الأربعاء، 20 فبراير 2013

[(رقم 17)] ((الفترة ما بين النبيِّ [يوشع] والنبيِّ[أشمويل] أي"اسماعيل" حفيد النبيِّ [هارون‏] عليهم السلام))

  ((الفترة ما بين النبيِّ [يوشع] والنبيِّ [أشمويل] أي"اسماعيل" حفيد النبيِّ [هارون‏]عليهم السلام))
 
 
<(*!*)> كنّا قد ذكرنا بأن نبي الله "يوشع بن نون" عليه السلام إستقرّ ببيت المقدس ومعه "بني إسرائيل" الذين حرّرهم نبيّ الله [موسى] مع أخيه النبيِّ [هارون] عليهما السلام ، من إستعباد الفراعنة لهم وإذلالهم..
<(!!!)> قال المؤرِّخ ابن جرير الطبري ‏‏:‏ لا خلاف بين أهل العلم بأخبار الماضين، وأمور السالفين من أمتنا وغيرهم، أن <القائم بأمور بني إسرائيل> من بعد  (النبيِّ) [يوشع] كان (النبيِّ)[كالب بن يوفنا]عليه السلام، أحد أصحاب  (النبيِّ)[موسى] عليه السلام، وزوج أخته [مريم].. وكان أحد الرجُلين اللذَين ممّن يخافون الله وهما: 1-[يوشع] و2-[كالب] عليهما السلام..
<(!!)> وذكر المؤرّخ محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه‏ انه قال:‏ إنّ (النبيِّ)[كالب بن يوفنا] لما قبضه الله إليه بعد (النبيِّ) [يوشع] خلفه في بني إسرائيل  (النبيِّ) [حزقيل]عليه السلام بن بوذي.. وكان هو (القائم بأمور بني إسرائيل يومئذ) .
<(!!!)> وقال محمد بن إسحاق‏:‏ لم يُذكر لنا مدّة لبث (النبيِّ)[حزقيل] في بني إسرائيل.. ثم لمّا مات نسيَ بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظُمت فيهم الأحداث، وعبدوا الأوثان.. وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له‏:‏ "بَعل" ومنه كانت تسمية مدينة <بعلبك> اي (بَعَل بَك)..
==> فبعث الله إليهم (النبيِّ)[إلياس] عليه السلام بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن (النبيِّ)[هارون]عليه السلام بن عمران‏ .‏ 
<(!!!)> وقال الحسن البصري ‏:‏ ومن بعد (النبيِّ)[إلياس] كان (النبيِّ)[اليسع]عليه السلام بن أخطوب‏ ، فمكث ما شاء الله أن يمكث، يدعوهم إلى الله ، مُستمسكاً بمنهاج (النبيِّ)[إلياس] وشريعته حتى قبضه الله عزّ وجلّ إليه..
<(**)> وقد ذكره الله تعالى مع الأنبياء في سورة الأنعام في قوله تعالى‏:‏ ‏{{‏وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ‏}‏}،، سورة ‏الأنعام‏.
==> ثم خلف فيهم الخلوف، وعظُمت فيهم الأحداث والخطايا، وكثرت الجبابرة، وقتلوا الأنبياء..
<><> وكان  (النبيِّ)[اليسع‏] مُستخفياً مع (النبيِّ)[إلياس] بجبل "قاسيون" في دمشق ،حيث كان الوثني ملك بعلبك يطلبه ليقتله بسبب إيمانه ونبوّته.. ثم قتِل بعد ذهابه إلى بعلبك.. فخلفه بالنُبوّة [اليسع] في قومه وبلده "بانياس"‏ أو (بانَ إلياس) ، وإستمرّ فيهم الى ان توفّاه الله ..
<(!!!)> ثم مرج أمر بني إسرائيل، وعظُمت منهم الخطوب والخطايا، وقتلوا من قتلوا من الأنبياء..
 <><> و
سلّط الله عليهم ملوكاً جبّارين، يظلمونهم ويسفكون دماءهم.. من  بعد ان كانت "الأنبياء"< تقوم بأمورهم وترعاهم> ..
<><> كما سلّط الله عليهم الأعداء من غيرهم أيضاً..
<(!!!)> حكى السُدّي بإسناده عن ابن عباس، وابن مسعود، وأناس من الصحابة  وغيرهم‏:‏ أنه لما غلبت العمالقة (وهم من العرب) أرض غزّة وعسْقلان على بني إسرائيل، وقتلوا منهم خلقاً كثيراً، وسَبوا من أبنائهم جمعاً كثيراً،
<><> وانقطعت النبوّة من <سبط لاوي> اي "سبط النبوّة"، ولم يبق فيهم إلاّ إمرأة حبلى، فجعلت تدعو الله عزّ وجلّ أن يرزقها ولداً ذكراً، فولدت غلاماً فسمّته [أشمويل]، ومعناه بالعبرانية [إسماعيل]، أي <(سمع الله دعائي)‏>.‏
<(!**!)> وقال ابن جرير‏:‏ كانت (الفترة) من وفاة (النبيِّ) [يوشع بن نون] إلى أن بعث الله عزّ وجلّ (النبيِّ)[أشمويل بن بالى] من ورثة (النبيِّ)[هارون]، حوالي 460 سنة‏.‏
<(!*!)> وقال كثير من المؤرِّخين القُدماء ومنهم إبن جرير:‏  ((كان بني إسرائيل إذا قاتلوا أحداً من الأعداء يكون معهم ((تابوت الميثاق)) الذي كان في قبة الزمان، فكانوا يُنصرون ببركته، وبما جعل الله فيه من السكينة والبقيّة "مما ترك آل موسى وآل هارون"‏.‏
فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان، غلبوهم وقهروهم ثم انتزعوا (التابوت) من أيديهم))..
<(!*!)> وبقى بنو إسرائيل كالغنم بلا راع ، حتى بعث الله فيهم "نبياً" من الأنبياء يقال له [أشمويل]، فطلبوا منه أن يقيم لهم ملِكاً ليقاتلوا معه الأعداء ..‏
<(*)> فسأل [أشمويل] الله تعالى أن يبعث لبني إسرائيل ملِكاً.. فأتى بـ "عصا" و"قرن" فيه ((دهن القدس))..
ــ وقيل له (عن طريق الوحيّ): [( إنّ صاحبكم الذي يكون [ملكا] طوله "طول هذه العصا" (أي قصير)،،
ــ و"انظر هذا القرن الذي فيه الدهن (الطيب) فإذا دخل عليك رجل فنشّ (أي سال) الدهن الذي في القرن فهو مَلِك بني إسرائيل ،، فأدهن به رأسه ، وملِّكه عليهم )]..

==> وكان [طالوت] واسمه بالعبرانية "شاول بن قيس" وهو من أحفاد أولاد "بنيامين بن يعقوب".. وسُمِّي [طالوت] لطوله ،، وكان أطول من كل أحد برأسه ومنكبيه ،،
==> وبيَّن العلاّمة "وهب بن منبه" طريقة وصوله للملك فقال:
(( ضلّت (أي ضاعت) حُمُر "لأبي طالوت".. فأرسله وغلاما له في طلبها .. فمرّ ببيت (النبي) "اشمويل" ..
==> فقال الغلام لطالوت : ((لو دخلنا على هذا النبي فسألناه عن أمر الحُمُر ليرشدنا ويدعو لنا))..
==> فدخلا عليه ،، فبينما هما عنده يذكران له شأن الحُمر إذْ نشّ الدُهن الذي في القرن ،، فقام "إشمويل" عليه السلام فقاس (طول)"طالوت" بالعصا ،، فكانت طوله..
==> فقال لطالوت : ((قرِّب رأسك))!! فقرّبه ، فدهَنَه بدهن القُدس ،،
==> ثم قال له : ((أنتَ [ملِك بني إسرائيل] الذي أمرني الله تعالى أن أملِّكك عليهم))..
==> فقال طالوت : ((أما علِمتَ أن "سبطي" أدنى أسباط بني إسرائيل ؟؟!! وبيتي أدنى بيوت بني إسرائيل ؟!!
==> قال له : (( بلى )) ..
==> قال : ((فبأي آية (علامة) ))؟؟
==> قال : ((بآية أنك ترجع وقد وجد أبوك حُمُره))، فكان كذلك .
<><> ثم قال لبني إسرائيل : إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا
{{ قالوا أنى يكون له الملك علينا }}؟؟ أي من أين يكون له الملك علينا ؟؟
<(*)> قال الإمام البَغَوي : كان عند "بني إسرائيل" سبطان : (1) سبط <نبوّة> ، (2) وسبط <مملكة>..
<><> فكان "سبط النبوّة" هو سبط "لاوي بن يعقوب".. ومنه كان [موسى وهارون]عليهما السلام  ..
<><> و"سبط المملكة" هو سبط "يهوذا بن يعقوب".. ومنه كان [داود وسليمان] عليهما السلام ..
==> ولم يكن [طالوت] من أحدهما ، انما كان من سبط "بنيامين بن يعقوب"..
  فلما قال لهم نبيهم ذلك أنكروا عليه لأنه لم يكن من سبط المملكة..
==> فقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت.. 
 <(**)> قال الله تعالى في كتابه العزيز‏:‏
‏{{ ‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ‏ْ}}‏ ‏البقرة‏:‏ 246-251‏ ‏‏.‏
 <(*)> قال ابن عبّاس، وكثير من المفسِّرين‏:‏ هذا النهر هو نهر الأردن، وهو المُسمّى بالشريعة.. 
<(!!!)> وقد ذكر السُدِّي:أن النبي [داود] عليه السلام سمع الملك[طالوت] ملك بني إسرائيل وهو يحرِّض قومه على قتل "جالوت" وجنوده،
==>
قائلاً: ((من قتل (عدو الله) "جالوت" زوّجته بإبنتي، وأشركته في مُلكي))‏.‏.
<><> فلما تواجه الصفّان في المعركة برز "جالوت" ودعا إلى نفسه، فتقدّم إليه النبي[داوُد],, 
<(*)> ذكر ابن جرير في تاريخه بأنّ "جالوت" لما بارز [طالوت] فقال له‏:‏
((اخرج إليّ وأخرج إليك)).. فندب [طالوت] الناس فانتدب [داود] فقتل "جالوت‏".‏ ثم فرّ جيشه مُنهزماً‏.
<(*)> فوفى الملك[طالوت] بوعده للنبي[داود].. فزوجه ابنته، وأجرى حكمه في ملكه.. وعظُم أمر النبي [داود] عليه السلام عند بني إسرائيل، فأحبّوه ومالوا إليه أكثر من ميلهم لملكهم [طالوت] ثمّ ملّكوه عليهم بعد ان تنازل له
الملك [طالوت] عنها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والى متابعة هذه الإضاءات التاريخية في القريب بإذن الله.

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق