال: فإستجاب الله له ورحمه ، وأوحى الى (النبي) [شعيا]"أن يبشّره بأنه قد رحم بكاءه، وأنجاه من عدوِّه سنحاريب وجنوده"..
<><> فلما قال له ذلك ذهب منه الوجع، وانقطع عنه الشرّ والحزن، وخرّ ساجداً ..
==> وقال في سجوده: ((يا إلهي وإله آبائي، لك سجدتُّ وسبّحتُ وكرّمتُ وعظّّمتُ، اللهم أنت الذي تعطي المُلك من تشاء، وتنزعه ممّن تشاء، وتُعزّ من تشاء، وتُذلّ من تشاء، عالم الغيب والشهادة، أنت الأوّل والآخر، والظاهر والباطن، وأنت ترحم وتستجيب دعوة المُضطّرين، أنت الذي أجبت دعوتي ورحمت تضرّعي)).
<><> فلمّا رفع رأسه، أوحى الله إلى (النبي) [شعيا] أن يأمره أن يأخذ "ماء التين" فيجعله على قرحته فيشفى، ويُصبح قد بريء.. ففعل ذلك فشُفي ..
<(!!)> وأرسل الله على جيش [سنحاريب] الموت، فأصبحوا وقد هلكوا كلهم سوى (الملك) سنحاريب و"خمسة من أصحابه منهم: بُختنصّر".
<(!!)> فأرسل ملك بني إسرائيل اي(حزقيا) فجاء بهم فجعلهم في الأغلال، وطاف بهم في البلاد على وجه التنكيل بهم والإهانة لهم سبعين يوما ، ثم أودعهم السجن..
<(!!)> ثم أوحى الله تعالى إلى (النبي) [شعيا] بأن يأمر الملك (حزقيا) بإرسال هؤلاء الأسرى إلى بلادهم لينذروا قومهم ما قد حلّ بهم..
فلما رجعوا جمع [سنحاريب] قومه وأخبرهم بما قد كان من أمرهم.. ثم مات سنحاريب بعد سبع سنين.
<(!*!)> قال ابن إسحاق: ثم لمّا مات (الملك)[حزقيا] مرَج أمر بني إسرائيل ، واختلطت أحداثهم، وكثر شرّهم،
==> فأوحى الله تعالى إلى (النبي)[شعيا] فقام فيهم فوعظهم وذكّرهم، وأخبرهم عن الله بما هو أهله، وأنذرهم بأسه وعقابه إن خالفوه وكذّبوه.
<><> فلمّا فرغ (النبي شعيا) من مقالته ، عدوا عليه، وطلبوه ليقتلوه، فهرب منهم .. فمرّ بشجرة فإنفلقت له فدخل فيها ، وأدركه "الشيطان" فأخذ بهدبة ثوبه فأبرزها، فلما رأوا ذلك جاؤوا بالمنشار فوضعوه على الشجرة فنشروها، ونشروه معها..
<(!*!)> ومن بعده خلفه النبي [ارميا بن حلقيا] عليه السلام ، وهو من سبط لاوي بن النبي [يعقوب] عليه السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** وهناك فوائد وعِبر يمكن أن نأخذها ممّا حصل للنبي شعيا .. ومن أهمها الآتي:
1
1- إنّ الأنبياء والعلماء الصالحين الربّانيين هم منارات يُستضاء بهم، وهم بركة ورحمة للعباد.. وفي إتـّباعهم تكون السعادة والإستقرار للرعيّة والحُكّام.
2- إن العباد الذين هم مع الله تعالى لا يمكن هزيمتهم إطلاقا مهما قلّ عددهم او مهما زاد عدد خصومهم ..
3- وإنّ العبد الذي لا يكون مع الله، سيتخلّى الله عن نصرته ولو نسب نفسه الى انبيائه، وسينتصر الأقوى عدداً وعِدّة من الفريقين دون المفاضلة بينهما.
4- جرت سنّة الحياة بأنّ الناس تهاب الحاكم القوي وتنقاد له بصرف النظر عن إعتقاده وصلاحه.. فبقوّة الحاكم تجتمع الناس وتتوحّد ، وتكون الدولة القويّة ,, والعكس بالعكس تماماً..
5- إن طبيعة الشيطان شرّيرة وخبيثة ، فهو يساعد الناس على إغضاب ربّ العالمين ، ويدلّهم على الشرّ وفعله.. أعاذنا الله وإياكم منه ومن شرّه ومكره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى متابعة هذه الإضاءات التاريخية بإذن الله
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق